أبو إسحاق الزجاج: النحوي البارز في العصر العباسي
On 4:21 ص by صالح الحربيأبو إسحاق الزجاج
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل الزجاج البغدادي، وُلِد في عام 241هـ في بغداد حيث توفي أيضاً. يعتبر من أبرز نحاة العصر العباسي، وقد عرف بعلمه الغزير، وأدبه الرفيع، وتدينه العميق، كما وصفه ابن خلكان. وقد ألف العديد من الكتب الأدبية والدينية. كما ارتبط بوزير الخليفة العباسي المعتضد بالله، عبيد الله بن سليمان، حيث ساهم في تعليم ابن الوزير القاسم بن عبيد الله الأدب. ويعود سبب تلقيبه بالزجاج إلى كونه كان يعمل في حرفة صناعة الزجاج.
إسهامات أبي إسحاق الزجاج الأدبية
ألّف أبو إسحاق الزجاج مجموعة متنوعة من المكتبات التي تُعد من أبرز روائعه، وأشهرها كتاب “معاني القرآن وإعرابه”. كان يعد من أوائل النحاة الذين أكدوا على أهمية الربط بين المعنى والإعراب في القرآن الكريم، حيث قال في مقدمة كتابه: “وإنما نذكر مع الإعراب المعنى والتفسير لأن كتاب الله ينبغي أن يتبين”. استغرق تأليفه لهذا الكتاب ستة عشر عامًا، حيث بدأ العمل فيه في عام 285هـ وانتهى منه في عام 301هـ.
اتبع أبو إسحاق منهجًا فريدًا في كتابة هذا الكتاب، حيث كان يقوم بعرض الآية ثم شرح بعض الكلمات من حيث المعنى والإعراب، مع ذكر الأدلة والشواهد من الشعر والنثر. ومن أهم كتبه الأخرى نذكر:
- كتاب الأمالي.
- كتاب ما فسر من جامع المنطق.
- كتاب الاشتقاق.
- كتاب العروض.
- كتاب القوافي.
- كتاب الفرق.
- كتاب خلق الإنسان.
- كتاب خلق الفرس.
- كتاب مختصر في النحو.
- كتاب فَعَلْتُ وأَفعَلْتُ.
- كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف.
- كتاب شرح أبيات سيبويه.
- كتاب النوادر.
- كتاب الأنواء.
- كتاب تفسير أسماء الله الحسنى.
- كتاب الإبدال والمعاقبة والنظائر.
- كتاب إفساد الأضداد.
- كتاب الشجرة أو التقريب.
- كتاب الوقف والابتداء.
أبرز تلاميذ أبي إسحاق الزجاج
تلقت مجموعة من الشخصيات العلمية التعليم على يد النحوي أبي إسحاق الزجاج، واشتهروا أيضًا بمؤلفاتهم، ومن أشهرهم:
- أبو بكر بن السراج الذي ألّف “كتاب الأصول في النحو”.
- ابن ولّاد مؤلف “كتاب الانتصار لسيبويه على المبرد”.
- النحاس كاتب “إعراب القرآن” و”كتاب معاني القرآن”.
- أبو علي القالي صاحب كتاب الأمالي.
- الزجاجي الذي كتب “كتاب الجمل” و”كتاب مجالس العلماء”.
- الآمدي صاحب “كتاب الموازنة”.
- أبو علي الفارسي، أحد أبرز النحاة وأكثرهم إنتاجًا.
- الرماني الذي شرح كتاب سيبويه.
وفاة أبو إسحاق الزجاج
توفي أبو إسحاق الزجاج في بغداد، وقد اختلفت الروايات حول السنة التي انتقل فيها إلى الرفيق الأعلى؛ فقد أرجح البعض وفاته في عام 310 هـ، بينما رأى آخرون أنه توفي في عام 311 هـ. وقضى هذا النحوي الكبير آخر أيامه في يوم الجمعة من شهر جمادى الآخرة، حيث بلغ من العمر تقريباً السبعين عامًا.
اترك تعليقاً