آداب الصيام وأخلاقياته
On 11:58 ص by طارق النابلسيآداب الصيام
يكتسب المسلم أجرًا عظيمًا عندما يحرص على الالتزام بآداب الصيام، اقتداءً بنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن أبرز هذه الآداب ما يلي:
- الحرص على تناول السحور، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً).
- استغلال الوقت في طاعة الله -عز وجل-، مثل الذكر، وتلاوة القرآن، وتقديم الصدقات، والإحسان إلى الآخرين، ففي حديث عبد الله بن عباس: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ).
- تعجيل الإفطار، كما ورد في حديث سهل بن سعد الساعدي: (لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ).
- الحرص على صلاة التراويح وقيام الليل، إذ قال أبو هريرة: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
- الاعتكاف، وهو الاقامة في المسجد من غروب ليلة عشرين رمضان إلى غروب آخر ليلة منه.
الحكمة من مشروعية الصيام
الحكمة من فرض الصيام تكمن في تحقيق التقوى، كما قال الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). ويتوجب على الصائم أن يسعى لتحقيق التقوى خلال فترة الصيام، بالإضافة إلى كسر الشهوات ومجاهدة النفس، والصبر.
ولا يقصد من الصيام الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل يجب أيضًا تهذيب النفوس وتربيتها، كما ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ).
أركان الصيام
هناك عدة أركان يجب تحققها لصحة الصيام وقبوله عند الله، ومنها:
- النية
النية هي عمل قلبي ولا تصح أي عبادة بدونها، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ). ويرى جمهور الفقهاء أن النية يجب أن تُبيت من الليل لصيام الفريضة، مما يعني أنه يتوجب على الصائم أن ينوي ويعقد النية في الليل.
- الإمساك عن جميع المفطرات طوال فترة الصيام
وهو يمتد من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وذلك بناءً على قوله -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).
وقد ورد في حديث صحيح أنه: (لَمَّا نَزَلَتْ: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ)، عَمَدْتُ إلى عِقَالٍ أسْوَدَ وإلَى عِقَالٍ أبْيَضَ، فَجَعَلْتُهُما تَحْتَ وِسَادَتِي، فَجَعَلْتُ أنْظُرُ في اللَّيْلِ، فلا يَسْتَبِينُ لِي، فَغَدَوْتُ إلَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرْتُ له ذلكَ، فَقالَ: إنَّما ذلكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وبَيَاضُ النَّهَارِ).
- التكليف بالصيام يتطلب أن يكون الشخص مسلمًا، بالغًا، عاقلًا، وقدر على الصيام.
اترك تعليقاً