أساليب التعبير عن الشرط في اللغة العربية
On 2:49 ص by نادية الشريفأسلوب الشرط في اللغة العربية
يشغل أسلوب الشرط مكانة مهمة ضمن الأساليب الإنشائية في اللغة العربية، حيث يستند إلى حقائق واضحة ومؤكدة. يُصنف هذا الأسلوب كإنشائي نظرًا لعدم اعتماده على الاحتمالات، وبذلك يرتبط بتركيف المعنى الذي يطرحه النص، ليميزه عن غيره من الأساليب مثل الاستفهام والنهي.
تعريف أسلوب الشرط
يمكن تعريف أسلوب الشرط بأنه تركيب لغوي يتطلب وجود أداة تربط بين جملتين، حيث تعمل الجملة الأولى كشرط للجملة الثانية. ويعبر هذا الأسلوب عن وقوع فعل كنتيجة أو سبب لفعل آخر. يتكون هذا التركيب من ثلاثة عناصر رئيسية: أداة الشرط، جملة فعل الشرط، وجملة جواب الشرط.
على سبيل المثال:
إذا تدرس، تنجح.
في هذا المثال: إذا هي أداة الشرط، تدرس هو فعل الشرط، وتنجح هي جواب الشرط.
تتضمن أدوات الشرط نوعين، حيث يوجد قسم خاص بالأدوات الجازمة وآخر خاص بالأدوات غير الجازمة. وسنتناول في هذه الدراسة تفاصيل كل نوع على حدة.
أدوات الشرط الجازمة
تُعرف أدوات الشرط الجازمة بأنها أدوات تقوم بجزم فعلين: فعل الشرط وجواب الشرط. من الجدير بالذكر أن الفعل المضارع يحتوي على علامات جزم تختلف حسب الحالة، ومنها:
- السكون للفعل الصحيح الآخر (مثل: يدرسْ).
- حذف النون في حالة الأفعال الخمسة.
- حذف حرف العلة في حال كانت الأفعال معتلّة الآخر.
تتضمن أدوات الشرط الجازمة: (إن، إذ، ما، لو)، وهي حروف تأتي في بداية الجملة الشرطية. بينما تُستخدم أسماء الشرط مثل (مَنْ، مهما، كيفما، أينما، أين، أنّى، أيان، أي) كالتالي:
- مَنْ: تُستخدم للإشارة إلى العاقل، مثال: مَن يَهُن يسهل الهوانُ عليه.
- مهما: تُستخدم للإشارة إلى غير العاقل، مثال: مهما عَلَت الشجرة فلن تصل السماء.
- (متى، أيان): تدلان على الزمان، وتعرب حسب السياق، مثال: متى تهتم بنفسك تتحسن ظروفك.
- (أين، أينما، حيثما، أنّى): تدل على المكان، مثال: قال تعالى: (وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
- كيفما: تدل على الحال، مثال: كيفما تُحْسِن يُحْسَن إليك.
- أي: تدل على معنى ما تُضاف إليه، مثال: قال تعالى: “أيَاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى”.
أدوات الشرط غير الجازمة
تتضمن أدوات الشرط غير الجازمة: (إذا، لما، كلّما، لو، لولا)، وسنفصل كل أداة منها كما يلي:
- إذا: تدل على الزمان وغالبًا ما يأتي الفعل بعدها ماضيًا، مثال: إذا قرأتَ استفدت.
- كلّما، لما: تشير إلى الزمان ولم يتبعها إلا فعل ماضٍ، مثال: كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيها زَكَرِيَا الْمِحْرَابَ.
- (لو، لولا): تشير إلى امتناع الجواب لوجود الشرط، كمثال: “لولا محمدٌ لضربتك”، حيث يُفهم أن “محمد” هنا هو مبتدأ مرفوع والخبر محذوف.
فوائد
ختامًا، نخلص إلى النتائج التالية:
- أدوات الشرط الجازمة تتطلب فعل مضارع وتظهر عليه علامات جزم واضحة.
- أدوات الشرط غير الجازمة تتطلب فعلًا ماضياً في كلا الجملتين الشرطية والجوابية.
- هناك حرفان يعاملان بطريقة مختلفة وهما (لو، لولا)، اللذان يدخلان على الجملة الاسمية ويكون مبتدأها مرفوعًا وخبرها محذوفًا.
اترك تعليقاً