أسباب الحملات العسكرية في تبوك
On 11:46 ص by علي السعيديأسباب غزوة تبوك
يُسجل المؤرخون أن الدافع الرئيسي وراء غزوة تبوك هو وصول أنباء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشأن تجمع القوات الرومية بقيادة القيصر هرقل في الشام، بهدف محاربة المسلمين والقضاء على الإسلام، وغزو المناطق الشمالية من الجزيرة العربية. بناءً على ذلك، قرر النبي صلى الله عليه وسلم استنفار الصحابة للخروج لملاقاة هذا التهديد. أما الأسباب غير المباشرة، فتتمثل في حماية الإسلام والدفاع عنه، وتعزيز حرية نشره في الجزيرة العربية، وتقوية القبائل العربية التي دخلت الإسلام وتخضع لسلطة الروم، إضافة إلى معالجة الآثار النفسية الناتجة عن انسحاب المسلمين من غزوة مؤتة، ومعرفة القوة الحقيقية للقوات الرومية وحلفائها في الشام استعداداً للانتصار.
سبب تسمية غزوة تبوك
تكتسب غزوة تبوك اسمها من موقع تخييم جيش المسلمين في منطقة تُعرف بعين تبوك، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاسم في حديثه حيث قال: “إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي.” كما تُعرف أيضاً بغزوة العسرة، نظراً لما واجهه المسلمون من مصاعب في تلك الغزوة، من ارتفاع درجات الحرارة وبعد المسافة ونقص الطعام والماء والدواب. وتُسمى أيضاً بالغزوة الفاضحة، لكشفها عن المنافقين ومكائدهم وخططهم ضد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام.
أحداث غزوة تبوك
تعتبر غزوة تبوك آخر غزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد حدثت في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة. أصدر النبي أوامره للصحابة بالتجهز لمواجهة الروم، مشيراً إلى وجهتهم في هذه المرة، وهو أمر غير معتاد، حيث كان يميل عادةً لعدم إفشاء وجهته الحقيقية. قرر النبي ذلك نظراً لبعد المسافة ولشدة الحرارة ووقت جني الثمار في المدينة. بلغ عدد المسلمين حوالي ثلاثين ألفاً، مع عشرة آلاف من الخيل، حتى وصلوا إلى منطقة تبوك، حيث مكثوا هناك قرابة عشرين ليلة دون مواجهات. ونزل في هذه الغزوة قول الله تعالى: “لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم* وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم.”
لم يلتقِ المسلمون بالجيش الرومي، حيث ألقت الله في قلوبهم الخوف بسبب شدة الريح، رغم عددهم الكبير وعتادهم. وبقوا في أرضهم بالشام. بعد هذا الانتصار، جاءت القبائل العربية غير المسلمة لتصالح النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتلتزم بدفع الجزية له، فما كان منه إلا أن كتب لهم عقد الصلح وعاد إلى المدينة.
اترك تعليقاً