آداب صلاة التراويح في المسجد: دليل للسلوك والاحترام أثناء العبادة
On 4:52 ص by يوسف القحطانيآداب صلاة التراويح في المسجد
تعريف صلاة التراويح
صلاة التراويح تُعرف بأنها مجموع ترويحات، وتعتبر وسيلة لإراحة النفس، خاصة في شهر رمضان. وقد سُميت بهذا الاسم لأنها تتضمن استراحة بعد كل أربع ركعات، حيث يجلس الإمام بين كل ترويحتين. لذلك، يشار إلى الصلاة في ليالي رمضان بالتراويح، حيث يتوقف الإمام للاستراحة بعد كل أربع ركعات.
أهمية آداب صلاة التراويح في المسجد
تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الآداب الهامة التي يجب مراعاتها أثناء أداء صلاة التراويح، منها:
آداب المشي نحو صلاة التراويح
- يجب أن يسير المسلم بتأني وسكينة نحو الصلاة، مع الحفاظ على وقاره وخفض البصر وعدم التحدث بصوت مرتفع. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا سمِعتُم الإقامة، فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تُسرِعوا، فما أدركتُم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا).
- استحسن أن تكون الخطوات قريبة من بعضها أثناء المشي إلى الصلاة لزيادة الحسنات.
- عند دخول المسجد، ينبغي تقديم القدم اليمنى على اليسرى، وذكر دعاء دخول المسجد، ثم أداء ركعتين تحية لدخول المسجد؛ وذلك لأن المسجد هو مكان للرحمة، بينما يعتبر المكان خارجه موطناً للرزق.
أداب انتظار الصلاة في المسجد
- ينبغي الانشغال بذكر الله.
- القراءة من القرآن الكريم وتجنب العبث، كتشبيك الأصابع وغيرها. ولكن من يجلس في غير انتظار الصلاة فلا بأس عليه من تشبيك أصابعه، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك بعد انتهائه من الصلاة.
- عند الانتظار لصلاة التراويح، يجب تجنب الأحاديث الجانبية وحديث الأمور الدنيوية، لأنها تستهلك الحسنات كما تأكل النار الحطب.
- على العبد أن يدرك أن الملائكة تستغفر له طالما هو في انتظار الصلاة، فلا يجب إهدار هذا الأجر؛ حيث ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الملائكة تُصلي على أحدكم ما دام في مجلسه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ما لم يُحدث في صلاة ما كانت الصلاة تحبسهُ).
- يجب الحرص على عدم التفريط بالأجور، والابتعاد عن القيل والقال والعبث مع الآخرين، فهذه نعمة عظيمة من الله -عز وجل- على المسلم.
- عندما يقام الصلاة، ينبغي على المسلم القيام عند قول الإمام (قد قامت الصلاة)؛ وفقاً لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا لاحظ الإمام من البداية، فلا مانع من القيام، ولكن الأفضل عدم القيام حتى يراه.
- يعتبر الصف الأول في صلاة التراويح أفضل، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول… لأتوهما ولو حبوًا)، أما بالنسبة للمرأة، فالصف الأخير أفضل لها.
- يتوجب تسوية الصفوف أثناء الصلاة بمحاذاة المناكب والأكعب، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق).
- يجب سد الفرج والتراص في الصفوف حتى لا تبقى فيها فرجات للشيطان، وعدم فتح الرجلين بشكل مبالغ فيه لتجنب إزعاج المصلين.
حكم صلاة التراويح ووقتها
تُعتبر صلاة التراويح سنة مؤكدة للرجال والنساء، كما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
أما عن وقت صلاة التراويح، فهو بعد صلاة العشاء إلى نهاية الليل، قبل وبعد الوتر، وأفضل أوقاتها ما كان بعد سنة العشاء وقبل الوتر. وهذا هو الرأي الراجح لدى الجمهور، بينما يعتبر الحنفية أنه يجب أن تكون بعد صلاة العشاء وقبل الوتر، كما لا تُقبل بعد الوتر. ويُشدد على أن أداءها قبل العشاء غير مقبول عند الجميع، فيكون القول الراجح هو ما ذهب إليه الجمهور، وهي نافلة سنن بعد صلاة العشاء استناداً إلى فعل الصحابة.
اترك تعليقاً