أسباب انهيار مدينة قرطاجة
On 4:46 ص by جمانة السعيدأسباب سقوط قرطاج
شهدت قرطاج معركة حاسمة في عام 146 قبل الميلاد، عقب هجوم القوات الرومانية، الذي جاء كاستجابة للحروب السابقة والطموح للسيطرة على الأراضي الزراعية، فضلاً عن تعزيز الهيبة الرومانية وحلفائها على خصومهم. وتالياً، سيتم تسليط الضوء على الأسباب التي أدت إلى سقوط قرطاج بعد هذه المعركة:
الحصار
تعرضت قرطاج لحصار دام ثلاث سنوات، عانى خلالها سكان المدينة من نقص حاد في الإمدادات. وبعد تأكد الرومان من تحقيق أهدافهم في إضعاف سكان المدينة، قاد الجنرال سكيبيو هجومًا مكثفًا على قرطاج، مما أسفر عن نهب المدينة، واشتعال النيران بها، وتدمير المباني، وتحويل السكان إلى عبيد تم بيعهم في روما.
يعتبر النقض في المعاهدة الموقعة بعد حرب البونيق الثانية والتي أبرمت بعد معركة زاما هو السبب الرئيسي وراء حصار قرطاج. حيث بدأت قرطاج بالتحرك عسكريًا دون موافقة من روما بعد أن تمكنت نوميديا من السيطرة على جزء من أراضيها، وللإشارة، انتهت المعاهدة في عام 151 قبل الميلاد.
الافتقار إلى الدعم
واجهت قرطاج نقصًا في الدعم من ملوك نوميديا الذين رفضوا السياسة الرومانية، خاصة بعد أن أصيب الملك ماسينيسا بمرض حاد في عام 148 قبل الميلاد. وقد طلب الملك من صديقه سكيبيو أميليانوس تقسيم المملكة بين أبنائه، لكنه توفي قبل وصول سكيبيو إلى العاصمة سيرتا.
كما كانت موريتانيا غائبة عن تقديم أي مساعدات لقرطاج، بسبب مخاوفها من نفوذ ماسينيسا الذي اقترب من السيطرة على نوميديا الغربية، إضافة إلى نقص الموارد حيث كان غالبية سكانها يعملون في رعي المواشي.
استنزاف القوى
تخوض قرطاج حروبًا متعددة ضد الملك ماسينيسا، حليف روما، على مدار قرن من الزمن، بدءًا من عام 264 قبل الميلاد، وذلك لاستعادة الأراضي التي استولت عليها القرطاجيون. هذا النزاع أسهم بشكل كبير في استنزاف قوى كلا الجانبين، وهو ما كانت تسعى إليه روما لتسهيل السيطرة على قرطاج.
الجيش الروماني
في البداية كان تأثير الجيش الروماني، بقيادة مانيوس مانليوس، محدودًا على القرطاجيين الذين استطاعوا تشكيل جيش مقاوم، وتصنيع الأسلحة، ونقل النساء والأطفال عبر البحر إلى دول حليفة، مما أظهر أعلى مستويات المقاومة من أجل الدفاع عن مدينتهم.
أخيرا، نجح الجيش الروماني في التغلب على قوات قرطاج وإغلاق الميناء، ثم اقتحم أسوار المدينة. إلا أنهم واجهوا مقاومة شديدة من السكان داخل المنازل والشوارع. ومع استمرار الاشتباكات، بدأ شعور المقاومة في الانهيار تدريجياً حتى سقطت المدينة رسمياً في اليوم الثامن من بدء الهجوم.
أسفرت المعركة عن مقتل زوجة قائد قرطاج، صدربعل، وأطفاله، حيث بلغ عدد القتلى من القرطاجيين 62 ألفًا و50 ألفًا من العبيد، بينما قُتل 17 ألف جندي رومان من أصل 40 ألفاً.
اترك تعليقاً