أعراض الصداع العنقودي وكيفية التعرف عليها
On 6:04 م by هالة القيسيالصداع
يُعتبر الصداع من أكثر الحالات الطبية انتشارًا، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 50% من الناس يعانون من آلام في الرأس مرة واحدة على الأقل سنويًا. تتسبب أشكال الصداع المختلفة في معاناة كبيرة للمرضى، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، مما يؤدي بدوره إلى فقدان الكثير من أيام العمل والدراسة. في الولايات المتحدة وحدها، يتسبب الصداع في فقدان ما لا يقل عن 150 مليون يوم عمل وحوالي 350 ألف يوم دراسي سنويًا.
أنواع الصداع
تتعدد أنواع الصداع، وتختلف أعراضها وأسبابها، ومن ضمنها:
- الصداع النصفي: يكون مصحوبًا بالغثيان والتقيؤ، وتزداد حدة الألم مع الحركة، والتعرض للضوء، والضوضاء.
- الصداع التوتري: يرتبط هذا النوع من الصداع بالتوتر، حيث تلعب تشنجات العضلات دورًا رئيسيًا في ظهوره.
- الصداع الناتج عن الإفراط في استخدام الأدوية: يحدث نتيجة تناول مفرط للأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية، بما في ذلك المسكنات.
- الصداع العنقودي: يُعد من أقل الأنواع شيوعًا، حيث يصيب أقل من 1% من السكان.
الصداع العنقودي
يعاني الأشخاص المصابون بالصداع العنقودي من آلام متكررة في الرأس لفترة زمنية محددة، قد تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر. خلال هذه الفترة، يتعرض المريض لنوبات آلام نهارية أو ليلية، قد تصل إلى ثلاث نوبات في اليوم. كما أن هذه النوبات قد تختفي لفترات تتراوح بين شهور إلى سنوات، ثم تعود مرة أخرى. يوجد نوعان من الصداع العنقودي، وهما:
- صداع عنقودي عرضي: حيث تحدث نوبات الصداع بشكل منتظم لفترات تتراوح بين أسبوع إلى سنة، يتبعها فترة هدوء بدون نوبات، وهذه الفترة تستمر شهرًا أو أكثر.
- صداع عنقودي مزمن: تستمر النوبات بهذا النوع بانتظام لأكثر من عام، تليها فترة خالية من النوبات تستمر أقل من شهر.
أعراض الصداع العنقودي
تشمل أعراض الصداع العنقودي ما يلي:
- ألم شديد ومستمر يبدأ غالبًا حول العينين، وقد يمتد إلى الوجه، والرقبة، والكتفين.
- احمرار العين وتورم محيط العين في جهة الألم، وسيلان الدموع.
- شحوب الوجه وتعرقه في بعض الأحيان.
- سيلان الأنف وانسداده في بعض الأحيان.
- صغر حجم بؤبؤ العين وتهدل الجفن في جهة الألم.
حالات تستدعي مراجعة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- ظهور آثار جانبية للأدوية أو فقدان فعالية الأدوية في علاج الصداع.
- حدوث حمل، أو التخطيط للحمل.
- عند زيادة حدة الأعراض عند الاستلقاء.
- إذا كان المريض مضطراً لتناول الأدوية لتخفيف الألم أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع.
- تغيير في نمط الألم الناتج عن الصداع.
- يجب طلب العناية الطبية الفورية إذا فقد المريض توازنه، أو شعر باضطراب الرؤية، أو الارتباك عند محاولة الكلام.
مضاعفات الصداع العنقودي
تشمل المضاعفات المحتملة للصداع العنقودي:
- التهابات الأوعية الدموية.
- حرارة غير معروفة المصدر.
- ازدواجية الرؤية وألم العين.
- آلام في الوجه.
أسباب الصداع العنقودي
رغم عدم تحديد سبب محدد ودقيق لهذا النوع من الصداع بشكل عام، يعتقد أن جزءًا من الدماغ ينشط بعض الأعصاب في الوجه، مما يؤدي إلى الشعور بالألم. ومن الأسباب المحتملة الأخرى للإصابة بالصداع العنقودي:
- إفراز الجسم لمادة الهيستامين أو السيروتونين بشكل مفاجئ.
