أسباب وقوع الإنسان في الشرك بالله
On 11:09 م by سعيد التميميأسباب الشرك بالله
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الشرك بالله، ويمكن تقسيمها إلى شرك أكبر وآخر أصغر، وفيما يلي توضيح لهذه الأسباب:
الغلو
الغلو في الدين يعني المبالغة في التعظيم والمدح، والذي يمكن أن يظهر في القول أو الفعل أو الاعتقاد. يُعتبر الغلو عندما يُقرب النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أحد الصالحين لمقام الألوهية تعظيماً غير صحيح، إذ أن التعظيم يجب أن يُوجه إلى الله -عز وجل- فقط، وهذا يعد شركًا أصغر.
كذلك يأتي الغلو في الطلب من الأموات، مثل قول: “يا ميت اغفر لي ذنبي”، وهذا يُعتبر شركًا أكبر؛ لأنه يتضمن استعانة بغير الله -عز وجل-. أما طلب الدعاء من الأموات، مثل الذهاب إلى ميت وطلب الدعاء منه لخForgiveness، فيعد شركًا أصغر، كونه لا يتضمن عبادة لغير الله.
التطير والتشاؤم
في الماضي، كان الناس يتشاءمون من التطير أو ما يُعرف بالنحس مما يتعلق بالطيور، حيث كانوا يعتبرونها مصدر التشاؤم. ويشمل ذلك أيضًا التشاؤم الناتج عن لون معين أو حلم أو حتى من شخص معين. تعتبر هذه المعتقدات من وسائل الشرك بالله، إذ تعكس ضعف التوكل على الله وعدم اتباع الأسباب الشرعية في الحياة، وهي خرافات لا أساس لها من الصحة.
قال -تعالى-: (أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، حيث يذم الله -عز وجل- التطير ويؤكد أن الحوائج ليست بيد الطيور أو الألوان أو الأشخاص، وهذه من صفات المشركين.
التصوير
يشمل التصوير وتجسيم كل ما له روح، ويعتبر هذا من الشرك الأكبر، مثل تصوير الصالحين من قوم نوح. قال -تعالى-: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا).
تعليق التمائم
إن القيام بتعليق التمائم اعتقادًا بأنها تجلب الشفاء أو تقي من العين يُعتبر من أشكال الشرك وأسبابه.
السحر والكهانة
فالسحر والكهانة يعدان من الشرك، حيث إنهما ينطويان على التقرب من غير الله عز وجل، بما في ذلك الشياطين، بالإضافة إلى ادعاء معرفة الغيب. قال -تعالى-: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ).
التنجيم
التنجيم هو الاعتماد على بعض الظواهر الفلكية وحركة الكواكب كدليل على أحداث تخص حياة الناس أو الظروف المحيطة بهم، ويعتبر هذا أيضًا ادعاءً لعلم الغيب.
نسبة النعم لغير الله
كل نعمة في حياة الإنسان ترجع في أصلها إلى الله عز وجل، حتى وإن كانت بعض الأمور أو الأشخاص وسائط في حدوثها، لذا فإن نُسبتها لغير الله تُعدّ من مظاهر الشرك.
أنواع الشرك بالله
يُعرف الشرك بأنه ضد التوحيد، ويقسم إلى عدة أنواع، وهي:
- الشرك الأكبر: هو الشرك في الدعوة والطلب من غير الله، وطاعة غيره، والنية والقصد لغيره، والمحبة لغيره. قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ).
- الشرك الأصغر: هو الرياء وأداء الأعمال بدافع إرضاء غير الله، قال -تعالى-: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
- الشرك الخفي: هو التي تعود إلى صغائر الأمور في الأعمال، ويصنف ضمن الشرك الأصغر الذي لا يُخرج صاحبه من الملة.
التحذير من الشرك
إن الشرك، سواء كان أكبر أو أصغر أو خفيًا، هو ظلم عظيم وإفك واضح. قال -تعالى-: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، ولن يغفر الله للمشرك إلا إذا تاب ورجع إلى الله وأقلع عن الشرك. لذلك، يجب على المسلم الابتعاد عن الشرك وكل ما يؤدي إليه، وعدم الغفلة عن ذكر الله -عز وجل-.
اترك تعليقاً