أدعية لمساعدتك في تسهيل عملية الولادة
On 4:12 م by راشد اليوسفأدعية لتسهيل الولادة
يعتبر القرآن الكريم مصدراً شاملاً للشفاء والعلاج، حيث قال الله تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” (الإسراء/82). وهذا ينطبق على القرآن بشكل عام، بينما يتميز بعض آياته بخصائص علاجية خاصة، كما أشار السيوطي في كتابه “الإتقان”، حيث ذكر أن معظم ما ورد في هذا الموضوع هو مستند إلى تجارب الصالحين. وقد رواه البيهقي في “الدعوات” عن ابن عباس، الذي أورد عدة آيات تُساعد في تسهيل الولادة، كما نقل الإمام أحمد عن أبي كعب مرفوعاً أن الآية رقم 54 من سورة الأعراف “إنّ ربّكم الله” تُعتبر من الآيات التي تُساعد من تعسرت ولادتها. وقد ذكر ابن القيم أن الآيات الأولى من سورة الانشقاق مُرشّحة لتسهيل الولادة، حيث يُستحب كتابتها ومسحها بماء تشربه الحامل وتُرشّ به. لذا يمكن للحامل قراءة سورة الانشقاق وآية “إنّ ربّكم الله”، وغيرها من آيات القرآن الكريم كطلب للشفاء وللتبرك ولتيسير الأمور. (1)
يمكن للمرأة الدعاء بأي صيغة ترغب بها قبل أو أثناء أو بعد الولادة، بما يتناسب مع حالتها، ولا توجد أدعية محددة لهذه الحالة، ولم يُثبت بشكل قاطع أن ساعة الولادة هي ساعة استجابة للدعاء، إلا في حالات تعسر الولادة حيث تندرج تحت دعاء المضطر الذي يكون مستجاباً، كما ورد بقوله تعالى: “أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ” (النمل/62).
من ما ورد عن السلف في تيسير أمور الولادة، ما أشار إليه ابن القيم في كتاب الطب، حيث قال: “خبرني الخلال أنّ عبد الله بن أحمد رآى أباه – أحمد بن حنبل – يكتب للنساء إذا تعسّر عليهن الولادة في وعاء نظيف، كتب حديث ابن عباس: “لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين…” . ومع ذلك، يُمكن استخدام بعض الأذكار والأدعية الأخرى من أجل تسهيل الولادة، وفق ما أظهرته التجارب من السلف.
وقد أفتى بعض السلف بجواز كتابة بعض آيات القرآن وشربها، باعتبار ذلك ضمن الشفاء الذي يقول الله أنه فيه، حيث قال ابن القيم: “تُكتب آيات من سورة الانشقاق في إناء نظيف، وتشرب منه الحامل وتُرشّ على بطنها”.
لا توجد أدلة قاطعة لأحاديث تخص الولادة، ولكن الدعاء بشكل عام يعتبر مسموعاً ومقبولاً كما حدث مع زكريا حين دعا الله، واستجاب له ومنحه يحيى في الكبر، حيث قال تعالى: “وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ” (الأنبياء/89-90). (2)
مواطن استجابة الدعاء
توجد مواطن خاصة يُستحب فيها الدعاء، وقد يستجيب الله سبحانه وتعالى للداعي فيها، ومنها: (3)
- الدعاء أثناء السجود، حيث ورد عن رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قوله: “ألا وإنّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأمّا الركوع فعظموا فيه الرب عزّ وجل، وأمّا السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء، فإنه مُرجّح للاستجابة لكم”.
- الدعاء في ساعة الاستجابة يوم الجمعة، حيث قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم -: “فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه”.
- الدعاء في الثلث الأخير من الليل، حيث قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم -: “إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يُعطى، هل من داع يُستجاب له، هل من مستغفر يُغفر له، حتى ينفجر الصبح”.
شروط استجابة الدعاء
هناك شروط يتوجب توافرها لاستجابة الدعاء، ومنها: (4)
- أن يدعو المسلم الله سبحانه وتعالى بإخلاص وصدق، ولا يُشرك به شيئاً، لأنّ الدعاء عبادة. قال الله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” (غافر/60).
- أن يتجنب المسلم الدعاء عن الإثم أو قطيعة الرحم، كما جاء في حديث أبي هريرة: “يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل”.
- أن يكون الدعاء من قلب حاضر وموقن بالإجابة، حيث قال – صلّى الله عليه وسلّم -: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل”.
شروط الدعاء
إن للدعاء شروطاً لا بدّ من الوفاء بها، وهي: (5)
- أن يُخلص المسلم في دعائه، بعيداً عن الرياء أو السُمعة، ويكون هدفه نيل الثواب من الله وحده.
- أن يُتابع الدعاء بجدية، كما هو مفترض في جميع العبادات. قال الله تعالى: “فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا”. (الكهف/110).
- أن يعقد المسلم الثقة بالله، وينبغي له أن يكون متيقناً من استجابة دعائه، حيث قال: “إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” (النحل/4).
- أن يكون القلب حاضراً، وخاشعاً أثناء الدعاء، وراغباً فيما عند الله من الثواب، خائفاً مما عنده من العقاب، مثلما أثنى الله على زكريا وأسرته في قوله: “كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا” (الأنبياء/89-90).
اترك تعليقاً