أروع شعر للمتنبي
On 3:30 ص by نور الفارسعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
لا تأتي العزائم إلا بقدر أهل العزم،
وكذلك تأتي المكارم بقدر الكرماء.
تبدو الأمور صغيرة في عين الضعيف،
في حين تتضاءل العظائم في عين العظيم.
الجيش متحمس بأمر الدولة،
على الرغم من عجز الجيوش الأخرى.
يطلب الفرد من الناس ما يطلبه من نفسه،
وذلك أمر لا تجرؤ النمور على المطالبة به.
وقفت متشككًا في الموت، كما لو كنت نائمًا في عين الردى،
تسير الأبطال من حولك شاعرًا بالهزيمة،
ووجهك مشرق، وثغرك مبتسم.
لقد تجاوزت حدود الشجاعة والحكمة،
إلى حد أصبح فيه بعضهم يعتقد أنك عالم بالغيب.
احتضنت أجنحتهم بقوة على القلب،
وتقتل الخوافي تحتها، بينما القوادم حية.
لكل امرئٍ من دهره ما تعود
لكل امرئٍ ما تعوّد في دهره،
وعادة سيف الدولة الهجوم على الأعداء.
وإن كذبت الإشاعات عنه، فإنه سيبقى ثابتًا،
وفي المساء يجد الأعداء أنفسهم في أسعد حال.
ربما من يسعى للإضرار بالآخرين يقوم بإيذاء نفسه.
كما أن الجنود الذين أهدوا إليه لم يكن لديهم هداية،
بينما المتكبر الذي لم يعرف الله ساعة،
عندما رأى سيفه في كفه شهد للشهادة.
هو كالبحر، أغص فيه إذا كان ساكنًا،
لكن احذره إذا كان مائجًا.
لقد رأيت البحر يتعثر بالفتى،
وهذا هو مصير من يأتي متعمداً.
تظل ملوك الأرض خاشعة له،
تُفارقه مظلومة وتلقاه ساجدة.
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ،
هل بماضيك أم بأمرٍ جديد؟
أما الأحبة فالصحراء بينهم،
فليت بيننا مسافات أقل.
لم يترك الدهر في قلبي أو كبدي،
شيئًا تُعجب به عين أو جيد.
يا ساقي، أما هناك خمر في كؤوسكم،
أم أن في كؤوسكم هموم وتعب؟
أصخرٌ أنا، لماذا لا تحركني،
هذه المدام وهذه الأغاريد؟
لقد نزلت بكذابين، وضيوفهم،
بعيدون عن الضيافة والترحال.
جود الرجال من الأيدي، وجودهم من اللسان،
فلم يكن هناك رجال، ولا جود.
ما يقبض الموت نفسًا من أرواحهم،
إلا وفي يده من نتنها غصن.
كلما اغتال عبد السوء سيده،
أو خانه، كان له في مصر تمهيد.
أصبح الخصي إمام الآبقين فيها،
فالحُر مستعبد والعبد معبود.
العبد ليس لأخٍ صالح بأخٍ،
حتى لو وُلدت في ثياب الحر.
لا تشتري العبد إلا والعصا معه،
فإن العبيد لأقوام خداع.
ما كنت أحسبني سأعيش زمنًا،
يسيء لي فيه عبد وهو محمود.
ولا تظن أن الناس قد فُقدوا،
وأن مثل أبي البيضاء موجود أيضاً.
لا خيل عندك تهديها
لا خيل عندك تهديها ولا مال،
فليرتفع نطقك إن لم تسعدك الحال.
وقدم الأمير الذي نُعماه فجأة،
بدون أي قول، ونعمة الناس أقوال.
لهوى النفوس سريرة لا تعلم
والهم يهتك الجسد نحو النحافة،
ويشيب ناصية الطفل ويهرم.
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله،
بينما أخو الجهالة في الشقاوة ينعم.
ومن العداوة ما ينالك نفعه،
ومن الصداقة ما يضر ويوجع.
ملومكما يجل عن الملام
ومن يجد الطريق إلى المآلي،
فلا يترك المطي بلا سنام.
ولم أر في عيوب الناس شيئًا،
كانقص القادرين على التمام.
أقمت بأرض مصر، فلا ورائي،
تخب بي الركاب ولا أمامي.
وملّني الفراش، وكان جنبي،
يمل بقاءه في كل عام.
قليل عائدي سقيم فؤادي،
كثير حاسدي صعب مرامي.
عليل الجسم ممتنع القيام،
شديد السُكر من غير المدام.
وزائري كأن بها حياء،
فليس تزور إلا في الظلام.
بذلت لها المطارف والأحشاء،
فعافتها وباتت في عظامي.
يضيق الجلد عن نفسي وعنه،
فتوسعني بأنواع السقام.
إذا ما فارقتني، غسلتني،
كأنّا عاكفان على حرام.
كأن الصبح يطردها فتجري،
مدامعها بأربعة سجام.
أراقب وقتها من غير شوق،
مراقبة المشوق المستهام.
ويصدق وعدها والصدق شر،
إذا ألقاك في الكرب العظام.
أبنتَ الدهر عندي كل بنت،
فكيف وصلك أنتِ من الزحام؟
جرحتِ مجرحًا لم يبق فيه،
مكان للسيوف ولا السهام.
وفارقت الحبيب بلا وداع،
وودعت البلاد بلا سلام.
يقول لي الطبيب: أكلت شيئًا،
وداؤك في شرابك والطعام.
وما في طبّه أني جواد،
أضر بجسمه طول الجمام.
تعود أن يغبر في السرايا،
ويدخل من قتام فيقتم.
اترك تعليقاً