أحكام العمرة الخاصة بالنساء
On 6:15 ص by صالح الحربيأحكام العمرة للنساء: ملخص
من المستحب للمرأة التي تنوي أداء العمرة أن تقوم بالاغتسال قبل الإحرام. يُسمح لها بارتداء الملابس المباحة والسّاترة، حيث تُحرم وتبدأ بالتلبية حتى تصل إلى مكة. بعد ذلك، تتولى الطواف حول الكعبة المشرفة سبع مرات، وتؤدي ركعتين خلف مقام إبراهيم، ثم تسعى بين الصفا والمروة سبع مرات، وأخيرًا تتحلل عبر التقصير من شعرها.
أحكام الحج والعمرة بالنسبة للنساء
شرط وجود المحرم في الحج والعمرة
يشترط وجود المحرم للمرأة خلال سفرها، بما في ذلك أداء العمرة أو الحج. يعتبر وجود المحرم واجبًا في هذا النوع من السفر، كما يُشير الحديث النبوي الشريف: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها).
وفي سياق آخر، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم). وبالتالي، وجود المحرم يعتبر شرطاً أساسيا لأداء المرأة لأي من الطقوس، وفي حال عدم توفره، فلا تجب عليها العمرة أو الحج. ومع ذلك، فإن أدت المرأة العمرة أو الحج دون وجود محرم فإن نسكها صحيح لكن مع وجود الإثم.
السفر مع مجموعة من النساء
تباينت آراء العلماء حول إمكانية سفر المرأة مع مجموعة آمنة من النساء بدلاً من وجود المحرم. ندرج هنا الآراء المختلفة:
- الحنفية والحنابلة: يرى الفقهاء في هاتين المدرستين أنه لا يجوز سفر المرأة في هذه الحالة، وضرورة وجود المحرم في جميع الأحوال، مستندين إلى الأحاديث الشريفة التي تمنع سفر المرأة دون محرم.
كما جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يخلوا رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم).
- الشافعية والمالكية: من الجهة الأخرى، رأت المدرستان أنه يجوز للمرأة أداء الحج أو العمرة مع مجموعة من النساء دون وجود محرم. وذلك بناءً على عدة أدلة:
- حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يشير إلى أن الأمان سيتوفر خلال السفر.
- الثبات في فعل ذلك من بعض الصحابة والتابعين.
- عموم قوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً)، حيث يتطلب عدة شروط مثل: التأكد من أمان الطريق، وأمان الفتنة، وأن تكون الرفقة موثوقة.
حكم ارتداء النقاب والقفازين
تحظر على المرأة المحرمة ارتداء النقاب والقفازين، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين). ومع ذلك، يُسمح لها بتغطية وجهها بوسيلة أخرى، كأن تسدل شيئًا من ثوبها عند الحاجة.
كما يُذكر أن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- قالت: (كنا نغطي وجوهنا من الرجال، وكنا نمشط قبل ذلك في الإحرام). وفي حال ارتداء النقاب أو القفازين عمدًا، يكون عليها كفارة، تتمثل في التخيير بين ذبح شاة، أو صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، وليس عليها شيء إذا كان ذلك بسبب جهلها أو نسيانها.
استعمال العطور والحناء والممارسات الأخرى
تشمل محظورات الإحرام مس العطور للمرأة المحرمة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ولا تلبسوا من الثياب شيئاً مسّه الزعفران أو ورس). ومع أن هذا الحكم يشمل الجنسين، إلا أنه يستحب للرجال استخدام العطر قبل الإحرام. كما يُسمح للنساء باستخدامه قبل الإحرام شرط أن يكون خفيفاً.
أما بالنسبة للحناء، فإمكانية وضعها سواء قبل الإحرام أو بعده توجد، ولكن يُفضل تجنب استخدامها أثناء الإحرام. وإذا استخدمت المرأة الحناء، فيجب عليها ستر يديها أو قدميها عن الرجال، كما يُسمح لها بحل شعرها لأغراض الطهارة، شرط عدم قطع أي شعرة عمدًا.
ملابس النساء خلال الحج والعمرة
تختلف ملابس المرأة عن الرجل في الإحرام، حيث لا يُشترط ارتداء لباس محدد. يُسمح للمرأة بارتداء ما شاءت من الملابس بشرط الالتزام بالمعايير الشرعية، وتجنب الزينة والملابس البارزة. ولا يشترط لون معين، بل يُمكنها ارتداء الألوان المختلفة طالما أنها تلتزم بشروط الشرع.
التقصير والتحلل للمرأة
عند التحلل، يجب على المرأة أن تقصر شعرة بمقدار أُنملة، مع ضرورة أن يشمل ذلك جميع الشعر. والأُنملة تعني مقدار رأس الإصبع.
الأحكام الخاصة بالحيض خلال العمرة والحج
حكم الإحرام والطواف
يحق للمرأة الحائض الإحرام لأداء الحج أو العمرة. خلال الحج، يمكنها أداء كافة الأنشطة إلا الطواف حول البيت حتى تطهر. أما في العمرة، تنتظر الحائض حتى الطهارة وتغتسل قبل أن تبدأ بالطواف والسعي.
يستشهد بهذا حديث عائشة -رضي الله عنها- عندما حاضت في الحج. وعندما قال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري). إذا حدث الحيض قبل العمرة ولم تستطع الانتظار، فإنها تتناول حالتين:
- إذا كانت قد اشترطت أثناء الإحرام، فيصلح لها التحلل والسفر، ولا شيء عليها.
- إذا لم تشترط، فإن حكمها مشابهه لحكم المحصر وواجب عليها العودة إلى مكة بعد فترة من الحيض.
وفي حالة وجود جماع بين الزوجين خلال فترة الحيض، تكون العمرة فاسدة، وعليها العودة لأداء العمرة مرة أخرى بالإضافة إلى غرامة تُوزع على الفقراء. عموماً، إن حكم النفساء مشابه لحكم الحائض، في حين تتمتع المستحاضة بأحكام الطاهرة، حيث يمكنها الطواف وقيام بمناسك الحج والعمرة مع الأخذ في الاعتبار تحكمها في الناتج الطبيعي.
السعي للحائض في العمرة والحج
لا يشترط الطهارة للسعي بل يُفضل، مما يعني أنه يُسمح للحائض بالسعي بين الصفا والمروة، شرط أن يكون بعد الطواف. في حالة حدوث الحيض بعد الطواف وقبل السعي، يُسمح لها بالسعي، أما إذا حدث قبل الطواف، يتعين عليها الانتظار حتى تطهر.
أحكام إضافية للنساء في الحج والعمرة
يُستحب للحائض المحرمة الإكثار من الاستغفار وذكر الله في أوقات الدعاء، حيث لا يؤثر الحيض على ذلك. كما يُسمح لها بتناول الأدوية التي تؤخر الحيض إذا كانت تحتاج لذلك، بشرط أن لا تؤدي إلى أي ضرر.
اترك تعليقاً