أحكام الهجرة ومواضيعها في الشريعة الإسلامية
On 6:36 م by كريم الجباليأحكام الهجرة في الإسلام
تُعتبر الهجرة موضوعًا ذا أهمية خاصة في الإسلام، حيث يُحدد التشريع الإسلامي طبيعة الهجرة حسب سياق الشخص والمكان الذي يتواجد فيه. فالهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان تكون واجبة على المسلم وفق شرطين: الأول هو عدم قدرة المسلم على ممارسة شعائر الإسلام بشكل كامل. والثاني هو قدرة الشخص على الهجرة، إذ يجب أن لا يُكلّف نفسه ما لا طاقة له عليه. وتجدر الإشارة إلى أن الهجرة ظلت قائمة رغم انتهاء زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما ورد في قوله تعالى: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُون). وقد أشار البغوي -رحمه الله- إلى أن سبب نزول هذه الآية كان متعلقًا بالمسلمين الستباقين في مكة الذين لم يقوموا بالهجرة، حيث نادهم الله باسم الإيمان.
تُعتبر الهجرة أيضًا مُستحبة في الأماكن التي يمكن فيها للشخص أن يُظهر شعائر دينه، ولكن يتسبب نقص الإيمان فيها في عدم استقلاله الروحي، مما يستدعي البحث عن مكان آخر يعزز إيمانه. فالحفاظ على الدين يُعتبر أسمى هدف يجب على الإنسان السعي لتحقيقه.
تعريف الهجرة في الإسلام
تتعدد تعريفات الهجرة في الإسلام وفق قولين رئيسيين؛ الأول يُشير إلى الانتقال من دار الكفر ودار الحرب إلى دار الإسلام لحماية الدين من الفتن. أما الثاني فيرى أن الهجرة تتمثل في الانتقال من دار الظلم -حتى لو كانت مسلمة- إلى دار العدالة -حتى وإن كانت كافرة-.
من خلال هذه التعريفات، يظهر لنا أن البلاد تنقسم إلى نوعين: بلاد الكفر وبلاد الإيمان؛ حيث تُعتبر بلاد الكفر تلك التي يغلب فيها أهل الكفر، بينما تُعرف بلاد الإيمان بتفوق أهل الإيمان فيها. وفي بعض البلدان، قد يحدث اختلاط بين الكفر والإيمان، وبالتالي يجب معاملة كل فئة وفقًا لما تستحقه.
أهمية الهجرة ومكانتها في الإسلام
تتميز الهجرة بأهمية كبيرة في الإسلام، حيث تُعتبر إحدى صور الجهاد في سبيل الله. فقد شهد المسلمون في مكة ظروفًا قاسية، وقام الله بفتح باب الهجرة لهم كسبيلاً للخلاص من تلك الأوضاع. شكلت الهجرة بدايةً لمراحل النصر والتوسع الإسلامي، وهي تمثل اختيارًا مشروعًا للمسلم إذا شعر بالضيق في بلده بسبب المعاصي والذنوب.
أنواع الهجرة في الإسلام
تنقسم الهجرة إلى نوعين: هجرة ظاهرة وهجرة باطنية، وتفصيلها كما يلي:
- الهجرة المكانية الحسية الظاهرة
وهي مُشروعة، وقد تم التعريف بها في بداية المقال.
- الهجرة المعنويّة القلبية الباطنة
وهي تعني الابتعاد عن المعاصي والآثام وكل ما نهى الله -سبحانه وتعالى- عنه. وتُعتبر هذه الهجرة مطلبًا لكل مسلم، حيث يُفترض على المسلم الالتزام بكل ما أمر به الله من طاعات، والابتعاد عن كل ما نهى عنه.
اترك تعليقاً