أسباب نقص إنتاج الحليب لدى الأمهات المرضعات
On 6:57 ص by مدير الموقعأسباب نقص حليب الأم أثناء الرضاعة
تظهر بعض التغيرات الطبيعية مع بدء مرحلة الرضاعة الطبيعية، ففي الأسابيع الأولى وحتى الشهر الأول بعد الولادة، قد تشعر الأم بزيادة في مرونة الثدي وأيضًا بتقليص حجمه، وهو أمر لا يعني بالضرورة وجود نقص في كميات الحليب أو عدم كفايتها لاحتياجات الطفل. قد يقوم الطفل أحيانًا بإرضاع أكثر تكرارًا بهدف زيادة تدفق الحليب، ويعتبر ذلك سلوكًا طبيعيًا ولا يحمل دلالة على ما يشير إلى قلة التدفق. يُعرف هذا السلوك بتغذية العنقود (بالإنجليزية: cluster feeding). وعليه، فإنَّ نقص الحليب قد يُعزى في بعض الأحيان إلى تأخر تدفقه من الثدي، مما قد يؤدي، على المدى الطويل، إلى انخفاض إنتاج الحليب، سواء بشكل تدريجي أو مفاجئ. إذا كانت هناك مشاكل فعلية في مستويات الحليب، قد تظهر علامات الجوع والانزعاج على الطفل، بالإضافة إلى عدم كفاية زيادة الوزن.
تتعدد الأسباب المتعلقة بنقص الحليب أثناء الرضاعة، وتشمل تلك المرتبطة بالأم وتلك المرتبطة بالطفل، وفي حالات معينة قد تجمع الأسباب بين الطرفين، مما يتطلب تقييمًا شاملًا. ومن المهم أيضًا تنفيذ استراتيجيات للتعامل مع هذه المشكلات من خلال اتباع إرشادات مهنية. بغض النظر عن سبب القلة، يجب التأكد من أن الطفل يحصل على كمية كافية من التغذية في جميع الأوقات خلال فترة المعالجة لمشكلة نقص حليب الأم، حيث يعتبر توفير الطعام للطفل أمرًا ضروريًا.
أسباب متعلقة بالأم المرضعة
عدم التصاق الطفل بشكل كامل
يُعتبر عدم رضاعة الطفل بشكل صحيح من الثدي أحد أبرز أسباب نقص تدفق الحليب. إن عملية سحب الحليب من الثدي تحفز الجسم على إنتاج المزيد من الحليب، وعليه فإن عدم التصاق الطفل بالشكل السليم يحول دون حصوله على الكمية المطلوبة من الحليب، مما يؤدي في النهاية إلى قلة مستوى الحليب لدى الأم. لذا، ينبغي التأكد من وضعية التصاق الطفل بالثدي، وإذا كانت الأم مترددة في ذلك، فالتوجه لاستشارة الطبيب أو الممرضة أو مجموعة دعم الرضاعة الطبيعية المحلية يعتبر خيارًا جيدًا.
تكرار الرضاعة القصيرة وغير المتكررة
ينتج الثدي الحليب بشكل متواصل، ويعتمد معدل الإنتاج على مدى تفريغه. يزيد إنتاج الحليب عندما يكون الثدي خاليًا أو شبه فارغ، بينما يقل عندما يكون ممتلئًا. لذلك، فإن الرضاعة المتكررة وخصوصًا في الأسابيع الأولى تعزز تدفق الحليب وبنفسه تكفي للطفل. عندما تكون الرضاعة غير متكررة، يمكن أن ينتج عنها نقص ملحوظ في مستويات الحليب، حيث تساعد الرضاعة المتواجدة على تحفيز الجسم على الإنتاج. يحتاج معظم حديثي الولادة إلى الرضاعة كل 2-3 ساعات يوميًا وليليًا. إذا تم وضع جدول صارم للرضاعة أو تم إعطاء الطفل المصاصة أو اللهاية، فقد يؤدي ذلك إلى الحد من فرص الرضاعة الطبيعية، وبالتالي نقص إنتاج الحليب. لذا يُفضل إرضاع الطفل عند الحاجة واتباع توقيتات مرنة.
تجدر الإشارة إلى أن فترات الرضاعة القصيرة تعني أن الثدي لن يكون قد تم إفراغه بشكل كاف مما يحرم إنتاج كميات إضافية من الحليب. فمثلًا، إذا تم إرضاع الطفل لخمس دقائق فقط من كل ثدي، فإن الفرصة للحصول على العناصر الغذائية المطلوبة تتقلص. كما أن تشتيت الطفل بالمص يصرف انتباهه عن الرضاعة، مما يؤثر سلبًا على إنتاج الحليب.
استخدام الحليب الصناعي في وقت مبكر
قلة المعرفة بأهمية اللبأ (بالإنجليزية: Colostrum) الذي يتم إنتاجه في الأيام الأولى من حياة الطفل غالبًا ما تؤدي إلى شعور الأمهات بأنهن لا يمتلكن ما يكفي من الحليب. ونتيجة لذلك، يتم استخدام الحليب الصناعي في أوقات مبكرة وغير ضرورية. وعادة ما يُفهم الأمهات المراحل المختلفة للرضاعة على نحو خاطئ، مما يؤدي إلى استخدام الحليب الاصطناعي والبدائل. الإمدادات المبكرة تُؤدي إلى قضاء الطفل وقتًا أقل على الثدي، وبالتالي تقليل التحفيز للهرمونات المسؤولة عن إنتاج الحليب. وتتشكل حلقة مفرغة من استخدام الحليب الصناعي وقلة الرضاعة الطبيعية، مما يساهم في تدني مستويات الحليب لدى الأم. في حال الحاجة الطبية لاستخدام الحليب الاصطناعي، ينبغي على الأم استخدام مضخة الحليب لتعزيز إنتاجها.
