تأثيرات العنف الممارس ضد المرأة
On 4:32 م by مدير الموقعتأثيرات العنف ضد المرأة
ينتج عن العنف ضد المرأة مجموعة من التأثيرات السلبية تشمل الجوانب الجسدية والنفسية والاقتصادية، بالإضافة إلى تأثيرات ممتدة على الأسرة بشكل عام. وفيما يلي تفصيل لكل من هذه الجوانب:
التأثيرات الجسدية للعنف ضد المرأة
تعد قضية العنف ضد المرأة من القضايا القديمة التي تحمل عواقب خطيرة على صحة المرأة الجسدية والنفسية. وتظهر آثار العنف بشكل فوري، لكن تأثيراتها طويلة المدى قد تكون ملموسة وغير ملحوظة في كثير من الأحيان. أظهرت الدراسات التي أجريت على مدار العقدين الماضيين أن النساء المعنفات وأسرهن يعانين من تدني شديد في مستويات الصحة الجسدية والعقلية مقارنة بمن لم يتعرضن للإيذاء. ويرجع ذلك إلى ضعف المناعة المرتبط بالحالة النفسية المتضررة، بالإضافة إلى إهمال الرعاية الذاتية. لذا، تتعرض العديد من النساء المعنفات لمجموعة من الأمراض المزمنة مثل الصداع، وآلام الظهر، واضطرابات الجهاز الهضمي، وأمراض القلب، والأمراض العصبية كالإغماء ونوبات القلق.
تتراوح الإصابات الناتجة عن أعمال الاعتداء الجسدي والجنس من الكدمات البسيطة إلى الكسور والإعاقات المزمنة التي تتطلب علاجًا خاصًا. كما يعاني النساء الحوامل اللاتي يتعرضن للعنف من مشاكل صحية مثل فقر الدم ونقص المناعة، مما يؤثر سلبًا على التغذية والوزن الصحي للجنين ويرفع من خطر إصابته بأمراض متعددة.
التأثيرات النفسية للعنف ضد المرأة
تتنوع التأثيرات النفسية الناجمة عن العنف ضد المرأة، حيث تلعب الممارسات العنيفة دورًا كبيرًا في تقليل الشعور بتقدير الذات والثقة بالنفس، مما يؤدي بدوره إلى تأثيرات سلبية على الصحة العقلية. فمع زيادة التعرض للعنف، تضعف قدرة المرأة على التفكير العقلاني والتصرف بشكل مستقل وآمن في المجتمع.
تشبه الأعراض النفسية الناتجة عن العنف تلك الناتجة عن أنواع أخرى من الكوارث والحروب. فتمر النساء اللواتي يتعرضن للعنف بمراحل متتابعة تتضمن الصدمة، والإنكار، والارتباك، والخوف، وفي حالة تكرار هذا العنف، تتعقد التبعات النفسية لتصل إلى ضعف الشخصية وعدم القدرة على اتخاذ القرارات أو التخطيط، بالإضافة إلى ازدياد معدلات الاكتئاب ومحاولات الانتحار. تشير التقييمات النفسية أيضًا إلى أن النساء اللواتي يعانين من انخفاض في مستويات الرضا عن الحياة غالبًا ما كن ضحايا للعنف في مراحل سابقة من حياتهن.
التأثيرات الاقتصادية للعنف ضد المرأة
تشكل التأثيرات الاقتصادية للعنف ضد المرأة عبئًا ثقيلًا، حيث تشمل تكاليف العلاج الجسدي والنفسي الذي يتطلبه النساء المعنفات، بجانب النفقات المتعلقة بالخدمات القانونية والمحاكم المسؤولة عن محاسبة الجناة. تستثمر النساء أموالًا كثيرة في العلاج النفسي الذي يهدف إلى مساعدتهن على تجاوز الصدمات والتوترات الناجمة عن العنف، مما يعينهم على الاندماج بصورة أفضل في المجتمع.
تعاني النساء والفتيات المعنفات من قلة التقدير الذاتي وقدرتهن على التفاعل مع المجتمع بفعالية، فتؤدي المعاملة السيئة إلى تراجع الروح المعنوية، مما يزيد من صعوبة أداء المهام الوظيفية أو يؤدي إلى فقدان الوظيفة بشكل يؤثر على اقتصاد الأسر والمجتمع ككل.
التأثيرات الأسرية للعنف ضد المرأة
تأثيرات العنف ضد المرأة على الأطفال
يتأثر الأطفال بشكل مباشر أو غير مباشر بالعنف الذي تتعرض له الأمهات، حيث يمكن أن تؤدي الإساءة الجسدية أو النفسية إلى إحداث آثار ضارة على النمو النفسي للأطفال. في البيئة المملوءة بالعنف، يظهر على الطفل سلوكيات عدوانية، وضعف في الأداء الأكاديمي، وزيادة في مستويات القلق والاكتئاب، مما قد يؤدي إلى عدم القدرة على الإنتاجية والانحراف في مرحلة المراهقة، وصولًا إلى محاولات الانتحار.
تأثيرات العنف ضد المرأة على الوضع الأسري
يساهم العنف الأسري في تفكك الأسر وعدم استقرارها، مما يؤثر سلبًا على إنتاجية جميع الأفراد وليس فقط المرأة المعنفة. تتعرض الأسر التي تعاني من العنف لمشاكل في توفير الرعاية الصحية للأفراد المعنفين، مما يؤدي إلى تقليص قدراتهم على العمل والحفاظ على أسلوب الحياة. حيث تُعاني تلك الأسر من محددات داخلية في الدخل وتقتصر خياراتهم على الوظائف الأساسية بسبب التأثيرات النفسية والجسدية المتعرضين لها.
للتعرف بشكل أعمق على تعريف العنف ضد المرأة، يمكن الاطلاع على المقال بعنوان تعريف العنف ضد المرأة.
اترك تعليقاً