معالم وآثار مدينة صبراتة التاريخية
On 5:24 ص by هدى الشارخآثار مدينة صبراتة
تكشف الحفريات الأثرية في مدينة صبراتة عن أكثر من نصف مساحة المدينة القديمة، إذ تتواجد الآثار في منطقة الميدان، بالإضافة إلى العديد من المنشآت الواقعة بجوار الميناء. كما تشمل المنطقة حي سكني كبير يعود تاريخه إلى القرن الثاني، يقع بالقرب من المسرح، مع وجود العديد من المباني الرومانية الأخرى مثل الحمامات، والمعابد، والنوافير. بالإضافة إلى ذلك، يعكس الموقع بعض البقايا المسيحية، بما في ذلك سراديب الموتى وأربع كنائس.
أبرز المعالم الأثرية في صبراتة
تشتهر مدينة صبراتة الليبية بآثارها الفريدة، ومن أبرزها:
- المسرح الروماني: يُعتبر هذا المسرح مركزاً بارزاً في قلب المدينة، وقد تم تأسيسه في الربع الأخير من القرن الثاني الميلادي، ويتكون من منصة خشبية مزينة واجهتها الأمامية بنقوش رخامية بارزة، فضلاً عن أعمدة مزينة بنقوش لدلافين. تحتوي واجهة المسرح أيضاً على مجموعة من الزخارف، والمشاهد التاريخية، والمسرحية، بالإضافة إلى عدة محاريب مستطيلة ونصف دائرية، وشخصيات ترتدي أزياء مثل الأمازونيات.
- معابد الآلهة: تشمل معابد هرقل وليبرياتر وسيرابس، بالإضافة إلى بازيليكا أبوليوس الشهيرة داخل البازيليكا الخاصة بالفوروم، والتي تحولت لاحقاً إلى كنيسة مسيحية.
- معبد الأنطونيون: تم بناؤه تكريماً للإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس بين عامي 90 و95 م.
- كنيسة جستنيان البيزنطية: المعروفة باسم “بازيليكا جستنيان”، والتي تميزت بفسيفسائها المعروضة في متحف صبراتة، حيث يحتوي المتحف على مجموعة من التحف والآثار الهامة التي تعود لمراحل تاريخية متعددة.
- الضريح البونيقي: يعود تاريخه إلى القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد.
لمحة تاريخية عن آثار صبراتة
تشير الأدلة الأثرية إلى أن مدينة صبراتة كانت موجودة في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث كانت مستعمرة موسمية للإمبراطورية القرطاجية. وبعد مرور قرن، تحولت صبراتة إلى مدينة حقيقية، حيث تم إنشاء أول آثار حجرية بها وأصبح السوق القرطاجي ميداناً رومانيًا.
اكتشف علماء الآثار مقبرة للأطفال، بالإضافة إلى العديد من المسلات التي تعود لطائفة التانيت. كما تم العثور على مقبرة كبيرة تضم ضريحاً ثلاثياً في الجزء الجنوبي من المدينة، ولكن تم العثور على عدد قليل جداً من النقوش القرطاجية.
من المهم أن نذكر أن مدينة صبراتة شهدت تطوراً ملحوظاً بعد سقوط قرطاج، حيث أصبح ميناؤها مركزًا تجاريًا رئيسيًا. وذروة ازدهار صبراتة كانت خلال العصر الأنطوني، حيث تم تحويل المدينة إلى مستعمرة رومانية بين عامي 165-166 م في عهد ماركوس أوريليوس. وفي عام 253 م، تم إنشاء أسقفية في المدينة.
ومع ذلك، تراجعت أهمية المدينة بسبب الزلازل وعمليات الغزو البربرية في بداية عام 365 م، وشهدت الفترة الأولى من القرن الخامس الميلادي آخر ترميم لأبنيتها. كما تعرضت المدينة للاحتلال من البيزنطيين والمخربين. خلال فترة حكم جستنيان، تم بناء العديد من الكنائس، وفي القرن الثامن الميلادي، خضعت صبراتة لحكم العرب الذين استخدموا مدينة طرابلس كمركز تجاري لهم.
اترك تعليقاً