كشف أسرار سورة الصافات وأهم معانيها
On 10:12 م by سلمى المهندسدلالات تسمية سورة الصافات
تُعرف سورة الصافات بهذا الاسم؛ حيث يبدأ الله -سبحانه وتعالى- بقسمه بالصافات، في قوله: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا). يُشير مصطلح “الصافات” هنا إلى الملائكة، وقد وُصِفوا بهذا الوصف؛ نظراً لوقوفهم في صفوف متراصة بجانب بعضهم البعض في طاعة خالقهم. كما يُقال إنهم يصطفون بأجنحتهم في السماء لتنفيذ الأوامر الإلهية، وقد ذهب إلى هذا الرأي بعض المفسرين مثل ابن عباس، وابن مسعود، وعكرمة، وغيرهم. في حين يرى البعض الآخر أن “الصافات” تشير إلى الطيور التي تُصف أجنحتها في الهواء، فيما يشير آخرون إلى الجماعات المسلمة التي تتواجد في المساجد لأداء الصلاة.
تضمنت التسمية بالصافات دلالة واضحة على معاني الملائكة، على الرغم من أن اللفظ ورد في سور أخرى كـ”الملك”، حيث كان معناه هناك هو الطيور. وبالتالي، يُعتبر القسم في بداية السورة بالملائكة، الذين يقفون في صفوف خلال عبادتهم، دليلاً على عظمة القرآن وعمق آثاره السمعية، فضلاً عن عظمة الملائكة وصفاتها في طاعتها لله.
أسرار ترتيب سورة الصافات
تأتي سورة الصافات بعد سورة يس في ترتيب المصحف. وهذا الترتيب ليس اعتباطياً، حيث تتناول كلتا السورتين أحوال الأمم السابقة وأسباب هلاكها. تبدو السورة السابعة والثلاثين في ترتيب المصحف، وهي من السور المكية، وتحتوي على مئة وواحد وثمانين آية وفقاً للعد البصري وعد أبي جعفر، ومئة واثنين وثمانين آية بحسب العد الآخر. يعود اختلاف العد إلى تباين آراء القراء حول مواضع الوقف، سواء كانت بداية آية أو غير ذلك.
تاريخ نزول سورة الصافات
أنزلت سورة الصافات قبيل الهجرة، بعد سورة الأنعام التي تلت سورة الإسراء. وتهدف السورة إلى إبطال الشرك الذي ينتشر بعبادة الملائكة، وادعائهم أنهم بناتٌ لله -عز وجل- واتخاذهم الشياطين أولياء. ابتدأت السورة بتأكيد الوحدانية لله، وقد اتفق المفسرون على مكية السورة، وهي السادسة والخمسون في ترتيب النزول، حيث نزلت قبل سورة لقمان في السنة الرابعة أو الخامسة من البعثة.
موضوعات وأغراض سورة الصافات
تناولت سورة الصافات مجموعة من الموضوعات والأغراض، منها:
- تأكيد الوحدانية لله، وتعريف صفات الملائكة والمصلين في عبادة الله، واستحقاق العقاب للظالمين، وعزة المطيعين. كما تناولت القصص التاريخية مثل قصة إبراهيم وولده إسماعيل -عليهما السلام-، وهلاك قوم لوط، وقصة يونس في بطن الحوت. وتمت الإشارة أيضاً إلى بطلان عقيدة المشركين في النسبة ودرجات الملائكة في العبادة، والنصر الذي يناله الأنبياء من الله.
- تقديم دلائل على وحدانية الله وقدرته على بعث الموتى، مستندة إلى عجائب الكون وخلقه، مثل الملائكة والسماوات والنجوم. بالإضافة إلى تحمل الإنسان مسؤولية أفعاله في الآخرة، وما سيواجهه من صعوبة الحساب بناءً على إيمانه أو شركه، مضيفةً تأكيد العدل الإلهي الذي سيعتمد على الإيمان والعمل الصالح.
- بدء السورة بوصف الملائكة، وتقديم لمحات من يوم القيامة، ثم تناولها لقصص بعض الأنبياء مثل نوح وإبراهيم وهارون، مع توضيح كذب من يزعمون نسبة الملائكة والجن إلى الله، وأنهم من خلق الله الذين يطيعونه.
- تعزيز العقيدة السليمة ونفي الشرك عن الله، حيث يُعتبر الله هو الإله المستحق للعبادة وحده، وتوصيف مشاعر المشركين في يوم القيامة من الندم بسبب عدم عبادتهم لله.
اترك تعليقاً