أروع القصص عن حياة الرسول مع رفاقه
On 7:30 م by عائشة الملاأروع قصص النبي مع أصحابه
استوِ يا سوادُ
تروي هذه الحادثة الصحابية الشهيرة سواد بن غزية الأنصاري يوم غزوة بدر، حيث كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقوم بتفقد المقاتلين وتسوية الصفوف. وكان سوادٌ يتقدم قليلاً عن باقي الجنود مما جعل الصف غير مستوٍ. فعمد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى إرجاعه إلى الخلف باستخدام سهمٍ بلا نصل كان في يده. فردَّ سوادٌ على الرسول بأنه يشعر بالألم ويريد القصاص.
لم تؤثر هذه الشكوى على النبي -صلى الله عليه وسلم- بل على العكس، فقد قبِل فكرة القصاص وعرّى بطنه آمراً سواداً أن يأخذ حقه. حينها، قام سواد بالالتفاف حول النبي وقبّل بطنه الشريفة! فدهش النبي من فعله وسأله عن سبب ذلك، فأوضح سوادٌ -رضي الله عنه- أنه في خضم القتال، أراد أن يكون آخر ما يمسه في هذه الدنيا هو جلد النبي -صلى الله عليه وسلم-. فدعا له النبي بالخير.
وثبتت هذه القصة في السنة النبوية بإسنادٍ حسن، وقد ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: “عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدحٌ يعدل به القوم. وبعد أن مر بسواد بن غزية وهو مستنتلٌ من الصف، طعنه في بطنه بالقدح، وقال: استوِ يا سواد. فرد سواد: يا رسول الله، أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأقدني. فقال: استقِد. وعندما أراد أن يأخذ حقه، احتضنه وقبّل بطنه، فقال له النبي: ما حملك على هذا؟ فأجابه سواد: يا رسول الله، عندك ما ترى، فأحببت أن يكون آخر عهدي بك أن يمس جلدي جلدك، فقال النبي: استوِ يا سواد.
الدرس المستفاد من هذه القصة هو أهمية ترابط القائد مع جنوده، كما فعل النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- مع الصحابي سواد -رضي الله عنه-، وأهمية تمتع القائد بالعدل والخلق الحسن.
لكنّك عند الله غالٍ
كان الصحابي زاهر الأسلمي -رضي الله عنه- من البادية، وكان يُحضر دائماً الهدايا للنبي -صلى الله عليه وسلم- عند قدومه إلى المدينة. وفي يوم من الأيام كان زاهر في السوق، ولم يلاحظ النبي، لذا اقترب منه النبي خلفه وحضنه، وسأله: “من يشتري هذا العبد؟” فألصق زاهر ظهره بالنبي وسأله: هل تجدني كاسداً؟ ظاناً أن ذلك بسبب مظهره. فأجابه النبي -عليه السلام- أنه غالٍ عند الله -تعالى-.
وقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- تلك الحادثة، حيث قال: “جيء زاهر للنبي وهو يبيع متاعه، فاحتضنه النبي من خلفه. فقال زاهر: من هذا؟ وعندما رأى أنه النبي، ألصق ظهره بصدره! فقال النبي: من يشتري هذا العبد؟ فقال زاهر: أتجدني كاسداً يا رسول الله؟ فقال: لكنك عند الله لست كاسداً.”
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- محبًا لمزاح أصحابه وكان يتمتع بصفة البشاشة وكثرة التبسم. وقد قال الإمام الترمذي عن عبد الله بن الحارث -رضي الله عنه-: “ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم”. ورغم ما كان يقال من مزاح، إلا أن حقيقته كانت أن الجميع عباد الله -تعالى-.
هذا عرقك، نجعله في طيبنا، وإنه أطيب الطيب
في إحدى الأيام، زار النبي -عليه الصلاة والسلام- بيت أنس بن مالك -رضي الله عنه-، ووجد أنس نائماً عند قيلولة الظهر، وبدأ يتعرق في نومه. قدمت أم أنس -رضي الله عنها- قارورة لتجمع عرقه الطاهر، وعندما استيقظ النبي -عليه الصلاة والسلام- سأل عن ذلك، فقالت له إنها تضعه في طيبهم لأنه أطيب الطيب.
وقد أخرج الإمام مسلم -رحمه الله- هذه الحادثة من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- إذ قال: “دخل علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فعَرِق، وجاءت أمي بقارورة لجمع العرق. فلما استيقظ النبي، قال: ما هذا يا أم سليم؟ فقالت: هذا عرقك نضعه في طيبنا، وهو من أطيب الطيب.” وقد كان عرق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذا رائحة متميزة كرائحة المسك.
ما بالك باثنين الله ثالثهما
هاجر النبي مع صاحبه أبو بكر -رضي الله عنه- عندما أذن الله له بالهجرة، وعند سماع قريش بذلك، بدؤوا بملاحقتهما. فاختبأ النبي وأبو بكر في الغار. وقد هيأ الله لهما المكوث فيه، إلا أن أبو بكر بدأت تساوره مشاعر الخوف، وأخبر النبي أنه لو نظر أحدهم إلى الأسفل لرآهما. لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- طمأنه قائلاً: “ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟” فاطمأن أبو بكر لكلام النبي، وبقيا في الغار ثلاثة أيام ثم واصلا رحلتهما إلى المدينة. وقد روى أبو بكر -رضي الله عنه- ما جرى قائلاً: “كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الغار ورأيت آثار المشركين، فقلت: لو أن أحدهم رفع قدمه لرآنا. فقال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما.”
الأسباب المحفزة لمحبته صلى الله عليه وسلم
تتنوع الأسباب التي تجلب حب النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومنها:
- الحرص على اتّباع توجيهاته والابتعاد عن النواهي، لأن طاعة الرسول تعادل طاعة الله -تعالى- كما ورد في قوله: “من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً.”
- الإكثار من الصلاة على النبي كما ورد في قوله: “إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً.”
- حب النبي ورغبة في مرضاته بشوق لملاقاته في الآخرة.
- احترامه حتى بعد وفاته، كخفض الصوت عند ضريحه وتوقيره عند ذكر سيرته.
- حب آل البيت والاحترام عند ذكرهم، حيث روى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الحسن بن فاطمة الزهراء -رضي الله عنهما-: “اللهم إني أحبه، فأحبه وأحب من يحبه.”
- تعظيم شعائر الله والعمل بها حباً لله وطمعاً في رضاه.
- استذكار سيرة النبي في حياتنا وتعليمها للأطفال.
- الاقتداء بسيرته والالتزام بسُننه من أقوال وأفعال.
- تقديم كلمات الرسول على غيرها من الكلام، واتباع توجيهاته في كل ما أوصى به.
- الدعاء للنبي بانتظام، حيث كان أصحابه -رضوان الله عليهم- يحرصون على ذلك.
- تقديم حب الرسول على كل المخلوقات، حيث يجب أن يكون حبه أكثر من حب الوالدين والأبناء.
اترك تعليقاً