أشعار مؤثرة تعبر عن مشاعر العتاب والألم
On 5:15 ص by فاطمة الجعيديقصيدة عتاب ووعيد
يقول عبدالله البردوني:
لماذا أشعر بالجوع بينما تمتع أنت؟
يناديني الجوع لأطلب منك،
أزرع حقلي لتجني محصولي،
و تسكر من عرقي بينما منجلك في يدك،
لماذا؟ وأنت تمتلك الكنوز في قبضتيك؛
تمدّ يدك إلى لقمتي بكل طمع،
تقتات جوعي وتدعي النقاء؛
هل يمكن أن يصبح اللصّ ملكًا في يوم ما؟
لماذا أنت المتحكم في شقوتي؟
أجبني بصدق حتى لو أخجلك ذلك،
وإن لم تجب، فلن ينفعك السكوت،
صوت الجوع يعزف على وتري… يعيد التكرار!
لماذا تدوس على ألمي الجريح؛
وهو يحمل حنانك الذي منحك الإلهام؟
و دموعي، تلك التي سقتك الرحيق،
هل تذكر “يا نذل” كيف أثملك؟
ما كان أجهلك بالمصير،
لكن الويل لك، ما أجهلك!
غدًا ستعرفني جيدًا،
و سيسلبك النبل من نبلائك،
ففي صدري، في دمي، هناك غضب،
إذا عصفت، ستطفئ نارك.
غدًا ستلعنك الذكريات،
و يلعن ماضيك مستقبلك،
و يرتد آخرك المأسور،
في آثامه تعظم انطلاقتك الأولى.
و يسأل الإثم: أين الأثيم؟
وكيف انتهى؟ أي طريق اختار؟
غدًا لا تقل: تبت، ولا تعتذر،
ندمك هنا هو كل أملك،
و لا تقل: أين غدي؟
فلا لم تهيمن يداك على الزمان،
غدًا سأرفع صوتي في وجه الظلام،
و سأصرخ: يا فجر، ما أجملك.
قصيدة عتاب من شهيد
يقول عبدالعزيز جويدة:
من لحظة موتي،
من بحّة صوتي،
من طول عذابي،
من هول عتابي،
أنا دم شهيد،
بثياب العيد،
والدم القاني،
وردة أوطاني،
أحرق أوراقي،
أنثر أوراقي،
أنا فيض حنين،
لصلاح الدين،
والشيخ ياسين،
ولأرض جنين،
من عبق الطيب،
في جرح حبيب،
وزميل كفاح،
ورفيق سلاح،
دمه الفواح،
قتل الأفراح،
يا حقل جراح،
في قلب بنيه،
ورحيل أبيه،
ومشيب أخيه،
من أجل الثار،
أين الثوار؟
والولد البار،
من يمحو العار؟
قال العراف:
الأرض تخاف،
ممن ستخاف؟
قال العراف:
حرب استنزاف،
ضد الأعداء،
قال العراف:
بين الأبناء،
فالأرض تضيق،
وحياة الضيق،
لم تبقِ عدوًا،
لم تبقِ صديقًا،
خلف الأسلاك،
لا شيء سواك،
والدرب طويل،
والزاد قليل،
واليأس جبال،
مات الأطفال،
وخطوط حُمر،
وخطوط خُضر،
وهندود حمر،
في ساح قتال،
من أجل السلطة،
من أجل المال،
ودعاة نضال،
أبواق دعاية،
أشباه رجال،
ضيعت العمر،
خلف الموال،
أمل قد خاب،
خلف الأبواب،
ماذا سيدور،
يخرج “مسرور”،
بيديه السيف،
يغتال الحلم،
في ليلة صيف.
قصيدة عتاب مع النفس
يقول محمد مهدي الجواهري:
عتبت ولم أجد معاتبًا،
على زمن تحول وتبدل،
أطرح على الزمن ما أكره،
ونختص نحن بما نحب؟!
كأن الذي حضر بالبغضاء،
غير الذي جاء بالخيرات!
وما الزمن إلا أخو حِيدة،
مطل على شرف يستعدي.
يسجل معركة الكائنات،
مثلما يسجلها الوثائقيون.
فما للزمان وكفي إذا،
قبضت على حلمة العقرب؟!
وما لليالي المتغطرسة،
تجرني إلى خطر هائل؟
بتميزي، من قبل ناب الزمان،
ومن قبل مخلبه؛ ما تحصن!
بناء أقيم بجهد مضنٍ،
وسهرة أم وجل وعناية.
وأضفت إليه الدروس الثقيلة،
لونًا من الأدب المدهش.
