آمنة بنت وهب: والدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
On 10:44 م by سعيد التميمينبذة تعريفية عن السيدة آمنة بنت وهب وخصائصها
السيدة آمنة بنت وهب هي والدة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتنحدر من قبيلة قريش؛ إذ إن والدها هو وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وهو الجد الذي يربطها بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من جهة والدته، بينما والدتها هي برة بنت عبد العزى بن قصي بن كلاب، ما يجعلها جدته من الناحية الأمومية. تميزت السيدة آمنة بعدم وجود إخوة لها، وبالتالي لم يكن للنبي -صلى الله عليه وسلم- أعمام من جهة الأم، إلا عبد يغوث بن مناف. تجدر الإشارة إلى أن آمنة لم تعش في كنف والدها بل تربت تحت رعاية عمها وهيب بن عبد مناف، وهو ما أكسبها مكانة مرموقة في مجتمعها. وقد كانت معروفةً بين قومها بذكائها البالغ وفصاحتها.
زواج آمنة بنت وهب وحملها بالنبي محمد عليه السلام
كانت آمنة بنت وهب تحت رعاية عمها وهيب عندما جاء عبد المطلب مخطبا لها لابنه عبد الله، وقد كان وليها راضياً عن هذا الزواج. في نفس المجلس، تقدم عبد المطلب أيضاً لخطب هالة بنت وهيب -ابنة عم آمنة- لنفسه، وتم الزواج بشكل متزامن. بعد فترة قصيرة من الزفاف، أقام عبد الله بن عبد المطلب مع آمنة لمدة ثلاثة أيام، وهو تقليد معروف بين العرب.
تروي كتب التاريخ قصة النور الذي كان بين عيني عبد الله عند زواجه من آمنة وحملها منه، حيث مر خلال موسم الحج على امرأة من بني خثعم تُدعى ليلى العدويّة، رأت نوراً يخرج من وجهه. عرضت عليه نفسها مقابل مئة من الإبل، لكنه أخبرها بأنه سيعود إليها. بعد أن تزوج آمنة، تذكر تلك المرأة وعاد إليها، لكنها لم تر ذلك النور. فسألته إن كانت له زوجة بعد آمنة، فأخبرها بأنه قد تزوج آمنة، التي كانت تحمل حينها بخير البشر، محمد -صلى الله عليه وسلم-.
لم تدوم فترة زواج آمنة من عبد الله طويلاً، فقد توجه في رحلة تجارية إلى غزّة بفلسطين، وأصيب بمرض شديد في المدينة المنورة قبل العودة إلى مكة، وتوفي ودفن فيها، بينما كانت آمنة حاملاً حينئذ بمحمّد -صلى الله عليه وسلم-. ووضعت ابنها بعد وفاة والده، ليصبح يتيماً تحت رعاية جدّه عبد المطلب، وقد كانت آمنة تسافر سنويًا من مكة إلى المدينة لزيارة قبر زوجها عبد الله.
حمل آمنة بنت وهب بالنبي محمد عليه السلام
كان حمل آمنة بالسيد محمد -صلى الله عليه وسلم- سهلاً وميسراً، حيث لم تشعر بالثقل الذي تشعر به النساء عادة خلال الحمل، ولم تكن متأكدة من حملها سوى بارتفاع الدورة الشهرية. وقد رُوي عنها أنها تلقت في حالة بين النوم واليقظة رسالة تُخبرها بحملها بخير البشر. وعندما اقترب موعد ولادتها، سمعت صوتاً يأمرها بأن تستعيذ بالله العزيز وتكوين لها الحماية، وقد وضعت ابنها دون مشقة شديدة. وكانت آمنة وعبد الله بن عبد المطلب ليس لديهما أبناء آخرون غير محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وفاة آمنة بنت وهب
عندما بلغ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من العمر ست سنوات (وفي روايات أربع سنوات)، أخذته أمه آمنة بنت وهب إلى المدينة المنورة لزيارة أقاربه من بني عدي بن النجار، وكان برفقتهما حاضنته أم أيمن. نزلت به في مكان يعرف بدار النابغة، وأقامت هناك لشهر كامل. وقد تذكر النبي هذا المكان عندما هاجر إلى المدينة لاحقاً، ورجع ليتذكر لعبه مع الأولاد وأحاديث اليهود عنه، حيث كانت علامات النبوة تظهر عليه. وعند عودة آمنة وطفلها وأم أيمن، أصيبت آمنة بمرض في منطقة الأبواء، وتوفيت ودفنت هناك، وهي منطقة تقع بين مكة والمدينة. ومن ثم، عادت أم أيمن مع النبي محمد إلى مكة.
بعد وفاة والدته وأبيه، بقى النبي تحت رعاية جدّه عبد المطلب، الذي كان يكن له مكانة خاصة، حيث كان له مجلس مخصص له في ظل الكعبة، لا يجلس فيه أي شخص من أبنائه. وعندما كان محمد -عليه الصلاة والسلام- يأتي إلى جدّه مهما كان صغيراً، كان عبد المطلب يتركه ويقول: “دعوه فإن له شأنًا كبيرًا”، وكان يعتني به بلطف ويمسح على رأسه ويعامله برحمة.
اترك تعليقاً