أسباب نزول سورة الحجرات وأهميتها في الإسلام
On 12:12 م by يوسف السعيدأسباب نزول سورة الحجرات
سورة الحجرات هي سورة مدنية تحتوي على ثماني عشرة آية، وتأتي بعد سورة الفتح في ترتيب المصحف. تتميز هذه السورة بتوجيهها للمسلمين نحو تعزيز القيم الأخلاقية والأدب في التعامل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ومع الآخرين. وعلى الرغم من عدم ذكر سبب نزول عام للسورة، إلا أن هناك أسباب نزول متعلقة بآيات معينة، وسنستعرض في السطور التالية بعض هذه الآيات وأسباب نزولها.
سبب نزول مطلع سورة الحجرات
تتناول الآيات الثلاث الأولى من سورة الحجرات أسبابًا للنزول، ومنها:
- نزلت الآيات فيما يتعلق بأبي بكر وعمر عند حدوث خلاف بينهما.
كان السبب في ذلك عندما جاء ركب من بني تميم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال أبو بكر: “أمر القعقاع بن عبد”، بينما قال عمر: “بل أمر الأقرع بن حابس”. فرد أبو بكر: “ما أردت إلا خلافي”، فرد عمر: “ما أردت خلافك”. واستمر الأمر حتى ارتفعت الأصوات بينهما.
ويشير قوله -تعالى-: (لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) إلى أنه لا ينبغي اتخاذ القرار دون استشارة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي ذلك إشارة لمنع السلوك الذي قام به أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-.
- نزلت الآيات في ثابت بن قيس.
وكان ثابت بن قيس يعاني من ضعف السمع، وكان صوته مرتفعاً. عندما يتحدث مع النبي -صلى الله عليه وسلم- كان النبي يتأذى بصوته. وانزل الله -تعالى- قوله: (لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ). وقد أقر ثابت بارتفاع صوته، ولكن النبي أخبره بأنه من أهل الجنة.
سبب نزول (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
نزلت هذه الآية في الأعراب الذين حضروا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما كان في بيته وحجرات نسائه، فلم يتحلوا بالصبر حتى يخرج إليهم، ونادوه بعبارة “يا محمد أخرج.” هنا ذمهم الله لعدم عقلهم، حيث لم يعوا مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم- وخصوصيته.
سبب نزول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا…)
تشير الروايات إلى أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة عندما أُرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بني المصطلق. وقد كانت بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، وعاد إلى النبي ليخبره بأنهم ارتدوا عن الإسلام. فقام النبي بإرسال خالد بن الوليد -رضي الله عنه- للتأكد من صحة الخبر، فوجد أنهم قد بقوا متمسكين بدين الله. لذا نزلت الآية الكريمة في هذا السياق.
سبب نزول (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا…)
تعددت الآراء حول سبب نزول هذه الآية، ومن أبرزها:
- أنها نزلت في رجلين من الأنصار كان بينهما خصومة.
- أنها نزلت في قبيلتي الأوس والخزرج.
- أنها نزلت في نزاع حصل بين مجموعة من الأنصار وجماعة تابعة لعبد الله بن أبيّ.
سبب نزول (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ..)
تعددت الأقوال حول سبب نزول هذه الآية، ومنها:
- أنها نزلت بحق أبي هند عندما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بني بياضة بزواج أبي هند من امرأة منهم، وقد استنكروا ذلك لأنه كان من مواليهم.
- أنها نزلت في بلال بن رباح أثناء أذانه، حيث كان أشراف مكة يسخرون منه.
- أنها نزلت بسبب الرجل الذي لم يُفسح له في المجلس، وهو ثابت بن قيس بن شماس.
سبب نزول (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا …)
ظهرت أقوال متعددة حول سبب نزول هذه الآية، ومنها:
- قيل إنها نزلت في الأعراب الذين تخلفوا عن الخروج يوم الحديبية، وهم أعراب مزينة، وجهينة، وأسلم، وأشجع، وغفار، وأيضًا أعراب بني أسد بن خزيمة.
- وقيل إنها نزلت في الأعراب الذين طلبوا أن يتسموا باسم الهجرة.
اترك تعليقاً