أهم المفاهيم والنظريات في مجال التجارة الدولية
On 2:34 ص by مدير الموقعأهم نظريات التجارة الدولية
يمكن تصنيف النظريات التي تساهم في فهم التجارة الدولية إلى مدرستين رئيسيتين: المدرسة الكلاسيكية للتجارة الدولية والمدرسة الحديثة. كل منهما تحتوي على فرضيات ونظريات مميزة. وفيما يلي نظرة موجزة عن كلا المدرستين.
نظريات التجارة الدولية الكلاسيكية
من بين النظريات الكلاسيكية المهمة:
النظرية التجارية التقليدية
تفترض هذه النظرية أن ثروات الدول تعتمد على ما تمتلكه من معادن ثمينة مثل الذهب والفضة. لزيادة ميزان المدفوعات، يجب على الدولة تعزيز صادراتها وتقليل وارداتها عبر زيادة حيازتها من هذه المعادن. يهدف هذا إلى تحقيق فائض تجاري، حيث تكون قيمة الصادرات أعلى من قيمة الواردات، في حين أن عدم تحقيق ذلك يسبب عجزاً في الميزان، مما يؤدي إلى مشاكل اقتصادية متعددة.
نظرية الميزة المطلقة
تنص هذه النظرية على أن الدولة تتمتع بميزة مطلقة إذا كان بإمكانها إنتاج سلعة ما بشكل أكثر كفاءة أو بتكلفة أقل مقارنة بدولة أخرى. يتعين على الدولة بالتالي التركيز على إنتاج هذه السلعة، ما يساهم في رفع مستوى الكفاءة، حيث ستصبح العمالة أكثر براعة من خلال التركيز على مهمة واحدة دون تشتيت. بالتالي، ستعزز كل دولة إنتاج السلع حيث تمتلك ميزة مطلقة، مما يعود بالنفع على الدول التي تتبادل التجارة معها، ويحسن مستوى المعيشة في كلا الدولتين.
نظرية الميزة النسبية
تأتي هذه النظرية لتصحيح قصور نظرية الميزة المطلقة، حيث قد تكون لدولة معينة كفاءة في إنتاج عدة منتجات، مما يمنحها ميزة في عدة مجالات وليس في منتج واحد فقط. في المقابل، قد لا تمتلك دولة معينة أي مزايا في إنتاج أي سلعة، ومع ذلك يمكن أن تحدث التجارة بينهما، مما يتناقض مع افتراضات نظرية الميزة المطلقة.
لذلك، تركز نظرية الميزة المطلقة على القدرات المطلقة للدولة على الإنتاج، بينما تبرز نظرية الميزة النسبية الفروقات النسبية في الإنتاج.
نظرية هيكشر-أولين
تعرف أيضاً بنظرية توزيع عناصر الإنتاج، حيث تفترض أن الدولة تقوم بإنتاج وتصدير السلع التي تعتمد في تصنيعها على عناصر الإنتاج المتاحة بكثرة وبتكاليف منخفضة، بينما تستورد السلع التي تعتمد على عناصر الإنتاج النادرة وذات التكاليف العالية.
تشمل عناصر الإنتاج تلك مثل التكاليف المرتبطة بالقوى العاملة، والموقع، ورأس المال، والمعدات المستخدمة في الإنتاج.
مفارقة ليونتيف
وفقا لنظرية عناصر الإنتاج، يُفترض أن الدولة التي تملك عناصر إنتاج وفيرة يجب أن تنتج السلع التي تعتمد على تلك العناصر. لكن عندما درس الاقتصادي ليونتيف الاقتصاد الأمريكي، وجد أن الولايات المتحدة تمتلك وفرة في رأس المال، ومع ذلك تستورد المزيد من السلع المصنعة على نفس العنصر، ما يتناقض مع المبادئ الأساسية لنظرية عناصر الإنتاج، ولهذا سُمّيت “مفارقة ليونتيف”.
نظريات التجارة الدولية الحديثة
من أبرز هذه النظريات:
نظرية التشابه بين الدول
ترى هذه النظرية أن الشركات المحلية تنتج السلع للاستهلاك الداخلي أولا، وعندما تكتشف السوق العالمية التي تتشابه مع السوق المحلي، تشرع في تصدير منتجاتها. وهكذا، يحدث التبادل التجاري بين الدول ذات مستويات الدخل الفردي المتشابهة.
تعتبر هذه النظرية دقيقة عندما تصبح العلامات التجارية وكفاءة المنتجات من العوامل الرئيسية التي تؤثر في قرارات الشراء لدى المستهلكين.
نظرية دورة حياة المنتج
تفترض هذه النظرية أن إنتاج السلع يمر بثلاث مراحل، وهي:
- المرحلة الأولى: مرحلة المنتج الجديد.
تشير إلى تصنيع المنتج في المراحل الأولى من ابتكاره في الدولة التي تم تصميمه فيها لأول مرة.
- المرحلة الثانية: مرحلة تطوير المنتج.
تبدأ في هذه المرحلة إحداث تعديلات وتحديثات على المنتج ليصبح أكثر تطوراً.
- المرحلة الثالثة: مرحلة المنتج القياسي.
وتشير إلى الوقت الذي يبدأ فيه تصنيع هذا المنتج في دول معينة بتكاليف أقل.
نظرية التنافس الاستراتيجي العالمي
تركز هذه النظرية على الشركات متعددة الجنسيات التي تصنع منتجات تنافس بها الشركات العالمية الأخرى، فضلاً عن العقبات التي تواجهها عند محاولة دخول أسواق جديدة لتطوير منتجاتها والحفاظ على مستوى المنافسة.
يمكن تلخيص هذه العقبات بما يلي:
- البحث والتطوير.
- حقوق الملكية الفكرية.
- المعيار الاقتصادي.
- أساليب التجارة.
- الخبرة الصناعية.
- مدى إمكانية الحصول على المواد الخام المطلوبة للإنتاج.
نظرية الميزة التنافسية المحلية
تفترض هذه النظرية أن قدرة الدولة على المنافسة في المجال الصناعي ترجع إلى قدرة القطاع الصناعي على الابتكار وتحقيق أفكار جديدة بشكل مستمر في إنتاج المنتجات.
تحدد هذه النظرية مجموعة من العوامل الأربعة التي تؤثر على القدرة التنافسية للدولة، وهي:
- توافر المواد الخام في السوق المحلي، ومدى قدرة السوق على استخراجها واستغلالها بشكل فعال.
- مستوى الطلب على السلع في السوق المحلي.
- قطاع الموردين المحليين وقطاع الصناعات التكميلية.
- خصائص الشركة المحلية.
اترك تعليقاً