تأثيرات التفكك الأسري على الأطفال والناشئين
On 5:26 ص by علي العمريتأثيرات التفكك الأسري
يُعتبر التفكك الأسري من القضايا البارزة التي تواجه مجتمعنا المعاصر، حيث يزداد عدد الأسر المتأثرة بهذه المشكلة بشكل ملحوظ. يتأثر جميع أفراد الأسرة، وخاصة الأطفال، بشكل سلبي نتيجة لهذا التفكك. وليس من الضروري أن تتعلق حالات التفكك الأسري بانفصال أو طلاق أحد الأبوين، بل قد يحدث التفكك حتى في الأسر التي تعيش تحت سقف واحد ولكنها تعاني من نزاعات مستمرة.
هناك العديد من الآثار السلبية التي قد تلحق بالأبناء نتيجةً للتفكك الأسري، ومن أبرز هذه الآثار:
- في السنة الأولى عقب الطلاق، يشعر أفراد الأسرة، وخاصة الأبناء، بمشاعر الغضب والقلق، وقد تظهر لهم مشاكل مستمرة في المستقبل بسبب هذا التفكك.
- قد يؤدي التفكك إلى حدوث اضطرابات عاطفية بين أفراد الأسرة، حيث قد يظن الأبناء أن حب الأبوين لهم قد تضاءل، مما يزيد من شعورهم بالذنب ويثير الكره بين أفراد الأسرة.
- لا يعد الانفصال أو الطلاق السبب الوحيد لضغط الأفراد، بل التغييرات التي تحدث، خاصة مع الأبناء، تمثل مصدر قلق أكبر. فانتقال أحد الأبوين إلى مسكن جديد يعني تغييرات جذرية في العديد من جوانب حياة الأبناء، مثل تغيير المدرسة أو العيش في بيئة جديدة نتيجة زواج جديد لأحد الأبوين.
- قد تظهر على بعض الأبناء اضطرابات سلوكية، مثل العدوانية، نتيجة تأثيرات التفكك الأسري.
- يشعر بعض الأبناء بالقلق والإحباط نتيجة معرفة التغييرات التي ستحدث بعد الانفصال، مما يجعلهم يشعرون بالعجز والضياع.
كيفية إبلاغ الأبناء عن الانفصال
قد يجد الآباء صعوبة في إخبار أبنائهم عن قرار الانفصال. ويمكن تلخيص بعض النقاط الأساسية التي يجب أن يسمعها الأبناء من الآباء فيما يلي:
الصدق في التواصل
يحتاج الأبناء غالباً إلى معرفة الأسباب الحقيقية التي دفعت أحد الأبوين إلى اتخاذ قرار الطلاق أو الانفصال. من المستحسن أن يُستخدم في ذلك أسباب بسيطة وصادقة، بدلاً من دغدغة مشاعرهم بأسباب مستقبلية قد تكون بعيدة عن فهمهم. كما ينبغي التأكيد لهم أن الحب سيظل موجوداً بعد الانفصال بنفس القوة التي كان عليها من قبل.
التعبير عن المشاعر
في مثل هذه الأوقات، يُعتبر من المهم جداً أن يسمع الأبناء مشاعر الآباء، مثل قول “أنا أحبكم وسأكون بجانبكم في كل الظروف”. قد يعتبر الآباء أن هذه الكلمات بسيطة، ولكنها تحمل تأثيراً عميقاً في قلب الأبناء، مما يساعدهم على الشعور بالراحة وتهدئة مخاوفهم، حيث أن مشاعر الحب من الأهل لن تتغير حتى بعد الانفصال.
مناقشة التغييرات
من الضروري أن يتحدث الآباء بصدق مع أبنائهم حول التغييرات التي ستطرأ بعد الانفصال. قد لا يكون أحد الأبوين مُلماً بجميع تفاصيل حياة الأبناء كما كان سابقاً، لكن من المهم التأكيد على أنهم معاً سيتجاوزون هذه التغييرات وسيعملون على التعامل معها بطريقة مناسبة.
اترك تعليقاً