أروع قصائد الشاعر العربي عنترة بن شداد
On 9:40 ص by عماد زكرياقصيدة عتاب الزمان
أعاتب الزمن الذي لا يعرف اللين لعتابي،
وأطلب الأمان من تقلبات السلبيات.
تعدني الأيام بوعدٍ يخدعني،
وأعلم يقيناً أنه وعد زائف.
لقد خدمت كثيرين واعتبرتُهم أهل،
لكني وجدتهم مثل العقارب.
ينادونني في السلم “يا ابن زبيبة”،
لكن عند صدام الخيل ينادون “يا ابن الأطايب”.
لو لم يكن هناك حب، لما ذل مثلي لهم،
ولم تخضع أسود الفلا للثعالب.
سيذكرني قومي عندما تصبح الخيل
تجول بها الفرسان بين المضارب.
فإن نسوني، فالصوارم والرماح
ستذكرهم علي ووقع مضاربي.
يا ليت الزمن يقرب أحبتي
إلي كما يقرب إلي المصائب.
وليت خيالاً منك، يا عبل، يزورني
فيرى دموعي تُساقط كالسواكب.
سأصبر حتى تطرحني عواذلي،
وحتى يضج الصبر في جوانبي.
مقامك في سماء عالية،
لكنني بعيد عن نعيم الكواكب.
قصيدة مواجهة الزمان
إذا كشف الزمان لك القناع،
ومدد إليك صرف الدهر ذراعه.
فلا تخش من المنية، واذهب لمواجهتها،
ودافع عنها ما استطعت دفاعاً.
لا تختار فراشاً من حرير،
ولا تبكِ على المنازل والأماكن.
وحولك نسوة يرمقن حزناً،
ويكشفن البرقع عن الوجوه.
يخبرك الطبيب أن دواءك لديه،
عندما يفحص كفك والذراع.
ولو عرف الطبيب دواء الداء،
هل يمكنه دحض الموت بعد النزاع؟
وفي يوم المعارك، تركنا
لنا في أفعالنا خبرًا مشاعًا.
أقمنا بالذوابل سوق حرب،
وجعلنا النفوس متاعًا.
حصاني كان دليلاً للمنايا،
فخاض غبارها وشري وباع.
وسيفي كان في المعركة طبيباً،
يداوي رأس من يشكو من الصداع.
أنا العبد الذي تذكرت عنه،
وقد رأيتَني، فلا تترك للسماعة.
ولو أرسلت رمحي مع جبان،
لكان بالرعب يؤثر على السباع.
ملأت الأرض خوفاً من حسامي،
وخصمي لم يجد فيها اتساعًا.
إذا فرَّت الأبطال من خوف بأس،
ترى الأقطار باعًا أو ذراع.
قصيدة عن العلو والكرامة
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب،
ولا ينال العلى من يغلبه الغضب.
ومن يكن عبداً لقومٍ لا يخالفهم،
إذا جفوه يسترضيهم إذا عتبوا.
قد كنت فيما مضى أرعى جمالهم،
واليوم أحمي حماهم كلما نكبت.
لله در بني عبس، لقد نسجوا
من الأكارم ما قد تنسله العرب.
لئن عابوا سوادي، فهو لي نسب،
يوم النزال، إذا ما فاتني النسب.
إن كنت تعلم، يا نعمان، أن يدي
قصيرة عنك، فالأيام تنقلب.
اليوم تعلم، يا نعمان، أي فتىً
يواجه أخاك الذي غره العصبية.
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها،
عند التقلب في أنيابها العطب.
فتى يخوض غمار الحرب مبتسماً،
وينثني وسنان الرمح مختضب.
إن سل صارمه، سالت مضاربه،
وأشرقت السماء، وانشقت له الحجب.
والخيل تشهد لي أنني أكفكفها،
والطعن مثل شرار النار يشتعل.
إذا التقيت الأعداء يوم المعركة،
تركت جمعهم المغرور يُنتَهَب.
لي النفوس، وللطيور لحوم،
وللوحش العظام وللخيالة السلب.
لا أبعد الله عن عيني غطارفة،
إنسان إذا نزلوا جنًا إذا ركبوا.
أسود غاب، لكن لا نيوب لهم،
إلا الأسنة والهندية القضب.
تعدو بهم أعوجيات مضمرة،
مثل السراحين في أعناقها القباب.
ما زلت ألقى صدورَ الخيل مندفقاً
بالطعنة حتى يضج السرج واللَّبب.
فالعمي لو كان في أجفانهم نظروا،
والخرس لو كان في أفواههم خطبوا.
والنقع يوم طرد الخيل يشهد لي،
والضرب والطعن والأقلام والكتب.
قصيدة في الحرب والحماسة
أنا في الحرب العوان،
غير مجهول المكان.
أينما ينادي المنادي،
في دجى النقع يراني.
وحسامي مع قناتي،
لفعالي شاهدان.
أطعن خصمي،
وهو يقظ الجنان.
أسقيه كاس المنايا،
وقراها منه داني.
أشعل النار ببأسي،
وأطاها بجناني.
إنني ليث عبوس،
ليس لي في الخلق ثاني.
خلق الرمح لكفي،
والحسام الهندواني.
ومعي في المهد كانا،
فوق صدري يؤنساني.
فإذا ما الأرض صارت،
وردة مثل الدهان.
والدما تجري عليها،
لونها أحمر قاني.
ورأيت الخيل تهوي،
في نواحي الصحصحان.
فاسقيني لا بكأس،
من دمٍ كالأرجوان.
واسمعاني نغمة الأسياف،
حتى تُطرباني.
أطيب الأصوات عندي،
حسن صوت الهندواني.
وصليل الرمح جهراً،
في الوغى يوم الطعن.
وصياح القوم فيه،
وهو للأبطال داني.
اترك تعليقاً