أحدث الكتب السماوية
On 9:48 ص by صالح الحربيالكتب السماوية الحديثة
يُعتبر القرآن الكريم آخر الكتب السماوية، حيث يتميز بأنه الكتاب النهائي والشامل، الذي يتولى الإشراف على كافة ما ورد في الكتب السابقة. كما أنه محفوظ بعناية من الله -عز وجل- من أي تحريف أو تبديل أو زيادة أو نقصان.
القرآن الكريم معجزة بليغة وفصيحة في مضامينها ومعانيها، والتي تشمل أخبار الأمم السابقة واللاحقة. وكان هناك إشارات إلى هذا الكتاب في الكتب السماوية السابقة التي بشرت به. يأتي القرآن الكريم بمزيد من التشريعات الإلهية والأخلاق السامية، ليشمل دعوة البشر والجنّ معًا، على عكس الكتب السابقة التي كانت مقتصرة على شعوب وفترات زمنية مُحددة.
خصائص القرآن الكريم بالمقارنة مع الكتب السماوية الأخرى
الإيمان بجميع الكتب التي أنزلها الله -تعالى- يعد أحد أركان الإيمان، ومع ذلك يتميز القرآن الكريم عن سائر الكتب، كونه ناسخًا لها ومهيمنًا عليها، وهو الكتاب الذي أنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكون هديًا للثقلين (الإنس والجن). سوف نتناول هنا خصائص القرآن الكريم على شكل قسمين:
الخصائص التي تميز القرآن عن الكتب السابقة
هناك العديد من الخصائص التي أضفت تميزًا خاصًا على القرآن الكريم مقارنة بسائر الكتب السماوية. يجب أن يتم الإيمان بها وتحقيقها في السلوك العلمي والعملي. ومن أبرز هذه الخصائص ما يلي:
شمول الدعوة في القرآن الكريم
تشمل شريعة القرآن جميع الإنس والجن، مما يستدعي منهم الإيمان به وعبادة الله وفق ما نص عليه. الدليل على ذلك يكمن في قوله -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)، وأيضًا في شهادة الجن التي تتجلى في قوله: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ).
السماحة واليسر
تمتاز شريعة الإسلام التي جاء بها القرآن بأنها خالية من القيود والأثقال التي وُضعت على الأمم السابقة. وقد ورد في القرآن قوله -تعالى-: (وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم).
حفظ الله للقرآن الكريم
من أهم ميزات القرآن الكريم هي تكفل الله -تعالى- بحفظه، حيث لا يمكن أن يُحرّف، سواء من حيث اللغة أو المعنى، كما يتضح في قوله -تعالى-: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ).
علاوة على ذلك، قام الله -تعالى- بتوضيح معاني القرآن وشرائعه من خلال إلهام النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما أوضح ابن كثير في قوله: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ).
وهيأت الله -تعالى- العلماء على مر التاريخ لحفظ القرآن وتفسيره، وقد أسسوا علومًا تهدف إلى فهمه بشكل أعمق، مثل علم التفسير والقراءات وغيرها، مما يظهر عناية الله بكتابه كما أُنزِل على نبيه.
الإعجاز القرآني
يتميز القرآن الكريم بأنه المعجزة الخالدة التي أيد بها الله -عز وجل- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: (ما مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيٌّ إلَّا أُعْطِيَ ما مِثْلهُ آمَنَ عليه البَشَرُ). ومن أعظم وجوه الإعجاز القرآني هو الإعجاز اللغوي، الذي يشمل الفصاحة والبلاغة، حيث تحدى الله -تعالى- الإنس والجن بأن يأتوا بمثله.
- تحديهم بكتابة مثل القرآن كاملاً، كما في قوله -تعالى-: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إن كَانُوا صَادِقِينَ).
- التحدي بعشر سور مثل سور القرآن، في قوله -تعالى-: (أَم يَقولونَ افتَراهُ قُل فَأتوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَياتٍ).
- التحدي بآية واحدة مثل آيات القرآن، كما في قوله -تعالى-: (أَم يَقولونَ افتَراهُ قُل فَأتوا بِسورَةٍ مِثلِهِ).
