أروع القصائد التي تعبر عن حب الأم
On 7:06 م by ليلى الخطيبالأم
تعتبر الأم رمزاً للأمن والراحة، وهي التي تُنشئ الأجيال وتؤثر في حياة أبنائها بشكل عميق. لا يمكن لأي مجتمع أن يتشكل إلا بوجودها، فهي التي تُربي وتعلم، وتخرج أجيالاً مليئة بالنشاط والعطاء. في هذا المقال، سأستعرض لكم بعض الأبيات الشعرية التي تتحدث عن الأم.
أروع القصائد عن الأم
قام الشعراء بكتابة العديد من القصائد الجميلة التي تعبر عن مشاعرهم تجاه أمهاتهم، وفيما يلي بعض من أجمل القصائد التي تتحدث عن الأم:
خمس رسائل إلى أمي
الشاعر: نزار قباني
صباح الخير يا حلوة..
صباح الخير يا قدّيستي الحلوة.
لقد مر عامان يا أمي
على الولد الذي أبحر
في رحلته الخيالية
وخبأ في حقائبه
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وأنهارها، وكل شقيقها الأحمر.
وتخبأ في ملابسه
طرابيش من النعناع والزّعتر
وليلة دمشقية.
أنا وحدي..
دخان سجائري يضجر
والمقعد بجواري يضجر
وأحزاني مثل عصافيرٍ..
تفتش عن بيدرٍ.
لقد عرفت نساء أوروبا..
وعرفت عواطف الإسمنت والخشب
وعرفت حضارة التعب..
وطفت الهند، وطفت السند، وطفت العالم الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها إليّ عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
وتساعدني إذا أعثر.
أماه..
أماه..
أنا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر.
فكيف، كيف يا أمي
أصبحت أباً
ولم أكبر؟
صباح الخير من مدريد
ما أخبار الفلّة؟
بها أوصيك يا أمي..
تلك الطفلة الحالمة
فقد كانت أحب حبيبةٍ لأبي..
يدللها كطفلته
ويدعوها إلى فنجان قهوته
ويسقيها ويطعمها
ويغمرها برحمته..
.. ومات أبي
ولا زالت تعيش بحلم عودته
وتبحث عنه في أرجاء غرفته.
وتسأل عن عباءته..
وتسأل عن جريدته..
وتسأل –حين يأتي الصيف–
عن فيروز عينيه
لتنثر فوق كفّيه
دنانير من الذهب..
سلامات..
سلامات..
إلى بيتٍ سقانا الحب والرحمة
إلى أزهارك البيضاء.. فرحة “ساحة النجم”
إلى تختي..
إلى كتبي..
إلى أطفال حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنام على مشارقنا
وليلةٍ معرشةٍ على شبّاك جارتنا.
لقد مرّ عامان.. يا أمي
ووجه دمشق،
عصفورٌ يخربش في جوانحنا
يعضّ على ستائرنا
وينقرنا برفقٍ من أصابعنا.
لقد مرّ عامان يا أمي
وليلة دمشق
فلّ دمشق
دور دمشق
تسكن في خواطرنا
مآذنها تضيء على مراكبنا
كأنّ مآذن الأمويين قد زرعت في داخلنا
كأنّ مشاتل التفاح تعبق في ضمائرنا
كأنّ الضوء والأحجار جاءت كلها معنا.
أتى أيلول يا أماه..
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي
مدامعه وشكواه.
أتى أيلول.. أين دمشق؟
أين أبي وعيناه
وأين حرير نظرته؟
وأين عبير قهوته؟
سقى الرحمن مثواه..
وأين رحاب منزلنا الكبير..
وأين نعماه؟
وأين مدارج الشمّشير..
تضحك في زواياه؟
وأين طفولتي فيه؟
أجرجر ذيل قطتي
وآكل من عريشته
وأقطف من بنفشه.
دمشق، دمشق..
