أسباب تعرض الأطفال للعنف
On 8:16 م by يوسف السعيدالعنف
يُعرّف العنف على أنه مجموعة من السلوكيات والأفعال ذات الطابع العدواني والقاسي، والتي يمارسها فرد تجاه كائن آخر سواء كان إنسانًا أو حيوانًا أو عنصرًا آخر. إن العنف الذي يُمارسه الإنسان ضد أقرانه له تأثيرات سلبية متعددة الجوانب نفسياً وجسدياً، وقد يُهدد أحيانًا حياة الأفراد. تختلف أشكال العنف، حيث يشمل ذلك العنف ضد النساء، والعنف في المدارس بين التلاميذ، وقد يتطور في بعض الحالات ليؤدي إلى جرائم نتيجة لاستخدام القوة والاستهتار. وتعريف العنف وفقًا لمنظمة الصحة العالمية هو “(الاستعمال المقصود للقوة الجسدية أو القدرة، سواء بالتهديد أو الفعل، من قبل شخص تجاه نفسه أو شخص آخر أو مجموعة، بحيث يؤدي أي منهما إلى حدوث إصابات أو احتمالية وفاة أو أذى نفسي أو تمزق في النمو أو الحرمان).
العنف ضد الأطفال
يُعتبر العنف ضد الأطفال (بالإنجليزية: Child Abuse) ظاهرة تشمل أشكالًا تتراوح بين العنف الجسدي والنفسي والجنسي واللفظي، والتي تُمارَس ضد الأطفال وتؤدي إلى آثار سلبية وخيمة من الناحيتين النفسية والجسدية. فهذه الآثار قد تكون عميقة وتمتد لمدى الحياة، مما يُسبب تشوهات بدنية ونفسية، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى الوفاة. تُعد هذه الظاهرة شائعة في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يتعرض لها الأطفال في المنازل أو المدارس بواسطة أفراد من أسرهم أو غرباء. وفي هذا السياق، يُعَرَّف الطفل بأنه أي شخص دون سن الثامنة عشرة وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الطفل الصادر عن الأمم المتحدة.
أسباب العنف ضد الأطفال
يثير العنف ضد الأطفال العديد من الأسباب والدوافع، وأهمها:
- أسباب أسرية: تُعتبر الدوافع الأسرية أبرز العوامل المساهمة في حدوث العنف ضد الأطفال، وتشمل:
- العزلة الاجتماعية للأسرة.
- ضعف الروابط الأسرية بين الأفراد.
- انعدام التنظيم وهيمنة الفوضى على الحياة اليومية.
- توقع نتائج غير واقعية من الطفل.
- عدم حصول العائلات الصغيرة على الدعم من العائلات الممتدة.
- طبيعة العلاقة بين الوالدين والتي تشمل اعتداءات متبادلة.
- انتشار العنف بين الأفراد في الأسرة.
- فرض مشاعر وأفكار عنف من قبل الأبوين تجاه الأطفال.
- قلة معرفة الأبوين بأساليب تربية الأطفال وتعاملهم معهم بشكل صحيح.
- عدم ادراك الأبوين لاحتياجات الطفل.
- تدهور العلاقة بين الطفل وأفراد أسرته.
- أسباب نفسية: تؤدي المشاكل والضغوط النفسية التي يعاني منها أحد أفراد الأسرة إلى ممارسة العنف على الطفل، مثل:
- معاناة أحد الوالدين أو أفراد الأسرة من الاكتئاب أو أمراض عقلية أو جسدية مزمنة.
- ضعف الثقة بالنفس لدى الآباء.
- تأثير ضغوط العمل على أحد الوالدين.
- تعاطي المخدرات أو الإفراط في شرب الكحول من قبل أحد أفراد الأسرة.
- أسباب اجتماعية: تشمل الأسباب الاجتماعية ما يلي:
- انتشار العنف في المجتمع بشكل عام.
