تأثيرات المعاصي والسيئات على صحة القلب الروحية
On 7:31 ص by هدى الشارختأثير الذنوب والمعاصي على القلب
تُعتبر المعاصي والذنوب ذات آثار جسيمة على الإنسان، ومن أبرز تلك الآثار ما تتركه على قلب الفرد، حيث تُضعف من عزيمته ورغبته في القيام بالأعمال الصالحة، وتزيد من إصراره على ارتكاب المعاصي. ينتج عن ذلك تراجع في الرغبة في التوبة والعودة إلى الله سبحانه وتعالى. وإذا ما تمكنت المعصية من قلب الإنسان، فإنها تتحول إلى عادة لا يرى فيها ما يستحق الحركة، بل يكون متبجحًا بها أمام الآخرين، وهو ما يُعد من أشد أمراض القلوب. علاوة على ذلك، فإن القناعة بالمعصية تُسهّل من تفشيها وتجعل الانفصال عنها أكثر صعوبة. وبالتالي، تزداد ظلمة القلب مع تزايد المعاصي، حتى يجد الإنسان نفسه في دوامة من الأخطار والموبقات. وقد كان السلف الصالح يحذرون بشدة من آثار المعاصي على القلب، مشيرين إلى أن المعصية تُظهر علامات السواد والخزي على وجه صاحبها، بالإضافة إلى الفهم الذي قد ينشأ بينه وبين ربه، وكذلك بينه وبين المؤمنين من حوله.
طبع القلب
من المخاطر العديدة للمعاصي، عندما تتكرر ويألفها فاعلها، أن يُطبع الله على قلبه، مما يؤدي إلى صدأ القلب نتيجة الاعتياد على المعاصي. هذا المعنى يمكن فهمه من قوله سبحانه: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، كما بين العلماء. ويعبر هذا الفهم عن أن القلب يصدأ بكثرة المعاصي، فإذا تكاثرت وتلاحقت على القلب، يتم ختمه وطبعها عليه. بذلك يُصبح القلب مُثقلًا بالأثام، فيصبح التعاون مع الشيطان أمرًا سهلًا. يُفاخر الشخص بمعاصيه ويكون فخورًا بها، مما يُفقده حياءه ويؤدي به إلى الاستغفال والإغراق في الذنوب، وهؤلاء يكونون أكثر حاجة للتوبة.
أضرار المجاهرة بالمعاصي
تعد المجاهرة بالمعاصي دليلًا على قسوة قلب الفرد وعمق غفلته، مما يُعد مؤشرًا على سؤ خلقه وجرأته في انتهاك التشريعات والأحكام. كما تمثل علامة على انتشار الفساد وترويج المنكرات. وقد تؤدي المجاهرة بالمعصية إلى استحلالها، مما يُعد كفرًا. فهي أيضًا تشير إلى استخفاف الإنسان بأوامر الله -تعالى- ونواهيه. ومن هنا، حذر الإسلام من التهاون في الذنوب الصغيرة، حيث أنها قد تقود فاعلها إلى الكبائر. وعليه، تصبح الصغيرة مع الاستمرار فيها كأنها كبيرة من الكبائر؛ كما قال أحد السلف: “لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى من عصيت.”
اترك تعليقاً