أسماء المعارك التي خاضها المسلمون ضد الروم
On 2:46 ص by ياسمين العبداللهغزوة مؤتة
تُعتبر غزوة مؤتة أولى الغزوات التي خاضها المسلمون ضد الروم، وقد وقعت في السنة الثامنة للهجرة في منطقة الكرك بالأردن. حققت هذه الغزوة انتصارًا كبيرًا للمسلمين، ورفعت من مكانتهم، مما أثار الخوف والاضطراب في نفوس الكافرين.
أرسل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن عمير الأزدي كرسول إلى عظيم بصرى، ولكن تم قتله. وعندما بلغه الخبر، أصاب النبي حزن شديد، حيث يُعتبر قتل الرسل أمرًا مرفوضًا. فقرر تجهيز جيش مكون من ثلاثة آلاف مقاتل لمواجهة الروم.
كان من بين القادة زيد بن حارثة، جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، والذين استشهدوا جميعًا خلال المعركة. بعد استشهاد القادة، اتفق المسلمون على اختيار خالد بن الوليد قائدًا لهم في مواجهة جيش يقدر عدده بمئتي ألف مقاتل، موزعين بين الروم ونصارى العرب.
عند مواجهتهم لعدد جيش الروم، شعر المسلمون بالصدمة، ولكن عبد الله بن رواحة ذكرهم بدوافع خروجهم ورغبتهم في نيل الشهادة في سبيل الله. ومع وفاة القادة الثلاثة، أصاب الجيش الفوضى، لكنهم اتفقوا على قيادة خالد بن الوليد، الذي أظهر مهارة فائقة في فنون القيادة والمعارك.
معركة تبوك
حدثت معركة تبوك في رجب من السنة التاسعة للهجرة، عندما قرر ملك الروم هرقل والنصارى من العرب غزو المدينة. عندما علم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بذلك، جهز نفسه والجيش المسلم، فتوجه عدد كبير من المسلمين للمشاركة في المعركة برغم حرارة الطقس الشديدة.
تُعرف هذه المعركة أيضًا باسم غزوة العسرة، بسبب المعاناة التي واجهها المسلمون من قلة الماء والمؤونة. تبرع الصحابة مثل أبو بكر وعمر بجهود استثنائية لتجهيز الجيش، كما ساهمت النساء بتبرعات من حليهن. بلغ عدد المسلمين ثلاثين ألف مقاتل، بينما قُدّر عدد جيش الروم بأربعين ألف مقاتل.
تولى النبي -صلى الله عليه وسلم- قيادة هذه المعركة. لم تشتعل المعركة إلا في بعض النقاط نظرًا لتفكك جيش الروم وخوفهم من المواجهة. كما انضم نصارى العرب إلى النبي، في حين تركزت الأنظار على قصة الثلاثة الذين تأخروا عن المشاركة في المعركة دون عذر.
معركة اليرموك
جرت معركة اليرموك في السنة الثالثة عشرة للهجرة، سُميت نسبة للوادي الذي دارت فيه المعركة. اختار الروم هذا الموقع ليتسع لجيشهم الضخم، بينما تولى خالد بن الوليد قيادة جيش المسلمين، الذي تخلى له أبو عبيدة بن الجراح، وبلغ عدده 36 ألف مقاتل.
في مقابلهم، قاد جيش الروم (البيزنطية) باهان، أحد أبناء الفرس، وبلغ عددهم 240 ألف مقاتل. أسفرت المعركة عن انتصار المسلمين على أقوى جيش في العالم في ذلك الوقت، مما دفع هرقل للفرار إلى القسطنطينية بعد أن تجرع هزيمة صعبة قتل خلالها عشرات الآلاف من الروم وأسر الآلاف أيضاً.
معركة أجنادين
وقعت معركة أجنادين يوم السبت السابع والعشرين من جمادى الأولى في السنة 13 هجري، بالقرب من الرملة بفلسطين، حيث قاد الجيش المسلم خالد بن الوليد مع 33 ألف مقاتل. في المقابل، كان قائد جيش الروم وردان ويقارب عددهم مئة ألف مقاتل.
نظمت صفوف جيش المسلمين بشكل احترافي؛ حيث كان معاذ بن جبل على الميمنة وسعيد بن عامر على الميسرة. قسمت القوات إلى قسمين؛ قسم مشاة بقيادة أبي عبيدة بن الجراح وآخر من الفرسان بقيادة سعيد بن زيد. قاد خالد بن الوليد الجيش من المقدمة، حيث كانت المهمة أن يقتل كل مقاتل ثلاثة من الروم.
عندما تقدمت قوات جيش الروم، قام المسلمون بشن هجوم مباشر وشديد على خط الدفاع الروماني، وقد استمر القتال لفترة قصيرة. قُتل قائد الروم على يد المسلمين بعد أن اقتربوا من خيمته.
بلغ عدد قتلى الروم ثلاثة آلاف من أصل مئة ألف، مما أحدث فوضى وذعر في صفوفهم، فتراجعوا وتشتتوا، لكن الجيش الإسلامي تابعهم واستطاع قتل وأسر عدد كبير منهم، مع تسجيل عدد من الشهداء يتفاوت بين 14 و24 حسب الروايات.
معركة سبيطلة
وقعت معركة سبيطلة في السنة 27 هجري، بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي السرح الذي قاد جيشًا مكونًا من 20 ألف مقاتل، مقابل قائد الروم جرجير الذي يقود جيشًا قد يصل عدده إلى 120 ألف أو حتى 200 ألف مقاتل.
دعا عبد الله بن سعد قائد الروم إلى الإسلام أو دفع الجزية، ولكنه رفض، مما أدى إلى نشوب المعركة. وعندما انقطعت أخبار عبد الله بن سعد إلى عثمان بن عفان، أرسل له تعزيزات برئاسة الزبير بن عوام. اشتد القتال بين الجيشين من الصباح حتى الظهر، ليأخذوا بعد ذلك استراحة.
اعتمد عبد الله بن سعد خطة ذكية، حيث قرر القتال بنصف الجيش حتى الزوال، وعندما انسحب الروم إلى خيامهم للاستراحة، هجم عليهم بالمجموعة الثانية من الجيش، مما أسفر عن هزيمتهم وقتل قائدهم وفتح مدينة سبيطلة مع غنائم مالية كبيرة.
كما شهد التاريخ العديد من المعارك، منها:
- معركة ذات الصواري عام 35 هجري.
- معركة حطين عام 583 هجري.
- معركة ملاذ كرد عام 463 هجري.
- معركة فتح القسطنطينية عام 857 هجري.
اترك تعليقاً