أخلاقيات العمل في الإسلام
On 2:45 ص by عمر الهذليأخلاقيات المهنة في الإسلام
الحمد لله الذي زين الأعمال بحسن الخلق، فهو يستمد من بحر الأخلاق ليضيء قلوب العابدين. إن الأخلاق تتقاطع مع تعاليم القلب، مما يعزز إيمان العبد. فكل مبدأ ديني يحتاج إلى الأخلاق التي ترفعه، إذ لا يمكن أن يتحقق النور إلا عندما تتضافر القيم والمبادئ.
لقد وضع الله للأعمال عبادة قائمة على الأخلاق، ليصبح المجتمع الإسلامي كالجسد الواحد. فكل سلوك يتزين بالأخلاق ينمو ويزدهر حبًا وامتثالًا لله، حيث أن الله قد جعل في ميدان العمل آدابًا عديدة تسهم في نيل رضا الله. ولذلك، نعرض لك بعض القيم الأخلاقية العظيمة التي يجب على كل عامل الالتزام بها:
الإتقان
يتوجب على الفرد أن يسعى جاهداً لإتقان عمله دون أي قصور، ليكون كسبه حلالًا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أن يُتقِنَهُ”.
الحفاظ على الوقت
ينبغي على العامل تجنب تضييع وقت العمل في أمور غير ذات صلة، لأنه مسؤول أمام الله -عز وجل- عن كل دقيقة يقضيها في أداء عمله. لذا يجب عليه الإسراع في طلب الرزق، حيث أن السعي المبكر يفضي إلى النجاح.
التجنب عن الغش والحرام
إن أكل مال الغير بطرق غير مشروعة هو من أعظم الكبائر. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والله لا يَأْخُذُ أحَدٌ مِنكُم شيئًا بغيرِ حَقِّهِ إلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ”.
الجد والاجتهاد
الاجتهاد والانضباط هما سبيل النجاح. من يسعى بجدية وبدون كسل يحقق ربحًا ويغمره البركة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنِ العَجْزِ والكَسَلِ”.
التعاون
التعاون هو من المفاتيح التي تجلب البركة في الرزق. فالله يبارك لمن يسعى لمساعدة الآخرين بدون انتظار أي مقابل. قال تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان”.
التحلي بالأخلاق الحسنة
الخلق الحسن هو علامة على إنسانية الفرد. فعندما يتحلى الإنسان بالأخلاق الحميدة فإنه ينال محبة الله والناس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ مِن خِيَارِكُمْ أحْسَنَكُمْ أخْلَاقًا”.
اجتناب العمل مع الظلمة
ينبغي للناس أن يحذروا من التعامل مع الظلمة أو الفاسدين في المجتمع، مثل من يمارسون السرقة أو الربا.
مراقبة الله عز وجل
الشخص الذي يشعر بمراقبة الله لن يقع في شراك الحرام. قال الإمام الغزالي رحمه الله: “أن لا تمنعه سوق الدنيا عن سوق الآخرة، وسوق الآخرة مساجد الله”.
علاقة العامل بمهنته
تتنوع المهن لتشمل ولاة، قضاة، أطباء، محامين، معلمين، مهندسين، وغيرها من المهن. وكل مهنة تنظمها ضوابط شرعية وأخلاقية.
العاقل هو من يؤدي عمله بإخلاص واجتهاد لكسب ثقة المجتمع، مما يؤدي إلى محبة الله ومحبة الناس. فالنجاح في العمل من شأنه أن يجلب للإنسان الدنيا ويجنبه العقاب. ويقول الله تعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”.
كما أن إعطاء الأجر للعمال هو فرض، والعدل بينهم أمر ضروري. ففي الحديث القدسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولم يُعطِه أجرَه”.
اترك تعليقاً