الشاعر والفارس أبو محجن الثقفي: قصة إبداعية وتاريخية
On 12:04 ص by أحمد الزهرانيأبو محجن الثقفي
هو أبو محجن بن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي، وقد اختلف البعض في اسمه حيث ذكر البعض أنه عبدالله أو عمرو أو مالك. اعتنق الإسلام بعد عام الوفود ويعتبر شاعراً مخضرماً. وُلد أبو محجن في الطائف في كنف قبيلته، ويُعرف بأنه عاش فترة من حياته في اللهو واللعب وشرب الخمر. كان والده من سادات بني ثقيف، أسلم بعد إعلان وفد من بني ثقيف إسلامهم، وأما والدته فهي كندة بنت أمية ابن عبد شمس من قريش.
قصة أبو محجن الثقفي
لقد ابتلي أبو محجن بشرب الخمر، حيث كان يُؤتى به فيُجلد وتُعاد الكرّة معه، ولكنه لم يدع ذلك يثنيه عن نصرة دينه. شارك في معركة القادسية تحت قيادة سعد بن أبي وقاص. وعندما وُجد وهو يشرب الخمر، قرر سعد حبسه. لكن فراقه عن مجريات المعركة أقلقه، حيث كان يسمع صوت السيوف وصهيل الخيول. استنجد بزوجة سعد قائلاً: “دعيني أقاتل، فإن نجوت سأعود وسأضع قدمي بين القيود، وإن قُتلت ستكونون قد ارتحتم مني.” وقد تعاطفت معه وأطلقت سراحه. أخذ الرمح وركب على فرس سعد المعروفة بالبلقاء، وقاتل قتالاً عُرف له في المعركة. وعندما انتهت الحرب، عاد إلى السجن كما تعهد لزوجة سعد. وعندما رآه سعد قال له: “قم، فوالله لا أُجلدك في شرب الخمر أبداً.” ورد أبو محجن: “وأنا والله لا أشربها أبداً.”
أبيات شعرية لأبو محجن الثقفي
نقل ابن الأعرابي عن الفضل الضبّي بعض الأبيات التي قالها أبو محجن الثقفي بعد تركه شرب الخمر، حيث قال:
رأيتُ الخمرَ صالحةً وفيها
مناقبُ تُهلِكُ الرُجُلَ الحليما
فلا واللهِ أشربُها حياتي
ولا أسقي بها أبداً نديما
كما أوصى أبو محجن الثقفي في آخر حياته قائلاً:
إذا مُتُّ فادفِنِّي إِلى جَنبِ كَرمَةٍ
تُرَوّي عظامي بعد موتي عُروقُها
ولا تَدفِنَنّي بالفلاةِ فإنّني
أخافُ إذا ما مُتُّ أن لا أذوقُها
اترك تعليقاً