أشعار تعبر عن الشوق والحنين
On 5:02 ص by مدير الموقعالشوق يتغلب، والشوق هو الغالب
يقول الشاعر المتنبي:
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
وأعجب من هذا الفراق، والوصل أكثر إعجابًا.
ألا تخطئ أيامي في أن أرى
فتاة تنأى، أو حبيبًا يقرب.
فلله سيري، ما أقل تئيتي
عشيّة شرقي الحَدالَي وغربُ.
عشيّة أخلَى الناس منّي مَن جفوتُهُ
وهدى الطريقين اللتين أَتَجَنَّبُ.
وكم لظلام الليل عندكَ من يد
تخبر بأن المانوية تكذب.
وقاكَ ردَى الأعداء، تسري إليهم
وزارك فيه ذو الدلال المُحجَبُ.
ويوم كليل العاشقين كمنته
أُراقب فيه الشمس أيّان تَغربُ.
وعيني إلى أذنَي أَغرَّ كأنّه
من الليل باقٍ بين عينيه كوكبُ.
له فضلة عن جسمه في إهابِهِ
تجيء على صدر رحيب وتذهبُ.
شقّقت به الظلماء، أدني عِنانَهُ
فيَطغى وأُرخيهِ مرارًا فيلعبُ.
وأصرع أيّ الوحش قفيته به
وأنزل عنه مثله حين أركبُ.
وما الخيل إلا كالصديق قليلةٌ
وإن كَثُرَت في عين من لا يجرّبُ.
إذا لم تُشاهد غيرَ حسن شياتها
وأعضائها فالحُسنُ عنكَ مغيّبُ.
لحا الله هذه الدنيا مناخًا لراكبٍ
فكل بعيد الهم فيها مُعذّبُ.
ألا لَيتَ شِعري هل أقول قصيدةً
فلا أشتكي فيها ولا أعتبُ.
وبي ما يذود الشعر عنّي أقولُهُ
ولكن قلبي يا ابنةَ القوم قلّبُ.
وأخلاق كافور إذا شئت مَدَحهُ
وإن لم أَشأ تُملّي عليّ وأكتبُ.
إذا ترك الإنسان أهلاً ورائهُ
ويمّم كافورًا فما يتغربُ.
فتى يملأ الأفعال رأيًا وحكمةً
ونادرةً أحيانًا يرضى ويغضبُ.
إذا ضربت في الحرب بالسيف كفّهُ
تبيّنت أن السيف بالكف يضرِبُ.
تزيد عطاءاته على اللبث كثرةً
وتلبث أمواه السحاب فتندبُ.
أبا المسك هل في الكأس فضل أنالهُ
فإني أغني منذ حين وتشربُ.
وهبت على مقدار كفّي زمانَنا
ونفسي على مقدار كفَّيك تطلبُ.
إذا لم تنط بي ضيعةً أو ولايةً
فجودك يكسوني وشغلك يسلبُ.
يُضاحك في هذا العيد كلٌ حبيبهُ
حذائي وأبكي من أحب وأندبُ.
أحنّ إلى أهلي وأهوى لقائهم
وأينَ من المشتاق عنقاء مغربُ.
فإن لم يكن إلا أبو المسك أو همُ
فإنك أحلى في فؤادي وأعذبُ.
وكل امرئ يولي الجميل محببٌ
وكل مكان ينبت العز طيّبُ.
يريد بك الحسّاد ما الله دافعٌ
وسمر العوالي والحديد المذربُ.
ودون الذي يبغون ما لو تخلّصوا
إلى الموت منه عشت والطّفل أشيبُ.
إذا طلبوا جدواك أعطوا وحكموا
وإن طلبوا الفضل الذي فيك خُيِّبوا.
ولو جاز أن يحووا عُلَاك وهبتها
ولكن من الأشياء ما ليس يوهبُ.
الشوق يرفض إلا أن يشتاق الضمير
أبى الشوق إلا أن يحن ضميرُ
وكل مشوق بالحنين جديرُ.
وهل يستطيع المرء كتمان لوعةٍ
ينمّ عليها مدمع وزفيرُ.
خضعّت لأحكام الهوى ولطالما
أبيتُ فلم يحكم عليّ أميرُ.
أفُل شباة اللّيث وهو مناجزٌ
وأرهَب لحظ الرّئيم وهو غريرُ.
ويجزع قلبي للصّدود وإنّني
لدى البأس إن طاش الكُمُّ صبورُ.
وما كل من خاف العيون يرعى
ولا كل من خاض الحتوف جسورُ.
