أساليب تعامل الأهل وتأثيرها على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب
On 11:15 م by يوسف السعيدتربية الأبناء
يقول الله عز وجل في سورة الكهف: (( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)). تسلّط هذه الآية الضوء على أهمية الأبناء في حياة الإنسان، حيث وصفهم الله بأنهم يعدّون من أسباب السعادة والبهجة. ولذا، فقد منحهم أهمية خاصة؛ إذ أنهم يمثلون عماد المستقبل عندما ينضجون. ومن هنا، تبرز التربية كأحد أعظم الواجبات التي تقع على عاتق الوالدين.
تتعاون الأسرة مع المدرسة في مسؤولية تربية الأبناء، إلا أن الأسرة تظلّ الجهة الأولى والأكثر تأثيرًا في هذه العملية. لذا، يتعين على الوالدين اكتساب الأساليب الملائمة للتعامل مع أبنائهم، مع ضرورة مراعاة التطورات الواقعية لتحقيق نتائج إيجابية في التربية. تظهر نتائج التربية من خلال سلوك الأبناء في المدرسة، ومدى قدرتهم على استيعاب المعلومات وتحقيق الدرجات المطلوبة، حيث يمكن أن تكون هذه النتائج سلبية أو إيجابية.
أساليب التعامل من الأهل وأثرها على التحصيل الدراسي
قدم الإسلام اهتمامًا كبيرًا بتربية الأبناء، إذ منحهم الحق في الحصول على تنشئة اجتماعية وسلوكية تسهم في تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي والعقلي والجسدي.
لا شك أن التحصيل الدراسي يعدّ من الأمور التي تشغل تفكير عدد كبير من الآباء والأمهات، فهم يتمنون أن يحصل أبناؤهم على أعلى الدرجات وأن يتفوقوا في دراستهم. وعندما يلاحظون تدني درجات أبنائهم، قد يتعرضون للوم من قِبل والديهم؛ حيث يظن البعض أن القدرات العقلية وحدها هي من تحدد هذه العلامات. غير أن الدراسات الاجتماعية كشفت أن التنشئة والتعامل داخل البيت تلعبان دورًا كبيرًا في تلك القدرات، حيث تؤثر على التركيز والاهتمام والدافعية للتعلم.
يعتبر أسلوب الوسطية من أفضل طرق التعامل مع الأبناء، من خلال الحوار والاهتمام بمصالحهم واحتياجاتهم النفسية. فالأبناء الذين يتلقون معاملة قائمة على هذه المبادئ يظهرون رغبة أكبر في التعلم، وقد يسعون لتحسين أدائهم للحصول على إعجاب والديهم. في المقابل، يعاني الأبناء الذين يتعرضون لمعاملة صارمة وخالية من الحب والحنان من انغلاق اجتماعي ويكونون بشكل عام سلبيين، مما ينعكس سلبًا على قدرتهم على التركيز في الدراسة. كما أن الأبناء الذين يتلقون إهمالًا من الأهل يعيشون واقعًا دراسيًا مشابهًا، بينما عادة ما يكون أبناء الدلال الزائد غير مكترثين بمستواهم الدراسي.
يُعتبر الأسلوب الديمقراطي المميز بالاعتدال والوسطية واحدًا من أفضل الأساليب. حيث يشعر الأبناء بالراحة والطمأنينة وعدم الخوف من والديهم، دون إهمال أو تسيب. بالإضافة إلى ذلك، فإن المساواة بين الذكور والإناث تلعب دورًا إيجابيًا في النتائج الدراسية، ويُظهر التوازن بين العقوبة والسلوك غير المقبول شعورًا بالعدل لدى الأبناء.
اترك تعليقاً