أسباب نشوء البيروقراطية

الأسباب وراء ظهور البيروقراطية

استند عالم الاجتماع الألماني ماكس ويبر إلى تجارب عصره ومجتمعه عندما وضع تصوره المثالي للبيروقراطية. وقد تأثر ويبر بثلاثة عوامل رئيسية ساهمت في توضيح وتحديد ملامح البيروقراطية، فيما يلي تفاصيلها:

التحولات المؤسسية في ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر

كونه مواطنًا ألمانيًا، شهد ويبر التأثيرات الناجمة عن التضخم والتحولات الكبيرة في المؤسسات الصناعية في بلاده، حيث لاحظ أن التنظيم الإداري الرسمي الدقيق، والذي يعتمد على قوانين ولوائح صارمة، يعد الأسلوب الأكثر فاعلية لزيادة الإنتاجية، مما أدى إلى الإغفال عن الجوانب الإنسانية.

التأثر بالنظم العسكرية

لقد كان للتنظيم العسكري تأثير ملحوظ على تفكير ويبر، كونه كان ضابطًا يعمل وفق أوامر وتعليمات دقيقة. وقد اعتقد أن هذا النوع من التنظيم يمكن تطبيقه في مجالات إدارية متنوعة، مثل: الشركات، المنظمات، المدارس، الجامعات، والمؤسسات المختلفة.

الوعي بعيوب الطبيعة الإنسانية

أظهر ويبر مدى وعيه بعوامل الضعف الإنساني والدوافع النفسية، نظرًا لتخصصه كعالم اجتماعي. وأدرك أنه لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على الحكم البشري عند اتخاذ القرارات بدون تحيز أو توجيه. لذلك، اعتبر أن القواعد التنظيمية التي تتسم بالصرامة هي السبيل الوحيد لضمان عدم دخل المصالح الشخصية في صنع السياسات الإدارية وتنفيذ قراراتها.

عوامل إضافية لظهور البيروقراطية

يشمل ذلك تأسيس الاقتصاد النقدي، وظهور النظام الرأسمالي، والنمو السريع للسكان، وكذلك الحاجة إلى ضمان المعاملات التي تتسم بالعقلانية والقانونية وغير الشخصية. كما برزت مشاكل إدارية معقدة تتطلب مستوى عالٍ من الخبرة والكفاءة في المنظمات.

علاوة على ذلك، فإن الحفاظ على الأنظمة والضوابط، وضمان التناغم داخل المؤسسات، وصناعة قرارات موضوعية، بالإضافة إلى الحاجة إلى الإشراف والمراقبة، كلها عوامل تسهم في نمو المؤسسات البيروقراطية وتؤدي إلى إضعاف النظام الإقطاعي ودعم نظام قائم على الجدارة والكفاءة.

تعريف البيروقراطية

البيوقراطية (بالإنجليزية: bureaucracy) هي مفهوم يُستخدم للإشارة إلى نظام إداري مركب يتضمن تقسيمًا صارمًا للعمل وضوابط مهنية وإدارة هرمية، وعمليات رقابة وتسلسل دقيق للسلطة القانونية.

تختلف البيروقراطية عن المنظمات غير الرسمية من حيث بنيتها المثالية، حيث تتميز بعدم الانحياز الشخصي وتستند إلى قواعد محددة بدلاً من العلاقات الأسرية، أو الصداقات، أو السلطة الوراثية، أو الكاريزمية.