ولكن لأحكام الهوى جبريّةٌ
تبُخُ لها الأنفاس وهي تفورُ.
وإنّي على ما كان من سرف الهوى
لذو تُدْرَأ في النائبات مُغِيرُ.
يرافقني عند الخطوب إذا عَرَتْ
جوادٌ وسيفٌ صارمٌ وجفيرُ.
ويصحبني يوم الخلاعة والصبَى
نديمٌ وكأسٌ رَيَّةٌ ومديرُ.
فطورًا لفُرسان الصباح مطاردٌ
وطورًا لإخوان الصفاءِ سميرُ.
ويا ربّ حيّ قد صبحْت بحقّةٍ
تَكَادُ لها شُمُّ الجِبال تَمُورُ.
وليلٍ جمعت اللهو فيه بغادةٍ
لها نظرة تُسدي الهوى وتُنورُ.
عقلنا به ما نَدَّ من كل صبوةٍ
وطِرنا مع اللذّات حيث تطيرُ.
وقلنا لساقينا أدرها فإنما
بقاء الفتى بعد الشباب يسيرُ.
فطاف بها شمسيّةً ذهبيّةً
لها عند أبواب الرجال ثُؤُورُ.
إذا ما شربناها أقمنا مكاننا
وظلّت بنا الأرض الفضاء تدورُ.
إلى أن أَمَاطَ اللّيل ثِنَى لثامه
وكادَتْ أسارير الصباح تُنيرُ.
ونبّهنا وقع الندى في خميلةٍ
لها من نجوم الأُقحوان ثُغورُ.
تنانغت بها الطيور حين بدا لها
من الفجر خيطٌ كالحُسام طَرِيرُ.
فهُنَّ إلى ضوء الصباح نَوَاظِرٌ
وعن سُدْفة الليل المجنّح زورُ.
خوارجُ من أيكٍ داخِل غيره
زهاهنّ ظلٌ سابغٌ وغديرُ.
توسدُ هامَاتٌ لهن وسائداً
من الريش فيه طائلٌ وشكيرُ.
كأن على أعطافها من حبيكِها
تمائم لم تُعقد لهن سُيوُرُ.
إذا ضاحكتها الشمس رفّت كأنما
على صفحتَيْها سندسٌ وحريرُ.
فلما رأيتُ الليل ولّى وأقبلتْ
طلائعُ من خيل الصباح تُغِيرُ.
ذهبتُ أجرّ الذيل تيهًا وإنّما
يَتيه الفتى إن عفّ وهو قديرُ.
ولي شميمة تأبى الدنايا وعزيمةٌ
تفُلّ شباة الخطب وهو عسيرُ.
معوّدةٌ ألا تكفَّ عنانها
عن الجد إلا أن تتمّ أمورُ.
يا جامع الشمل بعد أن افترقا
يا جامع الشمل بعدما افترقا
قدّر لعيني بمَنْ أحبّ لقاء.
ويا مجير المحبّ من فراقِ الـ
فراقٍ عجلْ وأذهب الفرقا.
عافِ من السقم مبتلى بهوى
ما نفعت فيه عُوذَة ورُقى.
أجرْ بوصل الحبيب قلبي منْ
طوارق الهجر وافتح الطرقا.
ولا تسلط أذى الفراق على
ضعي فما لي على الفراق بقا.
ولا تؤاخذ فلست أول من
بخيس عهد الحسان قد وثقا.
أنا الذي رَامَ مِن أحبَتِهِ
حظًا بلقياهم فما رزقا.
وهل مطيقٌ على النوى جلداً
صبٌّ لغير الغرام ما خلقا.
أحبّتي ما الذي أضرّ بكم
قُربي بعد النوى لو اتفقا.
جودوا وعودوا فديتكم دنفًا
نضوَ سقامٍ على الفراش لقى.
حسبت يوم الوداع أنَّ مَعي
قلبي ولم أدرِ أنه سُرِقا.
إنَّ فؤادي فراش شوقكمُ
صادف نار الغرام فاحترقا.
وإن وجدي الذي أراق دم الـ
عين لدمعٌ أهدى لها الأرقا.
واعجبا لا يزال ذا ظماءٍ
إنسانُ عينٍ بدمعها غَرِقا.
روحي للقائك يا مناها اشتاقت
روحي للقاك يا مُناها اشْتَاقَتْ
والأرض عليّ كاختيالي ضَاقَتْ.
والنفس لقد ذابت غرامًا وجوىً
في جنب رضاك في الهوى مالاقَتْ.
اترك تعليقاً