يا شعراً
على حدقات أعيننا كتبناه
ويا طفلاً جميلاً..
من ضفائره صلبناه.
جثونا عند ركبته..
وذوبنا في محبته
إلى أن في محبتنا قتلناه.
الأم تلثم طفلها وتضمه
الشاعر: أبو القاسم الشّابي
الأم تلثم طفلها وتضمه
حرَمٌ سماويُ الجمال، مقدّس.
تتألّه الأفكار، وهي جارته
وتعود طاهرةً هناك الأنفس.
حرَم الحياة بطهرها وحنانها.
هل فوقه حرَمٌ أجلُّ وأقدس؟
بوركت يا حرَم الأمومة والصبا.
كم فيك تكتمل الحياة وتقدس.
هي الأخلاق تنبت كالنبات
الشاعر: معروف الرصافي
هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا سُقيت بماء المكرمات.
تقوم إذا تعهدها المربي
على ساق الفضيلة مثمرات.
وتسمو للمكارم باتساق
كما اتسقت أنابيب القناة.
وتنعش من صميم المجد روحاً
بأزهارٍ لها متضوعات.
ولم أر للخلائق من محلٍ
يُهذبها كحضن الأمهات.
فحضن الأم مدرسة تسامت
بتربية البنين أو البنات.
وأخلاق الوليد تقاس حسناً
بأخلاق النساء الوالدات.
وليس ربيب عالية المزايا
كمثل ربيب سافلة الصفات.
وليس النبت ينبت في جنانٍ
كمثل النبت ينبت في الفلاة.
فيا صدر الفتاة رحبت صدراً
فأنت مقر أسنى العاطفات.
نراك إذا ضممت الطفل لوحاً
يفوق جميع ألواح الحياة.
إذا استند الوليد عليك لاحت
تصاوير الحنان مصورات.
لأخلاق الصبي بكك انعكاس
كما انعكس الخيال على المرآة.
وما ضَرَبان قلبك غير درس
لتلقين الخصال الفاضلات.
فأول درس تهذيب السجايا
يكون عليك يا صدر الفتاة.
فكيف نظن بالأبناء خيراً
إذا نشأوا بحضن الجاهلات؟
وهل يُرجى لأطفال كمال
إذا ارتضعوا ثدي الناقصات؟
فما للأمهات جهلن حتى
أتين بكل طيّاش الحصاة؟
حنون على الرضيع بغير علم
فضاع حنو تلك المرضعات.
أأم المؤمنين إليك نشكو
مصيبتنا بجهل المؤمنات؟
فتلك مصيبة يا أم منها
نَكاد نغص بالماء الفرات.
تخذنا بعدك العادات ديناً
فأشقى المسلمون المسلمات.
فقد سلكوا بهن سبيل خسر
وصدّوهن عن سبل الحياة.
بحيث لزِمن قعر البيت حتى
نزلن به بمنزلة الأداة.
وعدوهن أضعف من ذباب
بلا جنح وأهون من شذاة.
وقالوا شرعة الإسلام تقضي
بتفضيل “الذين على اللواتي”.
وقالوا إن معنى العلم شيء
تضيق به الصدور الغانيات.
وقالوا الجاهلات أعفّ نفساً
عن الفحشاء من المتعلمّات.
لقد كذبوا على الإسلام كذباً
تزول الشم منّه مزلزلات.
أليس العلم في الإسلام فرضاً
على أبنائه وعلى البنات؟
وكانت أمّنا في العلم بحراً
تحلّ لسائليها المشكلات.
وعلّمها النبي أجلّ علمٍ
فكانت من أجلّ العالمات.
لذا قال ارجِعوا أبداً إليها
بثلثي دينكم ذي البينات.
وكان العلم تلقيناً فأمسى
يحصل بانتياب المدرسات.
وبالتقرير من كتب ضخام
وبالقلم الممدّ من الدواة.
