أسئلة وأجوبة حول قصة أصحاب الجنة
On 5:15 ص by نادية الشريففي أي سورة تم تناول قصة أصحاب الجنة؟
تُعَدُّ قصة أصحاب الجنة من القصص الواردة في القرآن الكريم، وهي تحمل في طياتها العديد من العبر والدروس التي لا غنى لنا عنها. وقد ذُكرت هذه القصة في سورة القلم، بدءًا من قوله تعالى: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ)، وانتهاءً بقوله تعالى: (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
تعريف الجنة وأصحابها
الجنة هي إحدى جنات الأرض وتقع في منطقة اليمن، وهناك من قال إن أصحابها كانوا في الحبشة، وأنهم من أهل الكتاب. كان يملكها رجل ورع ولديه أبناء. وأوضحت الآيات أن الله قد ابتلى أهل مكة بنعمه، وللأسف كفروا بها كما فعل أبناء هذا الرجل الصالح، وهم أصحاب الجنة.
كيف بدأت القصة؟
تبدأ قصة أصحاب الجنة حينما توفي والدهم، وقد ورثوا عنه البستان الذي كان يملكه. إذ كان الوالد رجلًا صالحًا يقسم المحصول إلى ثلاثة أقسام: قسم لأسرته وأبنائه ليعتمدوا عليه، وقسم يوزعه على الفقراء والمحتاجين، والقسم الثالث يُخزّن ليُستخدم في شراء محصول السنة المقبلة.
ما هو قرارهم بعد وفاة والدهم؟
بعد وفاته، اجتمع الأبناء وتناقشوا بشأن إرثهم، وتوصلوا للاتفاق جميعاً عدا أخٍ واحد كان الأكثر حكمة بينهم. عارضهم هذا الأخ، لكنهم تمسكوا برأيهم، زاعمين أن والدهم كان يُبذر أموالهم ويضيع ثمارهم بإعطائها للفقراء والمحتاجين، ونسوا أن الله يبارك الرزق أضعافًا مضاعفة عندما يُنفِق المسلم من ماله في سبيل الله، وأن بستانهم قد زاد ونما بركة لأفعال والدهم الصالح.
ما هي الخطة التي اتفقوا عليها؟
قرر الإخوة قطف ثمار بستانهم قبل بزوغ الفجر، على أن يتقاسموا المحصول بينهم دون أن يُعطوا شيئًا للفقراء. لا يخفى على سياق الآيات أن الفقراء كانوا معتادين على التجمع خلال الحصاد في حياة الأب، وكان يُعطي كل واحد منهم نصيبه، لذا قاموا بتغيير الموعد ضمن خطتهم حتى لا يلاحظ أحد تصرفاتهم.
ما هو العقاب الذي نزل بهم؟
علم الله -سبحانه وتعالى- بمخطط أصحاب الجنة، وأراد أن يُعَلِّمهم درسًا لن ينسوه طوال حياتهم. وعندما جاء موعد قطف الثمار وذهبوا إلى بستانهم، تفاجؤوا بما رأوا، إذ وجدوا كل شيء قد تحول إلى هشيماً أسود لا منفعة فيه، وكأنه أصابه حريق. فقد أرسل الله آفةً دمرت زراعتهم، ولم ينقذ منها شيء.
هل تعلموا من الدرس؟
تظهر الآيات أن أصحاب الجنة ندموا بشدة، وبدأ كل واحد منهم يلوم الآخر على عدم تقديم النصيحة. قال لهم الأخ الذي عارض تصرفاتهم: ألم أخبركم بسوء أفعالكم وأنه يجب عليكم شكر النعمة التي رزقكم الله بها من خلال التصدق بجزء منها كما كان يفعل والدنا؟
واعترفوا بخطأهم واستغفروا ربهم، داعين إياه أن يُعوِّضهم خيرًا مما فات، مؤكدين أنهم لن يعودوا إلى ما فعلوه مجددًا، بل سيتصدقون بأموالهم للفقراء. قال تعالى: (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ* قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ* عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ).
اترك تعليقاً