- قبول المجتمع لممارسات العنف كوسيلة مقبولة.
- تقبل العقوبات الجسدية كنوع من العقاب.
- انتشار الاعتقاد بأن الوالدين يمتلكون سلطة مطلقة على أبنائهم.
- يدل انخفاض مستوى التعليم على جهل المجتمع بحقوق الطفل.
- انتشار المفاهيم العنصرية.
- توازن غير متساو في العلاقات بين الجنسين.
- أسباب اقتصادية: من العوامل الاقتصادية التي تسهم في حدوث العنف ضد الأطفال:
- معدلات الفقر العالية.
- تدهور الوضع الاقتصادي للأسرة.
- ارتفاع نسب البطالة.
- العيش في ظروف سكنية سيئة.
أنواع العنف ضد الأطفال
لا يقتصر العنف ضد الأطفال على شكل محدد، بل يتخذ عدة أشكال، من بينها:
- العنف الجسدي: يشمل الأفعال المتعمدة مثل الضرب والخنق والإيذاء الجسدي مثله كدمات وجروح وكسور، وقد يؤدي أحيانًا إلى الوفاة.
- العنف الجنسي: يتضمن التحرش الجنسي بالطفل، أو إكراهه على المشاركة في أنشطة جنسية، أو سوء الاستخدام عن طريق المحتوى الجنسي الرقمي.
- العنف النفسي أو العاطفي: يشمل إلحاق الأذى المعنوي بالطفل، مثل الإهمال أو الترهيب أو العزلة، مما يؤثر سلبًا على تطوره النفسي.
- العنف المنزلي: يتضمن العنف الجسدي والنفسي والعاطفي الذي يتعرض له الطفل من قِبل أفراد أسرته.
- العنف عبر الإنترنت: يتضمن التنمر أو التعرض للمحتوى الضار عبر وسائل التواصل أو الألعاب، مما يؤثر سلبًا على الأطفال.
- الإهمال: يعد من أكثر الأنواع انتشارًا، ويعني عدم تلبية احتياجات الطفل الأساسية مثل الرعاية الصحية والتغذية.
- التنمر: يتضمن الإساءة اللفظية أو الجسدية للطفل، سواء في المنزل أو المدرسة أو عبر الإنترنت.
علامات العنف ضد الأطفال
هناك عدة علامات تشير إلى تعرض الطفل للعنف، من بينها:
- وجود جروح وكدمات على جسم الطفل.
- الخوف والهلع عند سماع صراخ أو صوت مرتفع.
- العزلة والابتعاد عن الآخرين.
- تأخر في نمو الطفل واكتساب المهارات.
- فقدان للمكتسبات السابقة من المهارات.
- صعوبة في النمو البدني.
- تغيرات في سلوك الطفل، مع الخوف من تفاعل مع الأبوين.
- مشاكل نفسية مثل القلق والتوتر.
- تراجع الأداء الدراسي.
- تصرفات غير طبيعية مثل الارتباك والخوف المستمر.
إحصاءات حول العنف ضد الأطفال
تُعتبر ظاهرة العنف ضد الأطفال مسألة عالمية لا تقف عند حدود معينة، وفيما يلي بعض الإحصاءات المهمة من أبحاث ودراسات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها:
- في عام 2015، تم الإبلاغ عن 683,000 حالة لعنف الأطفال وإهمالهم لمركز خدمات حماية الطفل.
- تعرض 24% من الأطفال للعنف والإيذاء خلال السنة الأولى من حياتهم.
- تظهر الدراسات أن طفلًا واحدًا من بين كل أربعة أطفال يتعرض للعنف أو الإهمال خلال حياته.
- وخلال عام 2015، فقد 1,670 طفلاً حياتهم بسبب العنف أو الإهمال.
- تُقدّر التكلفة السنوية للعنف والإهمال بنحو 124 مليار دولار.
اترك تعليقاً