مال وأعمال
أسباب أزمة الكساد الاقتصادي في ثلاثينيات القرن الماضي
On 12:56 ص by أحمد الزهرانيأزمة الثلاثينيات الاقتصادية
تُعرف أزمة الثلاثينيات الاقتصادية أيضًا باسم “الكساد العظيم”، وقد تمثل في انهيار الاقتصاد العالمي الذي بدأ عام 1929 واستمر حتى عام 1939، أي قبل دخول الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية. يُعتبر هذا الكساد الأطول والأكثر عمقًا في تاريخ الدول الصناعية الغربية، مما أدى إلى تغييرات جوهرية في النظام الاقتصادي ومفاهيم الاقتصاد الكلي والنظرية الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت مجموعة من الانهيارات المالية، مثل انهيار سوق الأسهم في عام 1929، في تفاقم هذه الفترة العصيبة.
أسباب أزمة الثلاثينيات الاقتصادية
فيما يلي بعض العوامل الرئيسية التي ساهمت في وقوع الأزمة الاقتصادية خلال الثلاثينيات:
- شهدت عشرينيات القرن الماضي ازدهارًا اقتصاديًا ملحوظًا في الولايات المتحدة، حيث تضاعف إجمالي ثروة البلاد بين عامي 1920 و1929، مما جعل هذه الفترة تُعرف بـ”العشرينيات الصاعدة”.
- كان سوق الأوراق المالية، الذي يتخذ من بورصة نيويورك في وول ستريت مركزًا له، وجهة استثمارية للعديد من الأفراد من مختلف الطبقات الاجتماعية، مما أدى إلى توسع كبير في السوق ووصوله إلى ذروته في أغسطس 1929.
- بحلول ذلك الحين، كانت معدلات الإنتاج قد بدأت في الانخفاض، وارتفعت معدلات البطالة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسهم بشكل غير متناسب مع قيمتها الحقيقية؛ في الوقت نفسه، كانت الأجور منخفضة والمديونيات الاستهلاكية تتزايد.
- دخل الاقتصاد الأمريكي في مرحلة ركود معتدل خلال صيف عام 1929، حيث تراجع الإنفاق الاستهلاكي وبدأت المخزونات من السلع غير المباعة بالتزايد، مما أثر سلبًا على الإنتاج الصناعي.
- في غضون أشهر قليلة، وقع الانهيار الذي توقعه البعض في سوق الأسهم، حيث تم تداول 12.9 مليون سهم في ما عُرف بـ”الخميس الأسود”.
- بعد خمسة أيام، في 29 أكتوبر، المعروف بـ”الثلاثاء الأسود”، تم تداول حوالي 16 مليون سهم نتيجة موجة جديدة من الذعر في وول ستريت، مما أدى إلى فقدان الملايين من الأسهم قيمتها.
عوامل إضافية لأزمة الثلاثينيات الاقتصادية
إليك المزيد من الأسباب:
- أدى التراجع في الإنفاق والاستثمار إلى توقف أنشطة المصانع والشركات، مما أسفر عن تسريح عدد كبير من العمال.
- تسبب الذعر المصرفي في أوائل الثلاثينيات في إفلاس العديد من البنوك، مما أدى إلى تقليص توافر السيولة المالية اللازمة للقروض.
- فرض معيار الذهب على البنوك المركزية الأجنبية رفع أسعار الفائدة لمواجهة العجز التجاري مع الولايات المتحدة، مما أدى إلى تقليل الإنفاق والاستثمار في تلك البلدان.
- أدى قانون التعريفات الجمركية لعام 1930 إلى فرض رسوم عالية على العديد من السلع الصناعية والزراعية، مما تسبب في تراجع الإنتاج وانكماش التجارة العالمية.
تأثير الكساد العظيم ونتائجه
أسفرت هذه الأزمة عن عدة عواقب وتأثيرات ملحوظة، منها:
- أدت الأزمة إلى حالة من الذعر في سوق وول ستريت، مما كبد ملايين المستثمرين خسائر فادحة.
- في السنوات اللاحقة، تراجع كل من الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار بشكل كبير، مما أدي ذلك إلى نقص حاد في الوظائف والإنتاج الصناعي، حيث لجأت الشركات إلى تسريح العمال.
- بحلول عام 1933، وصلت أزمة الكساد العظيم إلى أسوأ مراحلها، حيث كان هناك نحو 15 مليون أميركي عاطل عن العمل، وتم الإبلاغ عن انهيار نحو نصف البنوك في البلاد.
- ساهم انهيار سوق الأسهم في عام 1929 في فقدان الثقة في الاقتصاد الأميركي، مما أدى إلى انخفاض حاد في كل من الإنفاق والاستثمار.
اترك تعليقاً