جريت عليه فهدّمتُه،
كأن ليس لي فيه من مطلب!
يداي أعانتا يدَ الحوادث،
فاستحكم في أعاجيبي.
أجد ولا أعلم علم اليقين،
بأني من الزمن في ملعب!
وأن الحياة حصيد للممات،
وأن الشروق أخو المغرب!
وإني على قدر ما كان،
بالفجاءات من قسوة كادت بي.
بعثت البواعث تصطادني،
وأبصرت منجى فلم أهرب!
وثارت مخيلتي تدعي،
بأن التنازل مرعى لي،
وأن الخيانة ما لا يجوز،
وأن التقلّب للثعلب!
وأنه ليس في الشر مغنم،
يعادل ما فيه من مثلب.
ولما أخذت بها وانحنيت،
نزولاً على حكمها المرعب،
وطنت نفسي كما تشتهي،
على مطعم خشين فظيع.
مشى للمثالب ذو فطنة،
بقوة ذي لبد عابر.
جسور رأي أن من يقتحم،
يُحكم، ومن ينكمش يُنهب.
وأفرغها من أنواع الخداع،
والغش في قالب مذهب.
فرفّت عليه رفيف الأقاح،
في منبت نضر معشوب.
تسمى خالائق محمودة،
ويُدعَى أبا الخلق الأطيب.
قصيدة عتاب من القبر
يقول فاروق جويدة:
يا أيها الطيف البعيد،
في القلب شيء.. من عتاب،
ودعت أيامي وودعني الشباب.
لم يبق شيء من وجودي غير ذرات التراب،
و غدوت يا دنياي وحدي لا أنام،
الصمت ألحان أرددها هنا وسط الظلام.
لا شيء عندي لا رفيق.. ولا كتاب،
لم يبق شيء في الحنايا غير حزن.. واكتئاب.
فلقد غدوت اليوم جزءًا من تراب،
بالرغم من هذا أحن إلى العتاب..
أعطيتك الحب الذي يرويك من ظمأ الحياة،
أعطيتك الأشواق من عمر تداعى.. في صباه.
قد قلت لي يومًا:
((سأظل رمزًا للوفاء،
فإذا تلاشى العمر يا عمري،
ستجمعنا السماء))
ورحلت يومًا.. للسماء،
وبنيت قصرًا من ظلال الحب،
في قلب العراء.
وأخذت أنسج من حديث الصمت،
ألحانًا جميلة..
وأخذت أكتب من سطور العشق،
أزجالًا طويلة.
ودعوت للقصر الطيور،
وجمعت من جفن الأزاهر،
كل أنواع العطور.
وفرشت أرض القصر،
أثواب الأمل،
وبنيت أسوارًا من الأشواق،
تهفو.. للقبل.
وزرعت حول القصر زهر الياسمين،
قد كنت دومًا تعشقين الياسمين.
وجمعت كل العاشقين،
فتعلموا مني الوفاء،
وأخذت أنتظر اللقاء..
ورأيت طيفك من بعيد..
يهفو إلى حب جديد.
وسمعت همسات الهوى،
تنساب في صوت الطبول..
لم خنت يا دنياي؟!
أعطيتك الحب الذي يكفيك عشرات السنين،
وقضيت أيامي يداعبني الحنين..
ماذا أقول؟
ماذا أقول وحبي العملاق في قلبي.. يثور؟
قد صار لحنًا ينشد الأشواق في دنيا القبور،
قد عشت يا دنياي أحلم.. باللقاء،
وبنيت قصرًا في السماء.
القصر يا عمري هنا أبقى القصور،
فهواك في الدنيا غرور في غرور..
ما أحقر الدنيا وما أغبى الحياة،
فالحب في الدنيا كأثواب العراة،
فإذا صعدتم للسماء..
سترون أن العمر وقت ضائع وسط الضباب..
سترون أن الناس صارت كالذئاب.
سترون أن الناس ضاعت في متاهات الخداع..
سترون أن الأرض تمشي للضياع.
سترون أشباح الضمائر،
في الفضاء.. تمزقت.
سترون آلام الضحايا،
في السكون.. تراكمت.
وإذا صعدتم للسماء..
سترون كل الكون في مرآتنا،
سترون وجه الأرض في أحزاننا..
أما أنا،
فأعيش وحدي في السماء،
فيها الوفاء،
و الأرض تفتقد الوفاء.
ما أجمل الأيام في دنيا السحاب..
لا غدر فيها، لا خداع، و لا ذئاب.
اترك تعليقاً