أشعار العيد تحمل طابعًا حزينًا
On 5:17 م by نور الفارسقصيدة عيد بأَيَّة حال عُدت يا عيد
يقول المتنبي:
عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ
بِما مضى أم بأمرٍ فيكَ تجديدُ
أما الأحِبَّةُ فالبيداءُ دونَهُمُ
فلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
لولا العُلى لم تَجب بي ما أَجوبُ بِها
وَجناءُ حَرفٌ ولا جَرداءُ قَيدودُ
وكانَ أطيبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً
أشباهُ رونقِهِ الغيدُ الأَماليدُ
لم يترُكِ الدهرُ مِن قلبي ولا كبدي
شيءً تُتيمُهُ عَينٌ ولا جيدُ
يا ساقَيَّ أَخمرٌ في كُؤوسكُما
أم في كؤوسكُما همٌّ وتسهيدُ
أصخرَةٌ أنا مالي لا تُحرِّكُني
هَذي المُدامُ ولا هَذي الأَغاريدُ
إذا أردتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً
وَجدتُها وحبيبُ النَفسِ مَفقودُ
ماذا لَقِيتُ مِنَ الدنيا وأعجَبُهُ
أني بما أنا باكٍ مِنهُ محسودُ
أمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِناً ويَدًا
أنا الغنيُّ وأموالي المَواعيدُ
إني نزلتُ بكذّابينَ ضيفُهُمُ
عن القرى وعن الترحالِ مَحدودُ
جودُ الرجالِ مِنَ الأيدِي وجودُهُمُ
مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا ولا الجودُ
ما يقبضُ الموتُ نفسًا مِن نُفوسِهمُ
إلا وفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ
مِن كُلِّ رخاوِ وِكَاءِ البطنِ مُنفَتِقٍ
لا في الرحالِ ولا النسوانِ مَعدودُ
أكلَّما اغتالَ عبدُ السوءِ سَيِّدَهُ
أو خانَهُ فلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ
صارَ الخصيُّ إمامَ الآبِقينَ بِها
فالحُرُّ مُستعبَدٌ والعَبدُ مَعبودُ
نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها
فقد بشِمنَ وما تفنى العناقيدُ
العَبدُ ليسَ لحُرٍّ صالحٍ بأخٍ
لو أنهُ في ثيابِ الحُرِّ مَولودُ
لا تشتَرِ العبدَ إلا والعصا مَعَهُ
إنَّ العبيدَ لأَنجاسٌ مَناكيدُ
ما كنتُ أحسَبُني أَحيا إلى زمنٍ
يسيءُ بي فيهِ كلبٌ وهوَ مَحمودُ
ولا توهَّمتُ أنَّ الناسَ قد فقدوا
وأنَّ مثلَ أبي البَيضاءِ مَوجودُ
وأنَّ ذا الأسودَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ
تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ
جوعانُ يأكلُ مِن زادي ويُمسِكُني
لكي يُقالَ عظيمُ القَدرِ مَقصودُ
إنَّ امرَأً أَمَةٌ حُبلى تُدَبِّرُهُ
لمُستَضامٌ ساخِنُ العينِ مَفؤودُ
ويلُمِّها خُطةً ويلُمِّ قابِلِها
لمثلِها خُلِقَ المهريَّةُ القودُ
وعِندَها لذَّ طَعمَ المَوتِ شاربُهُ
إنَّ المَنِيَّةَ عندَ الذلِّ قنديدُ
من عَلَّمَ الأسودَ المخصِيَّ مَكرُمَةً
أقَومُهُ البيضُ أم آبائُهُ الصيدُ
أم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً
أم قدرُهُ وهوَ بالفَلسَينِ مَردودُ
أولى اللئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ
في كُلِّ لُؤمٍ وبعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وذاكَ أنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ
عنِ الجَميلِ فكيفَ الخِصيَّةُ السودُ
قصيدة غب يا هلال
يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي:
غِبْ يا هلالْ إنِّي أخاف عليك من قهر الرجالْ قِفْ من وراء الغيمِ لا تنشر ضياءَك فوق أعناق التِّلالْ غِبْ يا هلالْ إني لأخشى أن يُصيبَكَ- حين تلمحنا – الخَبَالْ أنا – يا هلالْ أنا طفلةٌ عربيةٌ فارقتُ أسرتنا الكريمَةْ لي قصةٌ دمويَّةُ الأحداثِ باكيةٌ أليمة أنا – يا هلالْ أنا مِن ضَحايا الاحتلالْ أنا مَنْ وُلِدْتُ في فمِي ثَدْيُ الهزيمَهْ شاهدتُ يوماً عندَ منزِلِنا كتيبَهْ في يومِها كانَ الظلامُ مكدَّساً مِن حول قريتنا الحبيبةْ في يومِها ساقَ الجنودُ أبي وفي عيْنيه أنهارٌ حبيسَهْ وتجمَّعَتْ تِلْكَ الذئابُ الغُبرُ في طلبِ الفريسهْ ورأيتُ جندياً يحاصر جسم والدتي بنظرة المُريبَهْ مازلتُ أسمع – يا هلال – مازلتُ أسمعْ صوتَ أمِّي وهي تستجدي العروبَهْ مازلتُ أبصر نصل خنجرها الكريمْ صانتْ به الشرفَ العظيمْ مسكينةٌ أمّي فقد ماتتْ وما عَلِمتْ بموْتتها العروبَهْ إنِّي لأعجب يا هلالْ يُترنَّح المذياعُ من طربٍ وينتعِشُ القدحْ وتهيج موسيقى المَرحْ والمطربون يردِّدون على مسامعنَا تِرانيم الذكرى و برامج التلفاز تعرضُ لوحةً للتهنئَهْ (عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ) والطفلُ في لبنانَ يجهل مـنْشَأهْ وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ واللاجئون يُصارعوْن الأوبئَهْ غِبْ يا هلالْ قالوا: ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ عيدٌ سعيدٌ ؟؟! والأرضُ ما زالتْ مبلَّلَةً الثَرى بدمِ الشَّهيدْ عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ هرمتْ خُطانا يا هلالْ ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّا بعيدْ غِبْ يا هلالْ لا تأتِ بالعيد السعيدِ مع الأَنينْ أنا لا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى وأثوابٍ جديدَهْ؟ أتظنُ أنّ العيد تَهنئةٌ تُسطَّر في جريدهْ غِبْ يا هلالْ واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ و تموتُ نيرانُ الفِتَنْ اطلعْ عليناحين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ اطلع علينا بالشذى بالعز بالنصر المبينْ اطلع علينا بالتئام الشَّملِ بين المسلمينْ هذا هو العيد السعيدْ وسواهُ ليس لنا بِعيدْ غِبْ يا هلالْ حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ فهناكَ عيدٌ أيُّ عيدْ وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ
قصيدة عندما يحزن العيد
يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي:
أقبلت يا عيد، والأحزان أحزان
وفي ضمير القوافي ثار بركان
أقبلت يا عيد، والرمضاء تلفحني
وقد شكت من غبار الدرب أجفان
أرض حسرتنا أقبلت يا عيد، هذي
تموج موجا وأرض الأنس قيعان
أقبلت يا عيد، والظلماء كاشفة
عن رأسها، وفؤاد البدر حيران
أقبلت يا عيد، أجري اللحن في شفتي
رطباً، فيغبطني أهل وإخوان
أزف تهنئتي للناس أشعرهم
أني سعيد وأن القلب جذلان
وأرسل البسمة الخضراء تذكرة
على نفوسهم وتزهو وتزدان
قالوا وقد وجهوا نحوي حديثهم
هذا الذي وجه للبشر عنوان
هذا الذي تصدر الآهات عن دمه
شعراً رضيناً له وزن وألحان
لا لن أعاتبهم هم ينظرون إلى
وجهي، وفي خاطري للحزن كتمان
أقبلت يا عيد، والأحزان نائمة
على فراشي وطرف الشوق سهران
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي
قلوبنا من صنوف الهم ألوان؟
من أين نفرح والأحداث عاصفة
وللدمى مقَل ترنو وآذانُ؟
من أين .. والمسجد الأقصى محطمة
أماله، وفؤاد القدس ولهانُ؟
من أين .. نفرح يا عيد الجراح وفي
دروبنا جدر قامت وكثبان؟
من أين .. والأمة الغراء نائمة
على سرير الهوى، والليل نشوان؟
من أين .. والذل يبني ألف منتجع
في أرض عزتنا والريح خسران؟
أين الأحبة .. لا غيم ولا مطر
ولا رياض ولا ظل وأغصان؟
أين الأحبة .. لا نجوى معطرة
بالذكريات ولا شيح ولا ريحان
أين الأحبة .. لا بدر يلوح لنا
ولا نجوم بها الظلماء تزدان؟
أين الأحبة .. لا بدر يلوح لنا
ولا نجوم بها الظلماء تزدان؟
أين الأحبة لا بحر ولا جزر
تبدو، ولا سفن تجري وشطان؟
أين الأحبة لا بحر ولا جزر
تبدو، ولا سفن تجري وشطان؟
أين الأحبة .. وارتد السؤال إلى
صدري سهاماً لها في الطعن إمعان
أين الأحبة .. وارتد السؤال إلى
صدري سهاماً لها في الطعن إمعان
أين الأحبة .. وارتد السؤال إلى
صدري سهاماً لها في الطعن إمعان
مقتطفات شعرية حزينة عن العيد
- يقول أبو فراس الحمداني:
يا عيدُ ما عُدتَ بِمَحبوبٍ
على مُعَنّى القَلبِ مَكروبِ
ياعيدُ قَد عُدتَ عَلى ناظِرٍ
عَن كُلِّ حُسنٍ فيكَ مَحجوبِ
يا وحنَةَ الدارِ الَّتي رَبُّها
أَصبَحَ في أَثوابِ مُربوبِ
قَد طَلَعَ العيدُ عَلى أَهلِهِ
بِوَجهٍ لاحُسنٍ وَلا طيبِ
مالي وَلِلدَهرِ وَأَحداثِهِ
لَقَد رَماني بِالأَعاجيبِ
- يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
عيدٌ هُنا وَهُناكَ قامَ المَأتَمُ
مَلِكٌ يَنوحُ وَتابِعٌ يَتَرَنَّمُ
عَجَباً أَرى تِلكَ الدماءَ فَهاهُنا
دَمُ فَرحَةٍ وَهُناكَ لِلقَتلى دَمُ
اترك تعليقاً