أسباب تعدد الزوجات في المجتمع العربي

تعدد الزوجات في الإسلام

قال الله تعالى: (وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) صدق الله العظيم. يُعَدُّ الإسلام دينًا يتسم بالمرونة والتوازن، حيث يبدأ الأصل في الزواج من واحدة، ولكن هناك ظروف ومبررات تدعو إلى تطبيق مبدأ تعدد الزوجات في حالات خاصة. وفيما يلي، سنستعرض أسباب ومقتضيات وغايات هذا الأسلوب في الزواج.

الأسباب التي تبرر تعدد الزوجات

1. شهدت فترة غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- ارتفاعًا في عدد الشهداء من الرجال، مما أدى إلى تضاعف عدد النساء الأرامل والعازبات، ولذلك أباح الله الزواج من أكثر من امرأة لدعمهن.
2. كانت المرأة في تلك العصور غير مستقلة اقتصادياً، مما جعلها بحاجة إلى معيل سواء كانت أرملة أو لديها أبناء.
3. يساهم زيادة عدد الأسر في نمو الأمة، فكلما زاد عدد الزواج، زاد عدد الأفراد، مما يعزز من قوة المجتمع.
4. يساعد الزواج متعدد الزوجات على حماية الرجال ذوي القدرات الجنسية العالية من الانزلاق نحو الفواحش، خاصةً في حال كانت زوجاتهم في حالات خاصة ككبر السن أو ضعف الرغبة.
5. إذا كانت الزوجة تعاني من العقم ولا أمل في شفائها، يمكن للزوج التفكير في الزواج من أخرى مع مراعاة مشاعر زوجته الأولى.
6. قد تؤدي النزاعات المتكررة بين الزوجين، أو مع أهل الزوجة، إلى صعوبة استمرارية الحياة الزوجية، مما قد يستدعي التفكير في الزواج الثاني كحل.
7. رغبة بعض الأزواج في إعادة توطيد علاقتهم مع مطلقاتهم.
8. وجود عدد أكبر من النساء المؤهلات للزواج مقارنة بالرجال، بسبب اختلاف معدل بلوغ النضج بين الجنسين، إذ غالبًا ما تبلغ النساء سن الرشد قبل الرجال.
9. تتميز فترة خصوبة الرجل بأنها أطول مما هي لدى المرأة، مما يؤثر على إمكانية الزواج.

شروط تعدد الزوجات

أباح الله -تعالى- للرجل القادر الزواج من اثنتين أو ثلاث أو أربع نساء، بشرط الالتزام بالشروط التالية:

1. العدل: قال الله تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) صدق الله العظيم، ويعني ذلك أن الله -سبحانه وتعالى- يحب العدل، ولا يريد أن يظلم أحداً. إذا كان الرجل قادرًا ماديًا وجسديًا على الوفاء بمتطلبات أكثر من زوجة، ويستطيع العدل بينهن في جميع جوانب الحياة، فإنه يُستحسن له الزواج بأكثر من امرأة إذا رغب في ذلك.
2. عدم الجمع بين الأختين: يُحظر على من يرغب في تعدد الزوجات أن يجمع بين الأختين أو بين امرأة وعمتها أو خالتها، نظرًا لما قد يؤدي إليه ذلك من آثار سلبية كالحقد والغيرة.