الوقت المثالي للمشي لتحقيق أفضل نتائج في حرق الدهون

أوقات المشي المثلى لحرق الدهون

ليس هناك دليل قاطع يثبت أن توقيت ممارسة المشي أو الرياضة يؤثر بشكل كبير على زيادة حرق السعرات الحرارية. ومع ذلك، اختيار وقت محدد لممارسة النشاط قد يسهم في تحويله إلى روتين يومي يسهل الالتزام به. تجدر الإشارة إلى دراسة صغيرة نُشرت في مجلة International Journal of General Medicine عام 2011، حيث أظهرت أن المشي بعد تناول وجبة الطعام قد يُساعد على تحقيق خسارة أكبر في الوزن. لكن، يتعذر تعميم هذه النتائج نظرًا لصغر حجم عينة الدراسة. من المهم أن ندرك أن توقيت ممارسة الرياضة هو مجرد عامل واحد من مجموعة عوامل تؤثر على الأداء الرياضي، مثل شدة ومدة التمارين.

لتفاصيل أكثر عن حرق السعرات الحرارية أثناء المشي، يُمكن الاطلاع على مقال “رياضة المشي والسعرات الحرارية”.

أفضل أوقات المشي

كما ذُكِر سابقًا، لا يوجد وقت محدد للمشي، فاختيار الوقت المثالي يتوقف على تفضيلات الفرد وما يسهل عليه الالتزام بممارسة الرياضة بانتظام. رغم ذلك، هناك بعض الفروق الإيجابية بين الفترات الزمنية المختلفة. فيما يلي توضيحات حول ذلك:

المشي في الصباح

يفضل بعض الأفراد ممارسة الرياضة في الصباح، حيث أن معدلات الخمول والتعب تميل للازدياد في فترة ما بعد الظهر، مما يقلل الرغبة في ممارسة الأنشطة. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Medicine and Science in Sports and Exercise عام 2012 أن ممارسة رياضة ذات شدة متوسطة أو مرتفعة، مثل المشي لمدة 45 دقيقة في الصباح، يمكن أن يقلل من الرغبة في تناول الطعام ويعزز من النشاط البدني طوال اليوم. كما أن المشي في الصباح قد يُحسن من القدرة على التركيز ويمنح العقل وضوحًا أكبر، حيث أفادت دراسة نُشرت في British Journal of Sports Medicine عام 2018 بأن المشي في الصباح يُحسن الذاكرة والوظائف التنفيذية لدى كبار السن الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

ومع ذلك، يجب الحذر من ممارسة الرياضة الشديدة على معدة فارغة، حيث يمكن أن يدفع الجسم لاستخدام الكتلة العضلية كمصدر للطاقة. لذلك، من الضروري تناول وجبة فطور غنية بالبروتين قبل ممارسة التمارين الرياضية المكثفة. بينما من يعاني من صعوبة في الاستيقاظ مبكرًا، يجب أن يختار الوقت الذي يناسبه.

المشي في المساء

في المناطق المعتدلة، قد يكون من الأفضل ممارسة الرياضة لمدة قصيرة في المساء مقارنة بالصباح، حيث تزداد قوة عضلات الجسم في فترة ما بعد الظهر، مما يساهم في تحسين الأداء البدني. وفي المقابل، في المناطق ذات الحرارة العالية، فإن كفاءة العضلات قد تكون أفضل في الصباح بسبب انخفاض حرارة الجسم. تجدر الإشارة إلى أن ممارسة التمارين لفترة طويلة لا تتأثر بالتوقيت في المناطق المعتدلة، بينما قد تحد الظروف الحرارية من القدرة على ممارسة الرياضة لفترات طويلة كما أكدت دراسة نُشرت في The Scandinavian Journal of Medicine & Science in Sports عام 2010. رغم فوائد الرياضة المسائية، إلّا أنها يمكن أن تؤثر سلبًا على جودة النوم، لأنها تُزيد من درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب.

المشي قبل أو بعد تناول الطعام

يُساهم ممارسة النشاط البدني المناسب لسن الفرد وحالته الصحية في تحسين الصحة بشكل عام، بغض النظر عن التوقيت سواء كان قبل أو بعد تناول الطعام. لكن، المشي بعد الوجبات لفترات قصيرة ومتقطعة قد يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، خاصة لدى كبار السن المصابين بالسكري، كما أشارت دراسة نُشرت في Diabetes Care عام 2013. أما بالنسبة للمشي قبل الوجبات، فقد يُساعد أيضًا في تنظيم مستويات السكر لدى الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين، وهو ما أظهرته دراسة نُشرت في Diabetologia عام 2014.

نصائح لزيادة معدل المشي خلال اليوم

تعد إضافة التمارين الرياضية إلى الروتين اليومي واحدة من أكثر الطرق فعالية لفقدان الوزن والحفاظ عليه. إليك بعض النصائح لجعل المشي جزءًا من روتينك اليومي:

• التدريج في زيادة مدة المشي. إذا كان من الصعب المشي لمدة 30 دقيقة متواصلة، يمكن تقسيم هذه المدة إلى ثلاث فترات مدة كل منها 10 دقائق.
• ركن السيارة في مكان بعيد عن المدخل، سواء في المتاجر أو العمل، لتعزيز المشي.
• استخدام السلالم بدلًا من المصعد الكهربائي، حيث تسهم السلالم في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
• الاستفادة من وقت الغداء للمشي، حيث تُساعد عشر دقائق من المشي خلال استراحة الغداء على بلوغ 150 دقيقة على الأقل من النشاط أسبوعيًا.

نظرة عامة عن رياضة المشي

يُعتبر المشي من التمارين السهلة والمجانية التي تُساهم في تعزيز النشاط البدني، فقد تكون وسيلة فعّالة لفقدان الوزن وتحسين الصحة العامة. كما يعمل المشي السريع على تعزيز قدرة الجسم على التحمل وحرق السعرات الحرارية الزائدة، بالاضافة إلى تحسين صحة القلب. يُذكر أن المشي لا يتطلب معدات معينة، ويمكن ممارسته في أي وقت وبالسرعة المناسبة لكل فرد، ما يجعله مناسبًا للجميع، بما في ذلك الأفراد ذوي الوزن الزائد، وكبار السن، أو أولئك الذين لم يمارسوا النشاط الرياضي لفترة طويلة.

للمزيد من المعلومات حول فوائد المشي، يُمكنك الاطلاع على مقال “فوائد المشي ساعة يوميًا”.