عم الرسول أبو طالب: حكاية قرابة وتضحية
On 12:06 ص by مدير الموقعأبو طالب عم الرسول
أبو طالب، الذي يُعرف باسم عبد مناف، هو عم النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-. هو الأخ الشقيق لوالد النبي، عبد الله بن عبد المطلب، وأمه فاطمة بنت عمرو. قام أبو طالب برعاية ابن أخيه محمد بعد وفاة جده عبد المطلب عندما كان عمره ثماني سنوات، وقد أحبّه حبًا عميقًا وقدم له الحماية والعون.
دور أبو طالب في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم
كانت مشاعر أبو طالب تجاه ابن أخيه محمد -عليه الصلاة والسلام- تفوق مشاعره تجاه أولاده، حيث لم يتردد في حمايته والدفاع عنه. وعندما بدأ النبي دعوته جهرًا، ظل أبو طالب المدافع الأول عنه، فكان يصدُّ كل من يعاديه أو يعتدي عليه. وذلك على عكس عمّه أبي لهب الذي كان في الصفوف الأمامية لخصومته ودعوتهم.
تتعدد مواقف أبو طالب في دعم النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن أبرزها ما قام به عندما زادت المضايقات من قريش وقرروا اغتياله علنًا. لم يسكت أبو طالب عن ذلك، بل جمع أبناء بني عبد المطلب في شعبه، وأدخل معهم محمد -صلّى الله عليه وسلّم- لحمايته من قريش، فتعرضوا جميعًا للحصار في شعب أبي طالب دفاعًا عن ابنهم.
وفاة أبو طالب دون إسلام
رغم الحب الكبير الذي يكنّه أبو طالب للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- ورعايته له منذ صغره، ثم دفاعه عنه بعد نبوّته، إلا أنه لم يدخل الإسلام ولم ينطق بكلمة التوحيد. وقد حاول النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يشجعه على قول كلمة التوحيد، لكنه أصرّ على البقاء ملتزمًا بديانة والده عبد المطلب.
شعر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بحزن كبير لعدم إسلام عمه، حيث أنزل الله -تعالى- تعزية له بقوله: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ). ومع ذلك، ظل دفاعه وموقفه إلى جانب ابن أخيه شفيعًا له في تخفيف العذاب، إذ أشار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى أن (أَهْوَنُ أهْلِ النَّارِ عَذابًا أبو طالِبٍ، وهو مُنْتَعِلٌ بنَعْلَيْنِ يَغْلِي منهما دِماغُهُ).
توفي أبو طالب في السنة العاشرة للبعثة، مما جلب حزنًا شديدًا للنبي -صلّى الله عليه وسلّم-. وبعد ثلاثة أيام من وفاته، توفّت خديجة -رضي الله عنها- زوجة النبي، مما جعل تلك الأيام عصيبة على النبي لفقده من كان يسنده ويدعمه في أحلك الظروف.
أبناء أبو طالب وعلاقتهم بالإسلام
أنجب أبو طالب أربعة أبناء ذكور وابنتين، جميعهم أسلموا وكانوا من خيرة الصحابة، باستثناء ابنه طالب الذي لم يسلم. أما بقية أبناء أبي طالب فهم: عقيل، وجعفر الطيار، وعليّ -رضي الله عنهم-، وبناته هما: أم هانئ وجمانة -رضي الله عنهما-.
اترك تعليقاً