ألم نر في الحسان الغيد قبلاً
أوانسَ كاتبات شاعرات؟
وقد كانت نساء القوم قدماً
يرحلن إلى الحروب مع الغزاة.
يكنّ لهم على الأعداء عوناً
ويضمِدن الجروح الداميات.
وكم منهن من أسرّت وذاقَت
عذاب الهون في أسر العُداة.
فما ذا اليوم ضر لو التفتنا
إلى أسلافنا بعض التفات؟
فهم ساروا بنهج هدى وسرنا
بمنهاج التفرّق والشّتات.
نرى جهل الفتاة لها عفافاً
كأنّ الجهل حصن للفتاة.
ونحتقر الحلائل لا لجرمٍ
فنؤذيهن أنواع الأذى.
ونلزمهن قعر البيت قهراً
ونحسبهن فيه من الهَنات.
لئن وأدوا البنات فقد قبرنا
جميع نسائنا قبل الممات.
حجبناهن عن طلب المعالي
فعشن بجهلهن مهتلكات.
ولو عدمت طباع القوم لؤماً
لما غدت النساء محجّبات.
وتهذيب الرجال أجل شرط
لجعل نسائهم مُتهذبات.
وما ضر العفيفة كشف وجه
بدا بين الأعفّاء الأباة.
فدى لخلائق الأعراب نفسي
وإن وُصفوا لدينا بالجُفاة.
فكم برزت بحيهم الغواني
حواسر غير ما متريبات.
وكم خشف بمربعهم وظبي
يمرّ مع الجداية والمهاة.
شعر في رثاء الأم
خايف عليها من الثرى غطاها وإلّا الحصى حافي أخاف آذاها.
أكرم عليها بالكفن يا مطوع بالبيت ظلّ فراشها وغطاها.
أكرم عليها بالكفن هذي أمي وشهد عليها في ما عطت يمناها.
هذي الضحى والليل يتحرّونها هذي السماء ونجومه تنعاها.
هذي السوالف مثلنا تبكيها والأرض تنشد عن أثر لخطاها.
هذي الكبيرة كبر هذي الدنيا، هذي العظيمة جلّ من سواها.
أبكي عليها مو نهار وليله ولا سنة تمشي وعد قضاها.
أبكي عليها كثر ما شالتني وكثر الحنين إلّي اختلط بغناها.
وكثر الأسامي وكثر من سموها وكثر النجوم وكثر من يرعاها.
أبكي عليها من القهر يا دنيا من لي أنا من لي عقب فرقاها.
من فتحت عيني ولا خلتني وشوفو ولدها بالقبر خلاها.
هل التراب بوجها ما قصر شفتو ولدها كيف هو جازاها.
لو أنها مكاني ماسوتها لكن أعزّ عيالها سواها.
يا دود شفها ذابله جنبها أنا ولدها وحاضر وأفداها.
قطعني هاك الي تبي من جسمي بس الكريمة لا تجي بحذاها.
ووصيك أمانة قل لها تعذرني وتكفى تروح تحب لي ما طاها.
أبيها تغفر لي مثل ماكانت كل خملة مني بطيبها ترفاها.
يالله عساها بنعيم الخالد وعساها في جنة عدن سكناها.
يا فضو هذا الكون ياهو خالي يا ضيق هذي الدنيا يا مقساها.
يا مرّ طعم فراقها يا مرّة، ماني مصدّق أرجع ومالقاها.
وشلون آجي غرفتها ما هي فيها، وش عذري لسبحتها ومصلاها؟
وش أقول أنا لدولابها ومصحفها، وإذا سالني مشطها وحناها؟
وعباتها والمبخرة وميّ زمزم ورشوشها ودواها.
الكل في غرفتها متفقدها حتى الجدار متفطر ويرجاها.
الكل يبكيها مهو ناسيها يالله صبرني وشلون أنساها.
ياليتها ياليتها مارحت وخلتني أو وسعتلي بالقبر ويّاها.
اترك تعليقاً