أسباب زيادة الرزق وتعزيزه
On 6:09 ص by سعيد التميميالرزق
الرزق الحقيقي هو ما يمنح الله تعالى للإنسان في قلبه، ويشمل القناعة بما قسمه الله والرضا به. من حظي بالقناعة والرضا، فقد رزق الخير كله. وكل ما يُعتبر رزقًا يُنسب إلى الله تعالى. لذا، من وسّع الله عليه رزقه، فعليه أن يشكره ويُظهر امتنانه، كما قال الله تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ). ينبغي للإنسان أن لا يغترّ بحصيلة جهده وعمله، بل يجب أن يكون واعياً إلى أن المعصية قد تكون استدراجًا له. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتَ الله يُعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مُقيم على معاصيه، فإنما هو استدراج). وعلى من لم يوسّع الله له في الرزق أن يحمد الله أيضًا ويعلم أن الدنيا ليست ثابتة، فالفقير قد يصبح غنيًا، ويستعيذ من الفقر كما كان النبي يستعيذ منه صباحًا ومساءً. ولنعلم بأن الروح لن تفارق الجسد قبل أن تستكمل رزقها وأجلها، لذا ينبغي التحلي بالعفة والابتعاد عن الكسب الحرام، لأن البعض يلجأ إلى الحرام عند عدم حصولهم على الرزق من الحلال، وكلما زاد ما يحصلون عليه، زادت أطماعهم. كما يجب على المسلم أن يدرك أن الرزق يتجاوز مجرد المال؛ فكل النعم التي منحها الله للإنسان تُعتبر جزءًا من رزقه.
أسباب جلب الرزق وسعته
الرغبة في وسع الرزق هي هدف يسعى إليه الجميع، وتحقيق ذلك يتوقف على توفيق الله تعالى، إذ هو الرازق الوحيد. الرزق الواسع يمثل زينة الحياة الدنيا، كما ورد في قول الله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). وقد وضع الله أسبابًا للعباده يجب عليهم اتباعها لتحقيق ما يريدون والحصول على الأجر والثواب، ويمكن تلخيص هذه الأسباب فيما يلي:
- التقوى: فهي مفتاح كل خير ودرع عن المحرمات، وهي زاد المؤمن إلى الآخرة، وتساعد على تفريج الكروب وجلب الرزق، كما قال الله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). ومن أراد أن يُوسع رزقه، فعليه بتقوى الله، والتي تعني الخوف من الله والعمل بما أنزل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
- الاستغفار: فهو يسير وسهل على كل إنسان، وله فوائد عظيمة ويُمارس في أي وقت ومكان. يُعتبر الاستغفار مفتاح الرزق، كما أوضح الله تعالى على لسان نبيه نوح عليه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
- الدعاء: هو وسيلة موجهة بين العبد وربه؛ حيث يسأل العبد ربه الرزق ويفتقر إليه، ويجب أن يكون الدعاء مصحوبًا بالتوحيد والإخلاص والعمل بأحكام الشريعة.
- التسبيح: يُستحب للمسلم أن يُسَبح الله في كل وقت ومكان، حيث تساهم التسبيحات في جلب الرزق.
- التوكّل على الله: يجب على المسلم أن يعرف أن الله تعالى المتحكم في الرزق، وعليه السعي والاعتماد عليه، مع الإيمان بأن الأمر بيد الله.
- صلاة الضحى: هي من السنن العظيمة التي أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتعتبر من وسائل جلب الرزق.
- حفظ القرآن وطلب العلم: هما من أهم السبل لنيل الرزق، حيث أن حافظ القرآن وطالب العلم يرزقهم الله من حيث لا يحتسبون.
- الزواج: يُعتبر الزواج نعمة كبيرة، وقد وعد الله بإغناء الأزواج إذا تزوجوا كما قال تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ).
- الولد: بيّن الله لنا أن كل مولود له رزقه، وقد نهى عن منع الإنجاب بسبب الفقر.
- صلة الرحم: تُعَد من أهم الأمور التي تجلب الرزق، حيث يستحب للمسلم أن يحافظ على علاقته بأقاربه حتى في حال وجود بعض الأذى.
- الصدقة: هي واحدة من أهم أبواب الخير، حيث تُعزز التكافل في المجتمع ويساعد الأثرياء الفقراء، والصلاة لا تُنقص المال بل تزيد في بركاته.
ضوابط الرزق ومعالمه
حدد الله في القرآن الكريم ضوابط ومعالم الرزق، فهو بيده وحده، ولا يملك أحد سواه ذلك. قد يكون الله قد يُقتر الرزق على بعض عباده لحكمة يعلمها. ومن هذه الضوابط:
- الرزق بيد الله: فلا خالق ولا رازق غيره، وإذا طلب جميع خلقه في آن واحد وعطى كل منهم ما يريد، لن ينقص ذلك من ملكه شيئًا، كما قال تعالى: (إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ)، فعلى الإنسان السعي في طلب رزقه والتوكل على الله، الذي سيعطيه من فضله.
- لا همّ: الرزق مضمون، وقد عاتب الله الذين يقتلون أبناءهم خوفًا من الفقر، إذ هو يضمن لهم ما يُعينهم على الإنفاق.
- كثرة الرزق لا تدل على المحبة الإلهية: فقد يوسع الله على الفاسدين ويقتر على المؤمنين، لذلك يجب على المؤمن شكر الله في السراء والضراء.
- الله هو المتصرف في الأرزاق: يشعر العبد دائمًا بأن الله وحده هو المعروف عن حكيم ويعلم ما يصلح له.
- الطاعة تُبارك الرزق: في حين أن المعصية قد تبهت منها.
- الرزق آتٍ لا محالة: ما كُتب للعبد سيأتيه، ولن يتأخر عنه أحد، مهما كان الاجتهاد في منعه.
اترك تعليقاً