أبو القاسم الطنبوري: العالم الشهير في الأدب والتراث الثقافي العربي
On 7:16 م by طارق الخطيبأبو القاسم الطنبوري
أبو القاسم الطنبوري هو تاجر معروف عاش في بغداد، وقد اشتهر ببخله الشديد رغم ثرائه الكبير وامتلاكه لمقدار وفير من الأموال. هذا البخل دفع العديد من القصاصين إلى ابتكار قصص وحكايا تتعلق به وبسلوكه، مما جعل قصته تُحول إلى مجموعة من الأعمال الفنية والدرامية التي عُرضت في عدة مسلسلات تلفزيونية.
قصة أبو القاسم الطنبوري
كان أبو القاسم الطنبوري يمتلك حذاءً ارتداه لمدة سبع سنوات متتالية. كلما تعرض هذا الحذاء للأذى مثل التمزق أو الاهتراء، كان يسارع إلى إصلاحه بقطعة قماش، مما جعل الحذاء يبدو غير مألوف وثقيل الوزن، حتى أصبح مضرب مثل بين الناس. في أحد الأيام، دخل أبو القاسم سوق الزجاج، حيث قال له سمسار: “يا أبا القاسم، قد جاء اليوم تاجر من حلب يحمل معه زجاجاً ذهبياً قد كسد، يمكنك شراؤه منه، وسأبيعه لك فيما بعد لتجني ربحاً مضاعفاً.”
وافق أبو القاسم على الصفقة وشرى الزجاج بستين ديناراً. ثم توجه إلى سوق العطارين، وعرض عليه سمسار آخر عطر ماء ورد من تاجر قدم من نصيبين، مشيراً إلى إمكانية شراءه بسعر رخيص نظراً لعجلة سفر التاجر، وواعدًاه بإعادته له بعد فترة لربح مضاعف.
مرة أخرى، وافق أبو القاسم وشرى ماء الورد بستين ديناراً ووضعه في رف بيته. وفي يوم من الأيام، قرر أبو القاسم الذهاب إلى الحمام، واقترح عليه بعض الأصدقاء تغيير حذائه البالي. قال لهم: “كلامكم صحيح، أنا معكم.” وعندما خرج من الحمام، وجد بجانب حذائه حذاءً آخر جميلاً ظنه هدية من أحد أصدقائه. ارتداه وعاد إلى منزله. لكن، كان هذا الحذاء في الحقيقة للقاضي الذي اكتشف الأمر وضرب أبو القاسم كعقوبة له، ثم حبسه وفرض عليه غرامة مالية قبل إطلاق سراحه.
عندما خرج أبو القاسم من السجن، كان غاضباً وحمل حذاءه، ثم ذهب إلى نهر دجلة وألقاه فيه. لكن أحد الصيادين، الذي عرف الحذاء من شكله، استرده وذهب لإعادته إلى أبي القاسم، لكن هذا الأخير لم يكن موجوداً في منزله، فقرر الصياد رمي الحذاء من نافذة المنزل لتفادي إفساده. وهنا سقط الحذاء فوق الرف المخصص للزجاج، مما أدى إلى تحطمه وسقوط ماء الورد. وعندما رأى أبو القاسم ذلك، صرخ مستنجدًا ومتأسفًا: “يا لحظي التعيس، أفقرني هذا الحذاء الملعون”، ووقعت له عدة حوادث أخرى أثرت عليه بشكل كبير، حتى أصبحت قصته وحذائه عنواناً للشؤم ومثالاً على البخل.
اترك تعليقاً