أدوات الكتابة المستخدمة في نظام الكتابة المسمارية
On 4:52 م by طارق النابلسيأدوات الكتابة المسمارية
تُعَد الكتابة المسمارية واحدة من أقدم أشكال الكتابة المعروفة، حيث اعتمدت بشكل أساسي على الطين والقصب كمواد أولية. كانت هذه المواد متاحة وسهلة الحصول عليها من البيئة المحيطة. إذ تم استخدام القصب كأداة للكتابة، حيث يتم طباعة طرفه المدبب على سطح طيني مبلل، مما يُنتج شكلًا إسفينيًا للرمز أو الحرف المكتوب.
قلم القصب
تعددت أنواع القصب المستخدمة في الكتابة المسمارية نظرًا لتوفره في مناطق بلاد ما بين النهرين القديمة وسوريا. من بين هذه الأنواع، برز قصب أروندو دوناكس (بالإنجليزية: Arundo donax) المعروف بخصائصه المتميزة. فإن قص رأسه وتدبيبه كان عملية سهلة، بالإضافة إلى أن ساقه القوي ومظهره الخارجي اللامع يضمن له مقاومة الماء، مما يُسهِّل عليه عدم الالتصاق بالطين أثناء تشكيل العلامات.
العظام
أثبت علماء الآثار أن القصب لم يكن الوسيلة الوحيدة للكتابة المسمارية. ففي موقع تل الدور، الواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بفلسطين، وُجدت آثار لـ 12 قطعة عظمية مُشَكَّلة بزاوية حادة عند أحد طرفيها أو كليهما، وقد تأكد الباحثون من استخدامها كأداة للكتابة.
ألواح الطين
استفاد سكان بلاد ما بين النهرين من الطين الموجود في بيئتهم لإنتاج الوثائق. فقد تم تدوين الكتابة المسمارية باستخدام قلم من القصب، من خلال الضغط على الألواح الطينية اللينة والقابلة للتشكيل. ولحفظ المعلومات المدونة، كانت تُشوى هذه الألواح في أفران خاصة أو تُعرض لحرارة الشمس لتجف.
ألواح الشمع
صُنعت ألواح الشمع من عجينة تحتوي على شمع العسل، حيث كانت تُسكب في شكل سائل داخل إطار خشبي، ثم تُترك لتجف جزئيًا قبل استخدامها. تُعرف هذه الألواح بمرونتها وسهولة تشكيلها، مما يجعلها مناسبة للكتابة.
سبب التسمية بالكتابة المسمارية
تُطلق تسمية “الكتابة المسمارية” عليها نظرًا لطريقة تدوينها، حيث كان القدماء يستخدمون قلمًا من القصب ذو طرف مدبب لإحداث علامات على شكل مسمار أو إسفين على لوح الطين. لذا، فإن الحروف أو المقاطع المكتوبة تظهر بشكل مسامير محفورة باتجاهات متنوعة.
أشكال الكتابة المسمارية
الكتابة المسمارية ليست لغة بحد ذاتها، بل تعد أسلوبًا للتعبير الكتابي. فهي تختلف عن الأبجدية المنطوقة، فهي لا تستخدم حروفًا بل تمثل رموزًا شكلها يشبه المسامير، ويتراوح عددها بين 600 إلى 1000 شكل، مما يُستخدم لتهجئة الكلمات عن طريق تقسيمها إلى مقاطع لفظية لتسهيل تبادل المعلومات وفهمها.
الحضارات التي استخدمت الكتابة المسمارية
تم استخدام الكتابة المسمارية في الشرق الأدنى والصين وأمريكا الوسطى وبلاد ما بين النهرين والشام ومصر القديمة. وتُعتبر هذه الكتابات، بما في ذلك الهيروغليفية، سلفًا للأبجديات الغربية الحديثة، مثل الأبجدية اليونانية والكتابات اللاتينية والرومانية. وقد استخدمت لتوثيق الأحداث التاريخية، والمعاملات التجارية، وتسجيل الحقوق والملكيات.
اترك تعليقاً