أسباب انهيار دولة الأغالبة
On 11:49 م by مدير الموقعدولة الأغالبة
تُعتبر دولة الأغالبة إحدى الممالك التي نشأت في القرنين الثامن والتاسع الميلادي، حيث استمرت من عام 800م حتى 909م. وقد امتدت هذه الدولة في الجزء الشمالي الغربي من إفريقيا، شاملةً شرق الجزائر وغرب ليبيا وتونس، بالإضافة إلى جزيرة صقلية وسردينيا ومالطة وقرشقة وجنوب إيطاليا. وكان إبراهيم بن الأغلب بن عقال هو أول من أسس هذه الإمارة بشكل مستقل عن الدولة العباسية، حيث كان واليًا عليها من قِبل الخليفة هارون الرشيد.
الأسباب التي أدت إلى انهيار دولة الأغالبة
بعد نحو 109 سنوات من تأسيسها، انهارت دولة الأغالبة نتيجة لمجموعة من العوامل، وفيما يلي توضيح لهذه الأسباب:
فقدان أراضٍ شاسعة
بدأ تدهور دولة الأغالبة منذ فترة حكم الأمير إبراهيم بن الأحمد، الذي تولّى السلطة من عام 875م حتى 902م. خلال هذه الفترة، فقدت الأغالبة العديد من المناطق لصالح البيزنطيين، مثل كالابريا، أو الطولونيين مثل ليبيا، كما تمكنت بعض القبائل من التمرّد على حكمهم، مما أدى إلى زوال الدولة تقريبًا في عام 909م.
الثورات الدينية والنزاعات القبلية
تأثرت دولة الأغالبة بشكل كبير بالثورات المتنوعة، سواءً كانت ذات طابع ديني أو ذات دوافع عصبية، مثل ثورات البربر. وتسبب ذلك في خسائر فادحة في الأرواح والأموال، مما استنزف مواردهم وشتت تركيزهم عن الدفاع عن الوطن ضد الأعداء الخارجيين.
زيادة عدد الأعداء المحيطين بالدولة
كانت دولة الأغالبة محاطة بالعديد من الدول الكبرى التي كانت تتربص بها، وأبرزها البيزنطيون والطولونيون والفاطميون، فضلًا عن الأداريين والحسينيين من جهات الغرب. وقد اعتبرت الأغالبة بمثابة كيان انفصالي مقارنةً بالفاطميين الذين أسسوا حضارة وإيديولوجية قوية.
الفساد وضعف الحكام
تولى الحكم بعد إبراهيم ابنه عبد الله أبو العباس، ورغم أنه كان دائمًا إلى جانب والده، إلا أن حالته تغيرت بشكل ملموس بعد فترة قصيرة. حيث تشرّد وارتدى الصوف وسجن ابنه زيادة الله بسبب محاولة الأخير الخروج عليه. لكن لم يدم الأمر طويلًا، فقد تم اغتياله في منزله في نفس السنة، وتولى ابنه المسجون الحكم لاحقًا.
قام زيادة الله بقبول البيعة من أقاربه وعشيرته، إلا أن تولّيه السلطة من خلال أعمال وحشية أدى إلى اندلاع الفوضى وقتل الكثير من القادة والأقارب. كما أن محاولاته لشراء ولاء البعض بالمال نتج عنها استياء عارم تجاهه من قبل عامة الشعب وعلماء الدولة.
تصاعد قوة الفاطميين
خلال فترة حكم زيادة الله، برز الفاطميون كقوة إقليمية ضخمة، حيث حقق أبو عبد الله الشيعي انتصارات متتالية لم يتمكّن الأغالبة من مواجهتها. فقد تمكن الفاطميون من السيطرة على مدينة سطيف في عام 905م، وتوالت المدن بعد ذلك في السقوط واحدة تلو الأخرى. وفي نهاية المطاف، اختار زيادة الله الهرب إلى فلسطين حيث توفي هناك.
بعد وفاته، تولّى ابن عمه إبراهيم بن الأغلب الحكم، ولكن سرعان ما قوبل بانتفاضة من قِبل السكان الذين كانوا يبحثون عن الاستقرار والأمن، مما أجبره على مغادرة العاصمة. وتخلّى أهل صقلية عن طاعة الأغالبة ليعلنوا ولاءهم للفاطميين، الذين تمكنوا من فرض سيطرتهم على أغلب جوانب الدولة، مما أدّى إلى انهيار دولة الأغالبة.
اترك تعليقاً