- تعرض جزء من الدماغ، يُسمى تحت المهاد، للإصابة.
- العوامل الوراثية.
- وجود بعض العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة، مثل:
- التدخين وتناول الكحول.
- التعرض للرائحة القوية والأضواء الساطعة.
- التغيرات المناخية.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، مثلما يحدث أثناء الاستحمام بالماء الساخن أو ممارسة الرياضة.
- تناول النترات الموجودة في بعض أنواع الأدوية والأجبان المعتقة واللحوم المصنعة.
- الإصابة بالحساسية الموسمية.
- تعاطي الكوكايين.
عوامل الخطر
تشمل عوامل الخطر المرتبطة بالصداع العنقودي ما يلي:
- الجنس: حيث يعتبر الصداع العنقودي أكثر شيوعًا بين الرجال، ونسبة إصابة النساء إلى الرجال هي 4:1.
- العمر: تزداد احتمالية الإصابة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عامًا.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالصداع العنقودي.
- العرق: الأشخاص من أصول إفريقية أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالأشخاص من أصول أوروبية.
تشخيص الصداع العنقودي
قد يلجأ الطبيب إلى اتخاذ الخطوات التالية لتشخيص الصداع العنقودي:
- معرفة التاريخ الطبي المتعلق بالصداع لدى المريض.
- إجراء الفحص السريري.
- إجراء فحص الرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) لاستبعاد الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة.
- إجراء فحص للعيون للتأكد من عدم وجود مشاكل تسبب الأعراض.
علاج الصداع العنقودي
تتمثل خيارات علاج الصداع العنقودي في:
- تناول أدوية تمنع حدوث نوبات الصداع.
- تناول أدوية تعالج النوبات، حيث يمكن اختيار نوع أو أكثر منها حسب إرشادات الطبيب، مثل:
- التريبتانات، مثل دواء سوماتريبتان.
- الأدوية الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل بريدنيزون.
- حقن ثنائي هيدرو إرغوتامين، مع ضرورة عدم الجمع بينها وبين سوماتريبتان.
- العلاج عن طريق استنشاق الأكسجين النقي.
- قد يضطر الطبيب إلى اللجوء للجراحة للسيطرة على الصداع العنقودي، وذلك من خلال زراعة جهاز عصبي يرسل نبضات كهربائية إلى عصب محدد بالقرب من الدماغ.
التعايش مع الصداع العنقودي
يمكن للمرضى التعايش مع الصداع العنقودي باتباع النصائح التالية:
- تجنب مسببات التوتر.
- تجنب السفر بالطائرة والتنقل بين مناطق بارتفاعات مختلفة.
- الامتناع عن التدخين وشرب الكحول.
- تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ.
- محاولة تحديد مسببات نوبات الصداع السابقة وتجنبها لاحقًا.
- تجنب الأطعمة التي قد تزيد الأعراض سوءًا.
نصائح لتخفيف الصداع
إليك بعض النصائح الهامة التي قد تساعد في تخفيف الصداع:
- تناول مسكنات الألم بشكل معتدل دون إفراط، ويمكن تناول الكافيين مع المسكنات لزيادة فعاليتها، لكن يجب الحذر لأن الكافيين قد يؤثر بشكل عكسي على بعض الأشخاص ويسبب لهم الصداع.
- الاستلقاء في غرفة مظلمة وباردة مع غلق العينين لتخفيف التوتر العضلي في الرأس والعنق.
- استخدام الإبر لتحفيز نقاط معينة في الجسم لإفراز الإندروفين، المسكن الطبيعي، وذلك يجب أن يتم على يد معالج مختص.
- ممارسة تمارين التنفس العميق والتخيل في أماكن هادئة ومريحة.
- أخذ حمام دافئ أو استخدام كمادات دافئة في الأوقات الباردة، وكمادات باردة على الجبين والعنق في الأيام الحارة لتقليل الصداع وتخفيف التوتر العضلي.
- تدليك العضلات المتشنجة برفق، وتدليك قاعدة الجمجمة بحركات دائرية للمساعدة في تخفيف الصداع والاسترخاء.
اترك تعليقاً