آداب وأخلاقيات التعامل مع الإنترنت
On 11:42 ص by حسن العليآداب وأخلاقيات استخدام الإنترنت
يعتبر الإنترنت عالمًا واسعًا يُستخدم في شتى المجالات، ومن الضروري الالتزام بالآداب والأخلاقيات المناسبة أثناء تصفحه. فقد أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد في المجتمع، ومن ثم تنطبق عليه جميع القوانين والأخلاقيات السائدة في الواقع. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر تقبّل الآخر والتسامح بين الثقافات المختلفة. تتجلى هذه الآداب في عدة جوانب، وفيما يلي بعض منها:
احترام الخصوصية وحماية المعلومات
ينبغي على المستخدم أن يكون واعيًا بشأن عدم مشاركة معلوماته الشخصية على الشبكة، والابتعاد عن استخدام الحسابات الشخصية والمعلومات الحساسة عبر الشبكات العامة. ذلك لأن هذه الشبكات قد تحتفظ ببيانات ومعلومات المستخدم حتى بعد انتهاء التصفح، ويمكن أن تُشارك مع آخرين من دون علم الشخص. كذلك، يجب على الأفراد احترام خصوصية الآخرين، وعدم إلقاء نظرة على حساباتهم أو معلوماتهم الشخصية حتى لو وُجدت بشكل متاح.
تعزيز الوعي الذاتي والمراقبة
ينتشر على الإنترنت محتوى مسيء إلى جانب المحتوى الجيد، وقد يواجه المستخدم بعض المواقع أو المحتويات غير اللائقة. لمواجهة هذا التحدي، هناك عدد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها: يمكن أن يكون الفرد رقيبًا على نفسه ويتجنب المحتوى غير المناسب عند التعرض له، أو يُمكن استخدام أنظمة حماية تحجب هذا النوع من المحتوى تلقائيًا، مما يساعد في جعل تجربة تصفح الإنترنت أكثر سلاسة وأقل إيذاء. يمكن أيضًا استخدام تطبيقات لحجب الإعلانات، لتفادي المواد الإعلانية المسيئة.
على الرغم من أن الأجيال التي نشأت بعد انتشار التكنولوجيا متمكنة في التعامل التقني مع الإنترنت، إلا أن وجود إشراف وتوجيه من الآباء مهم لضمان عدم تعرض الأطفال والمراهقين لمشاكل على الشبكة. يجب أن يكون الأهل على دراية بالمحتوى الذي يتعرض له أبناؤهم، وأن يوجهوا أطفالهم بعدم مشاركة معلوماتهم الشخصية، مثل عنوان المنزل أو الصور، مع أشخاص لا يعرفونهم. ذلك لحماية الأطفال من مخاطر الابتزاز والتنمر. من المهم أيضًا مراقبة استخدامهم للإنترنت لتجنب الإدمان، وليس للحد من حريتهم، بل لتوجيههم نحو استخدام أفضل.
آداب التواصل الإلكتروني
يتم التواصل مع الآخرين عبر الإنترنت من خلال البريد الإلكتروني أو منصات التواصل الاجتماعي، ويجب مراعاة بعض الآداب أثناء ذلك، ومنها:
- استخدام لغة مهذبة ولطيفة عند التواصل، وتجنب الإهانات.
- مشاركة المعلومات القيمة والمفيدة، والابتعاد عن نشر محتوى يسيء إلى الأشخاص أو العرقيات أو الأديان.
- عدم الإزعاج للغرباء.
- احترام آراء الآخرين واختلاف وجهات النظر.
احترام حقوق النشر والتأليف
من الضروري أن يتعامل الأفراد على الإنترنت بنفس طريقة تعاملهم مع الآخرين في الحياة الحقيقية. يتعين على المستخدم أن يظهر شخصيته بوضوح وأمانة، وألا ينتحل شخصيات أخرى أو يستخدم هوية مزيفة. كما ينبغي عدم نسب أعمال الآخرين إلى النفس، سواء كانت نصوصًا أو أفلامًا أو موسيقى أو برمجيات، إذ يعتبر هذا النوع من الأفعال سرقة حتى لو حدثت في العالم الرقمي.
الأخلاقيات في العمل والمؤسسات التعليمية
يجب على مستخدمي الإنترنت في بيئات العمل والمؤسسات التعليمية، مثل المدراس والجامعات، التحلي بروح المسؤولية. فالإنترنت هو أداة تخدم العمل والعملية التعليمية، واستخدامه لأغراض غير متعلقة بهذه المجالات يعتبر تصرفًا غير أخلاقي ويضر بمصالح تلك المؤسسات. فالتصفح على مواقع غير ذات صلة من شأنه أن يؤدي إلى إضاعة الوقت المخصص للمهام الموكلة، مما يسبب تشويشًا ويعيق سير العمل. كما أن استخدام الإنترنت في المدارس والجامعات بطريقة غير صحيحة قد يؤثر سلبًا على الطلاب الذين يحتاجون فعلاً إلى خدمات الإنترنت لأغراض تعليمية.
اترك تعليقاً