الضغط النفسي للأم المرضعة
فصل الأم عن طفلها قد يؤدي إلى توتر عاطفي وفسيولوجي. على سبيل المثال، إدخال الطفل إلى وحدة العناية المركزة الخاصة بحديثي الولادة يتطلب من الأم زيارة طفلها بشكل متكرر. ولتجنب تأخر تدفق الحليب، يجب على الأم سحب الحليب من الثدي في أقرب وقت ممكن، نظرًا لأن زيادة مستويات التوتر قد تؤدي بشكل مفاجئ إلى انخفاض مستويات الحليب.
المشاكل الهرمونية والغدد الصماء
بعض الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم واضطراب مستويات هرمونات الغدة الدرقية ومتلازمة تكيس المبايض قد تؤدي أيضًا إلى نقص مستويات الحليب. ذلك لأن عملية إنتاج الحليب تعتمد على الإشارات الهرمونية المرسلة إلى الثدي. إذا تم معالجة هذه الحالات، فقد يشهد إنتاج الحليب زيادة في بعض الحالات، وقد تحتاج الأم إلى مكملات غذائية للمساعدة في هذا السياق.
الاستخدام غير الملائم لبعض الأدوية
توجد أدوية معينة قد تؤثر سلبًا على إنتاج الحليب. إذا لوحظ انخفاض في مستوى الحليب مع بدء استخدام أدوية جديدة، يجب على الأم مراجعة حالتها الصحية والتحدث مع مقدمي الرعاية الصحية حول خيارات بديلة. تشمل هذه الأدوية:
- مضادات الاحتقان التي تحتوي على السودوإفيدرين.
- أدوية الخصوبة مثل الكلوميفين.
- مضادات الهيستامين مثل سيتريزين وديفينهيدرامين.
- أدوية منع الحمل التي تحتوي على الإستروجين، إذ يُنصح باستخدام الأشكال الصناعية من البروجستيرون خلال فترة الرضاعة.
نقص النسيج الغدّي
النسيج الغدي هو النسيج المسئول عن إنتاج الحليب في الثدي، وانخفاض هذا النسيج قد يؤدي إلى عدم كفاية إنتاج الحليب. تعاني نسبة صغيرة من النساء من هذه الحالة، وعلى الرغم من عدم قدرتهم على إنتاج كميات كافية، إلا أن لديهن القدرة على إرضاع أطفالهن طبيعيًا، حيث تنمو القنوات الحليبية مع كل حمل وتُحفز الرضاعة الطبيعية على نمو المزيد. قد تظهر هذه المشكلة بشكل أقل حدة مع الطفل الثاني أو الثالث.
أسباب أخرى
تشمل أسباب نقص الحليب الأخرى ما يلي:
- الإفراط في تناول الكحول: يجب تقليل استهلاك الكحول لأنه يؤثر سلبًا على مستويات الحليب.
- تجاوز الرضاعة ليلاً: قد يؤدي عدم تفريغ الثدي خلال الليل إلى انخفاض مستويات هرمون البرولاكتين مما يؤثر سلبًا على إنتاج الحليب.
- الأعشاب والتوابل: هناك أعشاب مثل المرمية والزعتر التي تستهلك بكثافة قد تقلل من إنتاج الحليب. بينما في كميات صغيرة، لا تؤثر سلبًا على تدفق الحليب.
- تاريخ جراحي في الثدي: تختلف آثار العمليات الجراحية على قدرة الإرضاع بناءً على طبيعة العملية والوقت المنقضي بين الجراحة والولادة.
أسباب تتعلق بالطفل
من الأسباب المتعلقة بنقص الحليب عند الأمهات، نجد:
- الولادات المبكرة: عادةً ما يولد الأطفال المبتسرون دون القدرة الكاملة على المص والبلع، مما يتطلب وقتًا أطول للنمو.
- الحساسية الغذائية: قد تؤثر الحساسية عند الطفل على سلوكه خلال الرضاعة.
- مشاكل الفم: أي حالات مثل ارتفاع الحنك قد تعيق عملية الرضاعة.
- التشوهات الخلقية: أمثلة مثل الشفة المشقوقة قد تمنع الطفل من سحب الحليب بفعالية.
- الحالات العصبية: قد تؤثر حالات مثل الاضطراب في ردود الفعل على قدرة الطفل في الحصول على التغذية.
- متلازمة داون: الأطفال المصابين بهذه المتلازمة قد يعانون من ضعف في العضلات مما يتطلب رعاية خاصة.
- الارتجاع المعدي المريئي: النزاعات الناتجة عن الارتجاع قد تؤثر على رضاعة الطفل.
- النقص في سحب الحليب: قلة فعالية عملية السحب بسبب مشكلات مثل اللسان أو الشفة المربوطة قد تؤدي إلى قلة الرضاعة.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
ينبغي على الأم مراجعة الطبيب إذا تم نفي الأسباب المذكورة أعلاه، وخاصة إذا كان الطفل يلتصق بالثدي ويُرضع بشكل صحيح كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، ومع ذلك لا تزال مستويات الحليب تتدنى ولا تلاحظ الأم أي زيادة في التدفق. في مثل هذه الحالات، قد تكون هناك مشكلة صحية تلزم الفحص، إذ من الممكن معالجة العديد من أسباب انخفاض الحليب بنجاح، لكن في حالات نادرة قد تواجه الأم أسبابًا قد لا يمكن علاجها، مما يدفعها لتقديم المكملات للطفل، ومع ذلك، يمكنها مواصلة رضاعة الطفل طبيعيًا.
اترك تعليقاً