أسماء يوم القيامة ودلالاتها
On 4:09 ص by دلال الفرجأسماء يوم القيامة
أطلق الله -عز وجل- العديد من الأسماء على يوم القيامة، ومن بينها: النبأ العظيم، والغاشية، والقارعة، ويوم الدِّين، ويوم البعث، والصاخّة، والحاقّة، ويوم الفصل، وغيرها. وهذه الأسماء تأتي لتدل على عظمة هذا اليوم، ولتبعث في النفوس الخوف والرهبة من أحداثه. وبالرغم من أن العرب يتمتعون بجودة اللغة، إلا أنهم لم يدركوا معاني هذه الأسماء الحقيقية، مما يشير إلى أن المعاني اللغوية تختلف عن المعاني الاصطلاحية. فالأسماء مثل: الحاقّة والقارعة، قد انتقلت معانيها من المعنى اللغوي إلى المعنى الغيبي، ولا يدرك حقيقتها إلا الله -سبحانه وتعالى-.
معاني أسماء يوم القيامة
وردت أسماء يوم القيامة في آيات القرآن الكريم والسنّة النبوية، وفيما يلي ذكر تلك الأسماء وشرح معانيها:
- يوم القيامة: القيامة في اللغة مصدر الفعل (قام)، وقد أضيفت إليها تاء التأنيث للدلالة على المبالغة. وسُمّي هذا اليوم لاحتوائه على أمور عظيمة، منها وقوف الناس بين يدي الله -عز وجل-، وقد ذُكر في حوالي سبعين موضعاً في القرآن الكريم، منها قوله -تعالى-:
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ.
- اليوم الآخر: سُمّي بهذا الاسم لأنه لا يوم بعده، كما جاء في قوله -تعالى-:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
- الساعة: يُشير الإمام القرطبي إلى أن الساعة تدل على جزءٍ من الزمن دون تحديد، وسُمّيت القيامة بها إما لقرب وقوعها أو تنبيهاً لأحداثها. وقد ورد في قوله -تعالى-:
إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ.
- يوم البعث: سُمّي بهذا الاسم لأنه يوم إحياء الموتى، كما قال -تعالى-:
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ.
- يوم الخروج: لأنه اليوم الذي يخرج فيه الناس من قبورهم للبعث، كما قال -تعالى-:
يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ.
- يوم الفصل: يُسمّى هذا اليوم لأنه يفصل فيه الله بين الخلائق، كما قال -تعالى-:
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ.
- يوم الفتح: حيث يتم فيه الفصل بين عباد الله، كما قال -تعالى-:
قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ.
- يوم الدين: يقصد به الجزاء، حيث يُجازي الله -عز وجل- عباده على ما قدموا من أعمال، قال -تعالى-:
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
- الصاخّة: تُعرّف بأنها الصيحة القوية التي تصم الأذن، كما ورد في قوله -تعالى-:
فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ.
- الطامّة الكبرى: تدل على الداهية العظيمة، ويسمّى يوم القيامة بهذا الاسم لأنه يطمّ كل شيء، قال -تعالى-:
فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ.
- يوم الحسرة: يُشير إلى اليوم الذي يشعر فيه الناس بالندم الشديد لرؤية حصيلة أعمالهم، قال -تعالى-:
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ.
- الغاشية: لأنه يغشى الخلائق بما يحمل من أحداث، كما ورد قوله -تعالى-:
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ.
- يوم الخلود: حيث يُعتبر محدوداً بأبدية لا نهاية لها، كما قال -تعالى-:
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ.
- يوم الحساب: يُسمى بهذا الاسم لأن الله -عز وجل- يُحاسب عباده على أعمالهم الدنيوية، وجاء في تفسير الإمام القرطبي معنى الحساب، حيث يُحصي الله أعمال الخلق ويعدّها ليقابلها بنعمه، قال -تعالى-:
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ.
- الواقعة: فعند وقوعها لا مفر منها، كما قال -تعالى-:
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ*لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ.
- يوم الوعيد: يُعبر عن وقت تحقيق الوعيد الذي ذكره الله -تعالى-، كما قال -تعالى-:
إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ.
- يوم الآزفة: سُمّيت بهذا الاسم لقرب وقوعها، كما قال -تعالى-:
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ.
- يوم الجمع: لأن الله يجمع فيها الخلائق جميعاً للحساب، كما قال -تعالى-:
وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ.
- الحاقّة: حيث تظهر فيها الحقائق ويُكشف خفايا الأمور، كما قال -تعالى-:
الْحَاقَّةُ*مَا الْحَاقَّةُ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ.
- القارعة: لأنها تُقرع قلوب الناس بما فيها من أحداث، قال -تعالى-:
الْقَارِعَةُ*مَا الْقَارِعَةُ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ.
- يوم التلاق: حيث يلتقي فيه أهل الأرض بأهل السماء، كما قال -تعالى-:
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ.
- يوم التناد: وهو يعود إما إلى النداء أو الفراق، كما قال -تعالى-:
وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ.
- يوم الجمع ويوم التغابُن: لأنهما يتضمنان معاني الخسارة والضلل يوم القيامة، حيث يتحقق فيه ما يتمنى الناس، كما قال -تعالى-:
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ.
- يوم الوعيد واليوم الموعود: لما يتضمنانه من محاسبة لما وعد به الله عباده، كما قال -تعالى-:
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ.
- اليوم العسير: لما يشهده من شدة العذاب، كما قال -تعالى-:
فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ.
- يوم الحشر: ومُسمّى بذلك لأن الناس يُجمعون فيه للمحاسبة، كما قال -تعالى-:
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا.
- اليوم المشهود: حيث شهوده من قِبَل جميع الخلائق، كما قال -تعالى-:
ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ.
- يوم عبوس قمطرير: يُشير إلى انصراف وجوه الكافرين لسوء مصيرهم، كما قال -تعالى-:
إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا.
- النبأ العظيم: ومعناه الخبر الجليل الذي يشغل الناس كافة، كما قال -تعالى-:
عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ.
- الجاثية: يُشير إلى الحالة التي يكون عليها الناس يوم القيامة، كما قال -تعالى-:
وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً.
سبب كثرة أسماء يوم القيامة
تكمن حكمة تعدد أسماء يوم القيامة في أن كل اسم يعكس وصفاً معيناً، مما يعزز الإيمان في القلوب ويعد النفوس لهذا اليوم بطريقة أفضل. كما إن تعدد الأسماء يُعتبر تذكيراً من الله -عز وجل- لعباده حول أهمية هذا اليوم، ويُعزز شعور الخوف والرهبة منه. جميع تلك الأسماء تشير إلى عظمة هذا اليوم وأهميته، مما يدل على أساليب القرآن المتنوعة في الحديث عن اليوم الآخر.
اترك تعليقاً