البيان في القرآن الكريم
احتوى القرآن الكريم على كل ما يحتاجه الإنسان في حياته ومعاده، وذلك كما ورد في قوله -تعالى-: (ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ).
التيسير للذكر
لقد يسر الله -تعالى- القرآن الكريم للتلاوة والتفكر، حيث قال في القرآن: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ).
قصص الرسل والأمم السابقة
تناولت الآيات القرآنية قصص الرسل والأمم السابقة بشكل تفصيلي غير مسبوق، كما في قوله: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ).
تصديق للكتب السابقة
يعتبر القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية، حيث ورد في قوله -تعالى-: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ).
خلاصات تعليم الكتب السابقة
جاء القرآن بجوهر تعاليم الأنبياء، كما في قوله -تعالى-: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ).
نسخ القرآن لجميع الكتب السابقة
من الواجب على الجميع اتباع ما جاء في القرآن الكريم، حيث قال -تعالى-: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ).
الخصائص العامة للقرآن الكريم
تتعدد الاعتبارات التي أدت إلى تقسيم خصائص القرآن الكريم، وفقًا لفضله وبلاغته وفرادته، ومنها:
مكانته وشرفه
يتسم القرآن الكريم بالعديد من الخصائص التي تدل على فضله ومكانته، ومنها:
- ذكرت آيات وأحاديث كثيرة مكانة القرآن العظيم.
- إنه كلام الله الخالد، الطريق المستقيم والنجاة.
- يشكل معجزة الرسول الدائمة وحجته القوية، ودليل نبوته.
- كتاب التشريع، وأساس التوحيد، ونور للأمة.
شفاعة القرآن لأهله
يشفع القرآن لأصدقائه يوم القيامة، حيث ورد عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابه).
شفاء القرآن
وصف الله -تعالى- القرآن بأنه شفاء وليس دواءً، تجسيدًا لفوائده. كما في قوله: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ).
تعبد القارئ بالقراءة
ينال القارئ والمستمع للقرآن الكريم أجرًا عظيمًا من الله -تعالى-.
أسماء وصفات متعددة
تعددت أسماء القرآن وأوصافه، ويمتاز بأنه أُنزل بالتدريج.
من حيث الأسلوب واللغة
تشمل الخصائص: تيسير فهمه للجميع، حيث يخاطب الناس بمختلف فئاتهم دون تغيير في المعاني.
- تصوير المعاني بشكل يجعلها ملموسة.
تميز القرآن الكريم بتجسيد المعاني بطريقة يمكن للناس الشعور بها، كما استخدم أساليب متعددة لتمكين الناس من فهمه.
خصائص أخرى للقرآن الكريم
هنالك مزيد من الخصائص التي تبرز عظمة القرآن، ومنها:
- حفظ القرآن في قلوب المؤمنين: كلف الله الخطاب للأمة لحفظ القرآن، ما ينتج عنه تواتر لا يعوض.
- اتصال سند القرآن: يفتخر الكثيرون بربطهم بسند الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- الطهارة لملامسة القرآن: هي شروط تضمن ارتباط القرآن بأحكام الطهارة.
الإيمان بالكتب السماوية
يعد الإيمان بالكتب السماوية المتقدمة جزءًا أساسيًا من الإيمان، و يجب الإقرار بالكتب والمجموعات النصية التي تم ذكرها في الأحكام. يجب أن يؤمن المسلم بأن العدالة تشمل بعض الكتب المفقودة، وبعض الكتب التي تعرضت للتحريف، وجميعها تتجلى في القرآن الكريم.
أدلة على الإيمان بالكتب السماوية
توجد آيات وأحاديث عديدة تؤكد ضرورة الإيمان بالكتب السماوية السابقة، ومنها:
- قوله -تعالى-: (وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا).
- قوله -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ … لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ).
- حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان، حيث قال: (أن تؤمنَ باللَّهِ، وملائِكتِه، وَكتبِه، ورسلِه).
اترك تعليقاً