أحكام الطهارة من الجنابة
On 12:32 ص by علي السعيديصور الجنابة التي تستدعي الغسل
حدد الفقهاء بعض الصور الخاصة بالجنابة التي تستوجب الغسل، ومن هذه الصور الجماع، حتى وإن لم يصاحب ذلك إنزال للمني. يستند ذلك إلى ما ورد في السنة النبوية حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا جَلَس بَيْن شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ الْغَسْلُ). ووضح الإمام النووي في شرحه لهذه الحديث أن الغسل يكون واجباً على الرجل والمرأة بمجرد إدخال الحشفة في الفرج، ولا يقتصر الأمر على نزول المني فقط، وقد أجمع العلماء على هذه المسألة.
تعتبر كذلك نزول المني من الرجل والمرأة من صور الجنابة التي تستلزم الغسل، حيث يُعرّف المني بأنه سائل أبيض كثيف في الرجل، بينما يكون أصفر رقيق في المرأة. ومن الخصائص المشتركة للمني بين الجنسين، أنه يتسم برائحة معينة ويصاحبه شعور بالفتور في الجسم. وعلى الرغم من أن كيفية نزول المني تختلف بين الرجل والمرأة، حيث ينزل عند الرجل بشكل دفق، في حين ينزل عند المرأة بغير دفق، إلا أن كليهما يصاحبه شعور باللذة. ومع ذلك، إذا نزل المني بدون شهوة، كأن يحدث ذلك بسبب البرد أو المرض، فلا يلزم الغسل في هذه الحالة.
ما يحظر على الجنب
أوضح الفقهاء بعض الأمور التي يُمنع على الجنب القيام بها، من بينها: الصلاة سواء كانت فرضاً أو نفلاً. كما يحظر عليه الطواف حول الكعبة، إذ يُعتبر ذلك في حكم الصلاة، وذلك وفقاً لرأي الحنابلة والشافعية والمالكية، بينما ذهب الحنفية إلى جواز الطواف بشرط أن يكون مصطحباً للبدنة، معتقدين أن الطهارة واجبة ولا تُعد شرطاً. كذلك يُمنع الجنب من البقاء في المسجد أو الاعتكاف فيه. وقد ذكر بعض فقهاء الحنابلة والشافعية ومالكية بعض الحالات التي يسمح فيها بعبور الجنب للمسجد. ومن الأمور المحرمة أيضاً، يُمنع الجنب من مس القرآن أو قراءته، ولا يُسمح له بحمله إلا إذا كان ضمن متاعه ويسهل عليه الحفاظ عليه من النجاسة، وقد أشار الحنابلة إلى جواز حمل المصحف باستخدام عُلاقة.
حكمة أحكام الجنابة
استعرض علماؤنا بعض الحكم والفوائد المتعلقة بالاغتسال من الجنابة. فقد أشار العلّامة ابن القيم إلى فوائد الغسل لجسد الإنسان، حيث يعمل على استعادة النشاط والحيوية التي قد تُفقد نتيجة الجنابة. ولقد ثبت أن الجنابة تُسبب شعوراً بالكسل والثقل لدى الفرد، ولا يمكن التغلب على هذه الأعراض إلا من خلال الغسل.
اترك تعليقاً