قصائد الشاعر المصري أحمد شوقي
On 9:13 ص by فاطمة الجعيديأمينة، يا ابنتي العزيزة
أمينة، يا ابنتي العزيزة
أهنئك بالعام الثاني
وأسأل الله أن تظلي دائماً بخير
وأن يُرزقك العقل والعافية
وأن تُحبي أبر الرجال
وأن تلد الأجيال الرفيعة
ولكنني أطلب منك بالوالدين
وأحثك على الألعاب الثمينة
هل تعلمين ما حدث من أحداث
وما جرى في السنة الماضية
وكم تمزق في ثياب الحرير
وكم كسرت من الأواني
وكم سهرت العيون في رضاك
وأنت غافلة رغم الغضب
وكم نفد من جيوب والدك
لكن جيوبك ليست فارغة
وكم تذمر من عيشه المرير
وأنت وحلاوتك في الجانب
وكم مرضت فعالجته
فقمت فكنت له شافية
ويضحك عند قدومك فتضحكين
ويبكي إن جئت إليه باكية
ومن العجب جرت الأحداث
وأنت غير مدركة لها
فلو حسدتك روح وُلدت
لحسدتك حين كنت طفلة لاهية
لقد وافتني البشرى
لقد وصلتني البشرى
وأُخبرت بما أسعدني
وقالوا لي عنك بالأمس
لقد حققت النتيجة العظمى
فيا مطران، ما أجملك
ويا مطران، ما أبهى
لقد أقبلت الدنيا
فلا تظن بالحياة الأخرى
لقد حصلت على الصفر باليمين
وكان الصفر في اليد اليسرى
وكانت الفضة نقية
فصارت ذهبًا أيامًا
وقال البعض ألفين
وقالوا فوق ذلك قدر
أمنيتي في عامها
أمنيتي في عامها
الأول كالملاك
صالحة للحب من
الجميع وللتبرك
كم خفق القلب لها
عند البكاء والضحك
وكم رعتها العين في
السكون والتحرك
فإن مشيت، فقلبي
يسبقها كالممسك
ألحظها كأنها
من بصري في شَرَك
فيا جبين السعادة لي
ويا عيون الفلك
ويا بياض العيش في
الأيام التي تحمل النور
إن الليالي، رغم أنها
تجلب الحزن لعائلتك
لو منحتك طفلة
لكنت ابنة الملك
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وُلد الهُدى فالكائنات ضياء
وفم الزمن ابتسامة وثناء
الروح والملائكة حوله
للديانة والدنيا به بشرى
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي
والمُنتهى والسدرة العظمى
وحديقة الفرقان تضحك الصخور
بالترجمان شذية غناء
والوحي يُقطر سلسلاً من سلاسل
واللوح والقلم البديع رواية
نُظمت أسماء الرسل فهي صحيفة
في اللوح واسم محمد طغراء
اسم الجلالة في بديع حروفه
ألف هناك واسم طه الباء
يا خير من جاء الوجود تحية
من مرسلين للهدى بك جاءوا
بيت الأنبياء الذي لا يلتقي
إلا الحنفاء فيه والمخلصون
خير الأبوّة حازها لك آدم
دون سائر الأنام وأحرزت حواء
هم أدركوا عز النبوة وانتهت
فيها إليك العزة الجليلة
خُلقت لبيتك وهو مخلوق لها
إن العظماء كفوها العظماء
بك بشر الله السماء فزُيِّنَت
وتضوَّع مسكاً بك الغبراء
وبدا محياك الذي قسماته
حق وغرته هدى وحياء
وعليه من نور النبوة رونق
ومن الخليل وهديه سيماء
أثنى المسيح عليه خلف سمائه
وتوهجت العذراء
يوم يتيه على الزمان صباحه
ومساؤه بمحمد وضاء
الحق عالٍ الركن فيه مظفّر
في الملك لا يعلو عليه لواء
ذُعِرت عروش الظالمين فزلزلت
وعلت على تيجانهم أصداء
والنار خاوية الجوانب حولهم
خمدت ذؤائبها وغاض الماء
والآيات تترى والخوارق كثيرة
جبريل رواحٌ بها غداء
نعم اليتيم بدت مخايل فضله
واليتم رزقٌ، بعضه وذكاء
في المهد يُستسقى الحياة برجائه
وبقصدِه تُستدفع البأساء
بسوى الأمانة في الصبا والصِدق لم
يعرفه أهل الصدق والأمانة
اترك تعليقاً