أحكام فترة الانتظار بعد الطلاق أو وفاة الزوج
On 3:51 ص by عمر الهذليأحكام العدّة
تتضمن فترة العدة مجموعة من الأحكام التي أوضحتها النصوص الشرعية. ومن أهم هذه الأحكام:
- المرأة المعتدّة من الطلاق البائن تُعامل كالأجنبية؛ فلا يحق للرجل معاشرتها أو النظر إليها أو الخلوة بها، حيث تنقطع العلاقة الزوجية. ولا تكون حلالًا له إلا بعقد ومهر جديد في حالة الطلاق البائن بينونة صغرى، بينما في حالة البينونة الكبرى، لا يجوز له الاقتران بها إلا بعد أن تتزوج من رجل آخر ويدخل بها ثم تطلق.
- أما في حالة الطلاق الرجعي، فالمعتدّة تُعامل كزوجة، ويحق للزوج أن يعود بها إلى ذمته دون الحاجة لموافقتها أو رضاها.
- إذا انتهت عدّة المرأة من الطلاق الرجعي، ولم يعدها زوجها خلال هذه الفترة، تصبح الزوجة بائنة منه، ويمكنه إعادتها بعقد ومهر جديدين إذا رغب ذلك.
- لا يُسمح للمرأة المعتدّة بالخروج للحج أو العمرة؛ حيث أن الحج يمكن تأديته في فترة لاحقة، بينما العدّة هي فترة معينة يجب الالتزام بها.
- يُمنع على المعتدّة الزواج برجل آخر حتى انتهاء عدّتها.
- يجوز للمرأة المعتدّة الانتقال من مكان العدّة إلى موقع آخر عند وجود ضرورة تقتضي ذلك.
عدّة المتوفّى عنها زوجها
أجمع العلماء على أن عدّة المرأة المتوفّى عنها زوجها تبدأ من تاريخ التحقق من وفاته، أي يوم وفاته، ويُحتسب ذلك اليوم ضمن مدة العدّة إذا كانت الوفاة خلال النهار. وتنتهي العدّة بعد مرور أربعة أشهر وعشرة أيام، بينما إذا كانت المرأة حاملًا، فتنتهي عدتها عند وضعها للحمل. يجب عليها أيضًا تجنب الزينة والالتزام بالمنزل الذي توفي فيه زوجها، وعدم مغادرته خلال فترة العدّة، إلا إذا كان هناك حاجة للخروج للعلاج أو للحصول على مستلزماتها أو للقيام بالعمل.
الحكمة من مشروعية العدّة
شرع الله تعالى العدّة لأسباب وحِكم متعددة، من أبرزها: الحفاظ على براءة الرحم؛ لتفادي اختلاط الأنساب، واحترام الميت وصيانة حرمة الزوج في نفس زوجته. كما توفر العدّة للمرأة الفرصة لتفادي التطلّع للرجال أو أن يطمع بها الآخرون، ومن جهة أخرى، تمنح الفرصة للزوج المطلق في إعادة زوجته إلى عصمته. حُرمت العدّة أيضًا تكريمًا للعشرة بين الزوجين، وتعظيمًا لحق الزواج؛ إذ لا يتم فك الارتباط بسرعة، بل ينبغي أن يتم ذلك بعناية وتروٍ.
اترك تعليقاً