أنواع النباتات آكلة اللحوم

النباتات المفترسة: استكشاف الأنواع والتغذية

تعد النباتات المفترسة (بالإنجليزية: Carnivorous plants) من الكائنات الحية الفريدة، حيث تُصنَّف كأحد أنواع النباتات آكلة اللحوم. تُعرف هذه النباتات أحيانًا باسم “النباتات آكلة الحشرات”، حيث تتغذى على مجموعة متنوعة من الحشرات والحيوانات الصغيرة من خلال استراتيجيات صيد معقدة.

تشير التقديرات إلى وجود حوالي 600 نوع من النباتات المفترسة في الطبيعة، وتتميز هذه الأنواع بتباين كبير في الخصائص والسلوكيات، إلا أن هنالك بعض السمات المشتركة التي تجمع بينها. سنستعرض فيما يلي أبرز هذه الأنواع.

مصيدة فينوس

يُعرف نبات مصيدة فينوس (بالإنجليزية: Venus Flytrap أو Dionaea muscipula) أيضًا باسم صائد الذباب، ويتكون من ورقتين مفصولتين في نهايتهما، تحتويان على شعيرات داخلية تعمل كأداة صيد. عند دخول الفريسة إلى الداخل، تنغلق الفصوص بسرعة حولها.

تسمى حركة الإغلاق هذه “رأب اللثة”، حيث تتشابك الشعيرات لضمان عدم هروب الفريسة. يُعتبر مصيدة فينوس من النباتات التي تظهر حركات واضحة لاصطياد الفريسة.

بالإضافة إلى الحصول على العناصر الغذائية من التربة، يحتاج هذا النبات أيضًا إلى التغذية من بعض الحشرات مثل النمل، الذباب، العناكب، الخنافس، والجنادب. تستغرق عملية الهضم من 3 إلى 5 أيام، وقد يحتاج النبات لعدة أشهر حتى يحصل على الفريسة التالية.

حامول الماء

إن نبات حامول الماء (Utricularia)، المعروف أيضًا باسم نبات المثانة، يحتوي على حوالي 220 نوعًا تُوزع في مختلف أنحاء العالم. يتميز بوجود أكياس صغيرة مجوفة لالتقاط وهضم الحشرات، مثل الديدان المائية واليرقات.

تستخدم هذه النباتات صمامًا مرنًا يمكنه الفتح والإغلاق، مما يساعد على خلق ضغط منخفض يمكّنها من الإمساك بالفريسة. تتم عملية الهضم في غضون 15 إلى 30 دقيقة، حيث يعود النبات ليضبط المصيدة من خلال دفع الماء للخارج استعدادًا لفريسة جديدة.

يعيش هذا النوع من النباتات بالقرب من الجداول المائية والبحيرات، وهو لا يمتلك جذورًا بل جذعًا أفقيًا يطفو على سطح الماء، محمولًا بأوراق بسيطة.

صائد الحشرات

يُعرف نبات صائد الحشرات (بالإنجليزية: Pinguicula vulgaris) بأنه يصل ارتفاعه إلى 15 سم، ويتمتع بأزهار أرجوانية وأوراق خضراء وصفراء على شكل نجمة. تُفرز هذه الأوراق مادة لزجة لجذب الحشرات، وعند اقتراب الفريسة، تلتف الأوراق حولها ببطء ثم تقوم بهضمها بسهولة.

يتغذى هذا النبات على مجموعة واسعة من الأغذية بما في ذلك الأعشاب الرطبة، ولكنه يعتمد أيضًا على الحصول على الحشرات والديدان لتعزيز نظامه الغذائي.

نبات الإبريق

نبات الإبريق (بالإنجليزية: Pitcher plant) يتميز بأوراقه على شكل إبريق التي تجذب الحشرات. تُعد هذه الأوراق المكان الذي يُصطاد فيه الفريسة ويتم هضمها بفضل إنزيمات تُفرز في الأسفل.

تتمكن النباتات من جذب الفريسة برحيق تُنتجه الغدد، وعند الاصطدام بالفم، تُسحب الحشرات إلى الأسفل حيث تُحرز عملية الهضم. تتميز هذه النباتات بأوراقها ذات العروق الواضحة، التي تتراوح ألوانها بين الأخضر والأحمر.

تتواجد نباتات الإبريق في بيئات متعددة مثل المستنقعات الرملية والمروج، حيث تكون التربة مشبعة بالمياه وتستفيد منها في الحصول على العناصر الغذائية مثل النيتروجين والفسفور. يُعرف نحو 10 أنواع من نبات الإبريق في شرق أمريكا الشمالية.

الدروسيرا

تعتبر نباتات الدروسيرا (بالإنجليزية: Sundews) من الأنواع التي تتغذى على الحشرات عن طريق الإمساك بها بواسطة الشعيرات اللزجة على أوراقها. تمتلك هذه الأوراق مخالب طويلة تحمل غدد لزجة تُنتج الرحيق لجذب الحشرات.

يتراوح ارتفاع هذا النبات ما بين 25 سم وأكثر، وهو يمثل واحدة من أكبر مجموعات النباتات آكلة اللحوم. تُفضل هذه النباتات العيش في بيئات المستنقعات ذات التربة الرطبة، حيث تفضل الحشرات كطعام أساسي، وتستطيع مكافحة البعوض في محيطها بفعالية.

النابنط

يُعرف النبات النابنط (بالإنجليزية: Nepenthes) بأنه يصيد الحشرات مثل الصراصير لتغذيته. يتميز بنموه الخاص الذي يشبه الأكواب أو الأباريق، ويمكنه الاصطفاف للحياة البرية المحيطة به. وقد وُجد هذا النوع في القرن التاسع عشر، ويتميز بحجمه المتنوع.

يسمى أيضاً نبات الجرة، ويفضّل تناول التربة غير المشبعة بالمياه، إذ قد يتعرض جذوره للعفن إذا كانت رطبة بشكل مفرط.

نبات الكوبرا

يُعرف نبات الكوبرا (بالإنجليزية: Darlingtonia californica) أيضاً باسم زنبق الكوبرا، حيث يمتلك أوراقًا على شكل جرة تحتوي على زوائد تشبه لسان الأفعى. يأتي هذا النبات بدون ساق، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 40-85 سم.

تجذب حشرات الطيران الحلوة إلى مقدمة الجرة بسبب الرحيق المُنتَج، مما يؤدي إلى الإمساك بالفريسة بفضل الخواص الزلقة للحواف والشعيرات الموجهة للأسفل. تُسقط الفريسة في السائل داخل الإبريق.

لا ينتج نبات الكوبرا إنزيمات هاضمة كما هو الحال في النباتات المفترسة الأخرى، ولكنه يعتمد على البكتيريا لفك حيوية الفريسة في الأباريق، والتي غالبًا ما تكون كبيرة الحجم.