أجمل القصص العربية في فترة الجاهلية
On 3:33 ص by منى بدرقصة مواعيد عرقوب
في العصر الجاهلي، كان العرب يقدرون الوفاء والصدق في الوعد، بينما كانوا يذمّون من يخلف عهوده. وفي هذا السياق، تُروى قصة عرقوب التي أصبحت مثلًا يُستخدم للتعبير عن خيانة الوعد. كان عرقوب يهوديًا يعيش في يثرب، وعندما أُخبر أخوه المحتاج أنه سيعطيه ثمار نخلته، بدأ الطلب منه عندما نضجت الثمار.
قال عرقوب لأخيه في البداية: “ارجع إليّ عندما تكون الثمار بلحًا” وعندما عاد، طلب منه أن ينتظر حتى تصبح الثمار زهوًا. ثم طلب إليه العودة عندما تصبح الثمار رطبًا، وعندما عاد، أخبره عرقوب بالانتظار مجددًا حتى تصبح الثمار تمرًا. ومع صبر أخيه، قطف عرقوب الثمار في الليل ولم يترك له شيئًا. جلبت القصة ذمّ الشعراء لعرقوب، الذي أصبح رمزًا لكل من يخلف وعده مع قدرته على الوفاء به.
قصة أجمل من ذي العمامة
انتشر مثل “أجمل من ذي العمامة” في مكة ويُقال إنه يعود إلى سعيد بن العاص الذي تميز بجماله الفائق. كان النساء يتطلعن إليه عند خروجه، وعُرف بلقب “ذي العمامة” بسبب تميزه عن الآخرين. وحدث أن خطب الخليفة عبد الملك بن مروان ابنة سعيد، فأجاب أخوها بتلك الأبيات الشعرية:
فتاةٌ أبوها ذو العمامة
وابنه أخوها فما أكفاؤها بكثير
قصة وافق شن طبقة
يُستخدم المثل “وافق شنٌ طبقة” لوصف شخصين يتفقان في الرأي. تدور القصة حول صديقين سافرا معًا، حيث سأل أحدهما الآخر أسئلة غريبة لم يتقبلها الآخر. وعندما وصلوا إلى بلدة صديقهم، طلب العشاء منها، وسأل ابنته عن تلك الأسئلة. فشرحت له أن تلك الأسئلة تعكس رغبتهم في التحدث ليتناسوا تعب السفر. أسفرت النقاشات عن قيام صديق شن بطلب يد ابنته، مما جعلهم مثالًا لمن يتفق في الرأي.
قصة الحارث بن عباد وابن أبي ربيعة
الحارث بن عباد كان من قبيلة بكر، وقد كان معروفًا بالحكمة واستقامة الأخلاق. وبعد أن قُتل ابنه بجير على يد عدي ابن أبي ربيعة، أراد الحارث الانتقام. وقد تمكن من أسر رجل من قبيلة تغلب وتعهد بإطلاق سراحه مقابل معرفة مكان عدي. وعندما اكتشف أن الأسير هو عدي نفسه، أطلق سراحه وفاءً بالعهد.
قصة أجود من هرِم
يستخدم المثل “أجود من هرِم” للدلالة على الكرم، حيث يُشير إلى هرم بن أبي سنان المعروف بسخائه. ولما زارته ابنة هرم الخليفة عمر بن الخطاب، أخبرته عن ما أعطاه أبوها لزهير بن أبي سُلمى حتى يذكره بأبيات من المديح. وقد أخبرها عمر أن ما أعطاه هرم لزهير لا يُنسى بينما ما أعطاه زهير لا يُنسى.
قصة شؤم البسوس
البسوس، ابنة منقذ التميمية، ذُكرت في القصص بوصفها سبب الشؤم. حيث ذهبت لزيارة أختها ومعها ناقة، والتي أصابها كليب وائل. وعندما رأت ما حدث للناق، أصدرت عبارات الحزن، مما أثار غضب ابن أختها جساس الذي أنهى حياة كليب، مما أدى إلى حرب دامت أربعين سنة بين قبيلتي بكر وتغلب.
قصة الخرسُ لا يبطل الزواج
يرتبط هذا المثل بحادثة حيث رغب رجل في خطبة ابنة شخص يخبره أنها خرساء. مع مرور الوقت اكتشف أنها تعاني من صعوبة في الكلام، لكن القاضي حكم بصحة الزواج حيث لم تُعتبر العلة عائقًا. عاش الرجل مع زوجته وأنجبت له أبناءً ذكيين.
قصة ما يوم حليمة بسر
يمكن فهم المثل “ما يوم حليمة بسر” من خلال أحداث وقعت أثناء حرب بين الحارث بن أبي شمر والمنذر. حينما اقترح شمر بن عمر خطة لإبطاء المنذر، توصلوا لهزيمته بعد أن قام الرجال بالتضحية بحياتهم. تلك الأحداث جلبت للناس تقديرًا لهذا اليوم، وأصبح مثلًا يُضرب في اليوم الشديد الأهمية.
قصة عنترة وعبلة
عنترة، الشاعر والفارس الشجاع، أحب ابنة عمه عبلة، إلا أن والدها رفض تزويجه إياها بسبب أصوله. أُعطي لعمه شرطًا يتمثل في إحضار ألف ناقة مهرًا. وبالرغم من التعب والمخاطر التي واجهها، عاد عنترة بالأخذ المهر لكنه نُكث وعده عندما تزوج والدها عبلة من آخر. وظل عنترة حتىرحيله يذكر عبلة بشغف في أشعاره.
تظهر هذه القصص بوضوح الفطنة والشجاعة والكرم لدى العرب في الجاهلية، وتبرز كيف أدت تلك الأحداث إلى تكوين أمثال تُتناقل عبر الأجيال، ممثلة في تراث غني بالدروس والعبر.
اترك تعليقاً